أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - كراسي المعارضة و بوصلة السخط .














المزيد.....


كراسي المعارضة و بوصلة السخط .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 17:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يسود اعتقاد عام اليوم أن الربيع العربي لم يحقق أي انجاز يذكر نحو الأهداف التي نادا بها ، وانه قد انتهى إلى تسليم كراسي الحكم للإسلاميين ، وهو عموما الأمر الذي حصل فالإسلاميون كانوا هم من جنى حصاد هذا الربيع حين تولوا السلطة في عدة دول ، لكن مع هذا فيجب الانتباه أن هذا الربيع أيضا وهو يقعد الإسلاميين على كراسي الحكم قد أخلاهم من كراسي المعارضة وسلمها للديمقراطيين ، وهي كراسي لا تقل قيمتها عن كراسي السلطة ، إن لم تكن قيمتها اكبر .

لاشك أن أي تيار سياسي يصل إلى السلطة سيستفيد من وسائل الدولة لتدعيم نفسه ، خاصة إذا كان تيارا شموليا كما الإسلاميون ، فالمتوقع أن يكون هناك تعسف واضح في استعمال وسائل الدولة لخدمة الإغراض الشخصية ، لكن مع هذا فلا يجب إغفال أن تصرفا من هذا القبيل له نتائج الكارثية على صاحبه ، و بالنسبة لحالتنا فقد باتت من المعروف أن السلطة عندنا محرقة ، خاصة إذا تم التعسف في استخدامها، وعليه وفي حال أي جنوح نحو هذا الخيار أو حتى بدونه فالخصوم القاعدون على كراسي المعارضة هم من سيحصدون النتائج ، حتى و إن هم لم يفعلوا شيئا .

إذا كان يمكن اليوم إعطاء خلفيات لما نراه من وصول للإسلاميين للسلطة حاليا ، فيمكن القول انه كان جلوسهم على كراسي المعارضة لا أكثر ، فهذا الأمر كان وحده كافيا لجعل المواطنين وبدافع السخط على أوضاعهم يختارونهم للحكم ، هذا حتى و إن كانوا لا يحملون أي مشروعا ، فالأوضاع المزرية كانت تكفي كدافع لجعل المواطن ينحوا هذا المنحى ، إن كراسي المعارضة الحالية لم تعد كما كانت من قبل ، بل باتت البديل الجاهز الذي يلقي بضلاله على كراسي الحكم في القصور الرئاسية وقبب البرلمان ، وعليه فأي جالس على هذه الكراسي هو المرشح الفائز حتما في أي تغيير سياسي قد يحدث مستقبلا .

سابقا وحين كانت الديكتاتوريات جاثمة على كراسي السلطة ، و الإسلاميون في خانة المعارضين كانوا هم الضيف الدائم على القنوات التلفزيونية و في الحوارات على الجرائد و في الندوات ، وتقريبا لم يكن يجري أي نقاش حول الواقع السياسي إلا كان الإسلاميون طرفا فيه، الأمر الذي جعلوهم يحرزون وبدون أي مجهود على شعبيه جماهيرية كبيرة لمشروعهم ، بل لقد حصلوا في ظل هذا الوضع وبدون دفع أي فلس على دعاية سياسية مهولة لنشر أفكراهم بين ، الأمر الذي جعل المواطنين يرون في لإسلاميون الخصم الأبرز للأنظمة الديكتاتورية ، بينما ولو دققنا في الواقع لوجدنا أن هؤلاء لا يحملون أي مشروع ، ولا يمثلون أي فرق بينهم وبين الأنظمة السابقة ليكونوا الخيار البديل لها ، لكن عموما هذا ما حصل و أعتبر الإسلاميون هم الفصيل المضاد للديكتاتوريات الحاكمة وفي النهاية انتخبوا على هذا الأساس ، في المقابل فقد ظل التيار الديمقراطي العلماني خارج دائرة الضوء، و تقريبا لم يكن يسمع له أي صوت حول الأوضاع السياسية لدرجة اعتبر معها في مرحلة من المراحل من الأمور الهامشية ، لكن طبعا كل هذا تغير بعد أن حل الإسلاميون اليوم كسلطة ، وصارت كراسي المعارضة شاغرة للقوى الديمقراطية ، فالإسلاميون قد باتوا هم محل الاتهام وهم المدانون ، في المقابل صار الديمقراطيون هو المدعي العام الذي يشرحهم كل يوم ، و حاليا نحن لا نشهد برنامج سياسي أو حوار متلفز أو ندوة سياسية إلا وفيها ضيف يمثل المعارضة الديمقراطية ، وهو ما يمثل نقلة نوعية في نشر الخطاب الديمقراطي لجموع المواطنين ، فقد بات هذا الخطاب متواجدا في كل حارة ، وفي كل بيت وهو الأمر الذي كان غائبا سابقا ، نحن نشهد اليوم وعلى خلاف ما كان سابقا تشكل هوية ديمقراطية علمانية لها معالمها الخاصة ، هوية يمكن للمواطنين اختيارها مستقبلا كنقيض للمشروع الإسلامي المهيمن ، وحاليا وحتى وإن كانت الأمور غير مستقرة تماما ، إلا أن المستقبل يبشر بحتمية تطور قطب ديمقراطي علماني له صوته ورؤية ، والذي قد يكتب له يوما ما تسلم مقاليد السلطة منهيا بهذا عصورا من الانحطاط الحضاري الذي تشهده منطقتنا .

يمكن القول أخير أن الربيع العربي ومع كل ما شابه من نكسات و إخفاقات ، ومع كل المأخذ التي يمكن أن تأخذ عليه ، فهو قد خدم التيار الديمقراطي العلماني خدمة لا مثيل لها حين قربه للمواطن ، فحاليا ومع وصول الديمقراطيين لكراسي المعارضة بفضل الربيع العربي قد صارت بوصلة السخط و ألتي لطالما خدمت الإسلاميين توجه مؤشرها نحوهم ، ما يعني أن أي مواطن ساخط عن أوضاعه قد بات فردا أخر يضاف للخزان الانتخابي الديمقراطي ، و طبعا و في ظل التردي العام لأوضاع المواطنين في بلداننا ، وفي ظل الفشل الذريع الذي سيمنى به الإسلاميون لا محالة ، فيمكن الجزم أن التيار الديمقراطي سيشهد أزهى عصور انتشاره وقوته ، ولن نبالغ إذا قلنا أننا سنشهد وعلى عكس أوضاع سادت لسنين طويلة ، عمليات هجرة ضخمة للأصوات الناخبة من الكتلة الإسلامية نحو الكتلة الديمقراطية ، خاصة مع زوال هالة الغموض التي لطالما سحرت المواطنين بحيث صوتوا للإسلاميين ، وهو ما يعني نهاية النهاية للتيار الإسلامي وبداية الصعود لنجم المولود الجديد وهو التيار الديمقراطي العلماني .



#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الإسلاميون - فقاعة إنتخابية لا أكثر .
- دموع التماسيح الإسلامية على الدماء الجزائرية .
- عن الدستور في ظل سلطة الإرهاب .
- إرهابيون ... الأمس و اليوم و غدا .
- اثبت مكانك أنت نور الفجر .
- الطرطور الإسلامي و الديكتاتور العُروبي .
- شكرا مصر .
- مستقبلنا في خمس دقائق .
- في معنى - لكل زمان ومكان - .
- أيها الورد
- - أمان الله خان- ذكريات أفغانية .
- كي لا تأذينا طيبتنا .
- سيناريو 52 .
- مراح الجزائري أم الوهابي .
- حول الصعود الإسلامي .
- كيف نقيّم التجربة العلمانية .
- عن العدالة في الحكم الإسلامي .
- كذب الإسلاميون ولو صدقوا .
- الإستبداد المنتخب .
- مغلوب لا يقلد الغالب .


المزيد.....




- هل تم استهداف المسيحيين خلال أحداث الساحل السوري؟
- 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- العامري: العراق تجاوز مرحلة الطائفية
- ثبت تردد قناة وناسة وطيور الجنة وبطوط على القمر الصناعي 2025 ...
- بوغدانوف يؤكد ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة بمشاركة جميع ال ...
- حماس تؤكد بدء جولة مفاوضات جديدة وتدعو لشد الرحال إلى المسجد ...
- ديوان الإفتاء التونسي يصدر بيانا حول إلغاء شعيرة الأضحية
- رمضان في العصر الرقمي.. كيف تساعد التطبيقات الذكية على الموا ...
- المسجد الأموي.. صرح يحكي قصة حضارات متعاقبة
- لماذا يصعب العثور على توأم الروح؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - كراسي المعارضة و بوصلة السخط .