أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشا ممتاز - كل سنة وأنتم طيبين رغم أنف الحاقدين














المزيد.....


كل سنة وأنتم طيبين رغم أنف الحاقدين


رشا ممتاز

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 18:07
المحور: حقوق الانسان
    


ت يوم منذ عشر سنوات وبينما كنت في طريقي إلى الجامعة وجدت رجل مشغول بالحديث فى تليفونه المحمول و يحمل في يده علب ملونه تبدو وكأنها هدايا ,يسير غير عابئا بالخطر في منتصف الطريق السريع وفجأة مرت بجواره سيارة تسير بسرعة جنونية فانتبهت وجذبته من كتفه نحو الرصيف فسقطت من يده بعض الهدايا فساعدته فى جمعها وأنا الومه على عدم انتباهه ,فنظر لي بامتنان واعتذر ثم أردف بقوله أن اليوم هو عيد روش هشناه لهذا فهو مشغول البال فى الترتيب للاحتفال بالعيد ويحمل الهدايا لأطفاله وأسرته لم أعلم معنى الاسم الذي نطقه ولم أعلم أي ديانة أو طائفة تحتفل به ولكن سرعان ما نطقت وبشكل تلقائي كل عام وحضرتك بخير وودعته بابتسامه رد على بمثلها وأكملت طريقي .......



وفى الجامعة وتحت تأثير الفضول سألت أصدقائي هل منكم من يعلم ما هي المناسبة الدينية أو العيد الذي يتم الاحتفال به اليوم فرد صديق اليوم هو عيد رأس السنة اليهودية ! نزلت إجابته على رأسي كالصاعقة ! و بدا على الارتباك و التأثر و لمت نفسي فربما أكون بفعلتي السابقة قد ارتكبت جرما وذنبا لا يغتفر في حق ديني فاليهود هم أعداءنا الأزليين كما برمج الكهنوت عقولنا! وفور عودتي للمنزل اتصلت بأحد شيوخ الفضائيات اسأله عن حكم إنقاذي لشخص يهودي بل وتهنئته بعيده فرد الشيخ بعد الصلاة والسلام على رسول الله أن ما قمت به يعد معصية ومشاركة في أثم عظيم ولكن ما دمت قد قمت به دون دراية فيكفى الاستغفار والصدقة والإكثار من الصلاة وسيغفر الله لي ذنبي بإذنه !





وهكذا تحول إنقاذ حياة إنسان والابتسامة البديهية في وجهه ومشاركته سعادته إلى لوم للذات و إلى إثم وذنب لا يغتفر !

وبمثل هذه الفتاوى يشوه حراس العقيدة نفوس إتباعهم الصافية وفطرتهم السليمة ويحولهم الى مسوخ وكائنات قاصرة العقل والتفكير الحر ويقلب لديهم المعايير الإنسانية ليصبح الكره فريضة باسم الله والعبوس في وجوه البشر واجب وفرض والقتل والدعوات بالتهلكة أسمى معاني الإيمان !



تتجدد كل عام نفس الزوبعة حول تهنئة المسلم للمسيحي هل هي حرام أم مكروه أم مستحب ويتجدد معها شعوري بالقرف والغثيان من تلك الفتاوى الصادرة من الوجوه القميئة والدعوات القبيحة التي تشبه التقيؤ العفن والتي تشوه نفوس التابعين من القطيع ذوى العقول الضامرة والإرادة المكبلة.



فالتهنئة بين بنى البشر في أعيادهم ومناسبتهم وأفراحهم وكذلك المواساة في أتراحهم ,شيئا بديهي لصيق بفطرة الإنسان السوي الذي يسعد بسعادة الآخرين ويحزن لحزنهم أيا كان معتقدهم ...

هل عندما أقول لشخص أيا كان معتقده كل عام وأنت بخير معناه خروجي عن ملتي أو اعتقادي بدينه ؟!

جملة كل عام وأنت بخير تعنى أمنيتي الطيبة في أن يمر العام عليك بسلام وصحة ولا أدرى ما علاقتها بعقيدة الآخر وبمدى قناعتي بها من عدمه ؟ جملة إنسانية محضة حيث تتمنى فيها الخير والسعادة لأخ لك في الإنسانية وشريك لك في الحياة على هذا الكوكب التعس .



لسنا بحاجة لان نبحث عن رأى شيخ أو نفتش عن فتوى لنقوم بأمور بديهية في حياتنا مثل الأكل والشرب والعمل والنظافة الذاتية وإفشاء السلام ونشر المحبة والتسامح مع من حولنا من بني البشر, فطرتنا الإنسانية وقلوبنا الطاهرة هي البوصلة التي تدلنا على الخير والصواب أينما كانوا وما يقوم به طبقة الكهنوت ما هو إلا محاولة لتدجين تلك الفطرة وتلويثها وتوجيهها لتلبى ما في نفوسهم الحاقدة المريضة من كره وتفرقة وتدمير .



أن تتحرروا من سيطرة طبقة الكهنوت التي تتغذى على حاجتكم الدائمة لها وتزداد ثراءا وتوحشا وأن تكونوا بشرا أحرار الإرادة وأن تبحثوا فى كتبكم بأنفسكم دون وساطة وأن تضربوا بفتاوى الكهنوت عرض الحائط وأن تحافظوا على إنسانيتكم المستهدفة وأن لا تسلموا عقولكم وآذانكم لتجار الدين ... تلك هي أمنيتي لكم في عام 2013 وكل سنه وأنتم طيبين .



#رشا_ممتاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان و اغتيال القضاء ...كلاكيت تانى مره
- تزوير الإستفتاء واجب شرعي!
- على غرار برلمان الثورة ..شفيق مرشح الثورة ؟!
- مرشحى الرئاسة بين فلول ظاهر وفلول خفى !
- لا للختان لا للسلفيين والإخوان .
- فى وجه طيور الظلام , كلنا عادل إمام
- جعلوني فلولا (مصر بين توابع الفلول والإخوان)
- بالأدلة عبد المنعم أبو الفتوح هو المرشح الأصلي للإخوان
- إلى موتوا بغيظكم , مصر ليست إسلامية .
- خالد الجندى والكهانة فى الإسلام
- التهنئة بسند شرعى !
- عندما سحلت ضمائرنا !
- كلهم عبد المنعم الشحات مع الفارق !
- العرس الديمقراطى
- صور علياء التي هزت عرش الفضيلة
- خصلات شعر سالى التى كشفت عوراتنا !
- مصر تولد من جديد و المخاض عسير!
- الشعب يريد إسقاط النظام رسالة المصريين لجيشهم وللعالم
- سيد طنطاوى وفيروس النقاب
- عيد الحب وعيد الكره


المزيد.....




- -قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه ...
- عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة ...
- وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م ...
- قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
- الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم ...
- مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا ...
- في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة ...
- من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى ...
- اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا
- اعتقال -سفاح صيدنايا- في طرطوس وحراك دبلوماسي سوري مع دول ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشا ممتاز - كل سنة وأنتم طيبين رغم أنف الحاقدين