|
العرب...خارج الاسوار
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 17:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العرب ....خارج الاسوار الاحزاب العربية في اسرائيل المؤسس الفعلي لدولة اسرائيل ،وقائدها في سنواتها الاولى ، دافيد بن غوريون ، اصدر حظرا على مشاركة اقصى اليمين واقصى اليسار في حكومته والحكومات المتعاقبة ، وله قولة مشهورة " بدون حيروت (سلف الليكود ) وبدون ماكي (قائمة الحزب الشيوعي قبل الانقسام)" . ومقولته هذه تحولت الى منارة ،اهتدى بهديها كل من ترأس حكومة ، الى ان نشبت حرب 67 ، وتشكلت حكومة وحدة وطنية ، كان حزب حيروت شريكا فيها وشغل زعيمه التاريخي مناحيم بيغن منصب وزير . تغيرت حكومات ، وانقلبت الموازين ، وسيطر حزب الليكود -خلف حيروت - على مقاليد السلطة ، الا أن وصية بن غوريون ما زالت قائمة ، ويطبقها بحذافيرها كل من يشكل حكومة في اسرائيل . ورغم أن ماكي -قائمة الحزب الشيوعي - لم يكن بالامكان احتسابه كحزب عربي ، الا أنه مثل بشكل او بأخر الجماهير العربية ، رغم أن قياداته كانت تميل الى الفكر الصهيوني ، مما أدى الى انقسام بعد ذلك ، وتشكل القائمة الشيوعية الجديدة ، راكاح ، والتي تمثل شراكة يهودية عربية ، ولا تخلو قائمة ممثلي الحزب ، من برلماني يهودي ، نذكر منهم عضوة الكنيست السابقة تمار جوجانسكي ، واحقاقا للحق ، فأنها كانت دائما في الطليعة من حيث العمل البرلماني وحظيت بتقدير الخصوم قبل الاصدقاء ، اضافة الى عضو الكنيست البارز ،دوف حنين ، والذي رشح نفسه لرئاسة بلدية تل ابيب في الدورة السابقة وحصل على 30% من اصوات الناخبين في كبرى المدن الاسرائيلية ، وهذا دليل قاطع على شعبية دوف في تل ابيب . ليس هذا ما يهمنا ، وانما نورد هذه المعلومة ، للتدليل على اهمية الشراكة اليهودية العربية ، وأنها ليست شكلية ، وأنا شخصيا قلت مرة ،أن دوف هو خير من يمثل العرب في اسرائيل!!!!! لا ينفي هذا ،الدور الفاعل للاعضاء العرب في البرلمان ، والذين شاركوا في سن القوانين للصالح العام ،يهودا وعربا ، لكن امكانيات التأثير من مقاعد المعارضة هي ضئيلة نسبيا . وبالعودة الى "وصية" بن غوريون ، فلا تمر انتخابات عامة ، دون ان تقوم لجنة الانتخابات المركزية بأقصاء عضو من العرب ،عن المشاركة في الانتخابات كمرشح . وكان هذا العام دور عضوة الكنيست حنين الزعبي ، التي "اقصتها" لجنة الانتخابات برئاسة القاضي المتدين في المحكمة العليا الياكيم روبنشتاين ،مما دفعها وحزبها التجمع ،التوجه لمحكمة العدل العليا ، والتي قررت بالاجماع الغاء قرار الاقصاء بحق حنين الزعبي ، والسماح لها بالمشاركة كمرشحة في قائمة التجمع لانتخابات الكنيست !!! وتهمة السيدة حنين هي مشاركتها في كسر الحصار على غزة على ظهر السفينة التركية ، مرمرة. وحزب التجمع الذي اسسه عزمي بشارة ، يطرح مشروع دولة كل مواطنيها ، الامر الذي يتنافى مع طرح الاحزاب الصهيونية والتي تؤكد على يهودية الدولة ، ويطلبون من العرب والفلسطينيين الاقرار بيهودية الدولة ، مما يعني الغاء وجودهم القومي ، على الرغم أنني شخصيا وانا من القلة ، لا اضع في المقام الاول انتمائي القومي بل انتمائي الانساني ، مع الحفاظ على هويتي القومية !! اما الحزب الثالث فهو حزب القائمة العربية الموحدة ، والذي يتشكل من ائتلاف احزاب عربية والحركة الاسلامية بشقها الجنوبي . ومما يثير الدهشة ، ان نسبة العرب الذين يصوتون في انتخابات البرلمان ، لا تتجاوز ال 50% من اصحاب حق الاقتراع العرب . وفي دراسة اجراها مركز ابحاث ، اشار الممتنعون الى اسباب امتناعهم وهي عديدة ومتنوعة ، اهمها عبثية التصويت لأن التأثير العربي على اتخاذ القرار ، تقترب من الصفر ـ اضافة الى أن قسما كبيرا من المصوتين العرب يعتقدون أن اعضاء الكنيست العرب منشغلون بقضايا سياسية كبرى ، كالقضية الفلسطينية ، ويهملون القضايا المحلية الملحة للجماهير العربية . وفي هذا انتقاد غير مباشر للاداء غير المرضي لاعضاء الكنيست العرب ، من قبل ناخبيهم . وعليهم الالتفات بشكل اكثر الى القضايا الحياتية اليوم يومية للمواطن العربي في اسرائيل وهي كثيرة . ومع أنني لا اميل لتبني هذا الرأي ، فمن مقاعد المعارضة ، لا يمكن التأثير على القرار . ومع ذ لك فللاعضاء العرب انجازات لا يمكن نكرانها ، واذا لم تخني الذاكرة فعضو الكنيست أحمد الطيبي ،كان من بين انشط اعضاء الكنيست ، بأجماع المراسلين الصحافيين في الكنيست . ظاهرة الامتناع تثير قلق احزاب المركز واليسار ، لأن الصوت العربي "محسوب " على اليسار . وتدني نسبة التصويت تصب في صالح الأحزاب الكبرى ،وتحديدا في صالح اليمين الذي يصوت انصاره كالبنيان المرصوص ، كتلة واحدة ، حتى أن البعض يتندر على الأحزاب الدينية التي يصوت اعضاؤها الاموات قبل الاحياء !!!! الاجماع -الكونزنزوس- لدى الاحزاب الصهيونية هو عدم اقامة ائتلاف مع الاحزاب العربية ، مما يقلص من الفرص المتاحة امام الصوت العربي ،ليكون ذا تأثير على اتخاذ القرار . ولكنني من انصار التصويت ودعم الاحزاب اليسارية الحقة ، واكتفي بأن تقوم هذه الاحزاب بكشف موبقات السلطة تجاه المواطن البسيط ،يهوديا كان أم عربيا !
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التموضع في المركز
-
انتخابات محسومة سلفا -نظرة على الاحزاب الاسرائيلية
-
صراع الهويات
-
وحدة وصراع الهويات
-
أمي .. وأنا
-
اليسار الاسرائيلي 2
-
اليسار الاسرائيلي
-
خارج التداول
-
مهاجرون من العربية الى العبرية - سيد قشوع
-
الحسين بن علي واطفال غزة
-
سوناتا الوجد
-
صواريخ
-
كنت في تل ابيب وركضت مع الراكضين
-
مقاطعة الانتخابات ليست كمقاطعة المنتوجات
-
اللعب في ملعب الخصم
-
السرنامة وثقافة السجون
-
PANIC DISORDER
-
الجنس ...الميول ...الاعتداءات والثقافة
-
اليسار الذي احلم به
-
يارون لوندون والعرب في اسرائيل
المزيد.....
-
إعلامي مصري يشعل ضجة بدعوته إلى إلغاء تدريس التاريخ والجفراف
...
-
رواية غربية جديدة: زيلينسكي تراجع عن تفجير السيل الشمالي وزا
...
-
قائد الجيش الأوكراني السابق ينفي علاقته بتفجير -السيل الشمال
...
-
مفاوضات -الفرصة الأخيرة- تنطلق اليوم في الدوحة..فهل ستنجح؟
-
نساء أفغانيات فقدن وظائفهن -يرغبن في الصراخ-
-
ترامب تحدث مع نتنياهو عشية جولة مفاوضات -حاسمة- بشأن حرب غزة
...
-
صحيفة ألمانية: الجيش الأوكراني يستخدم في منطقة دونباس -الكلا
...
-
قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف عددا من بلدات الجنوب اللبناني
-
-الشمس الحارقة- الروسية تحصل على منصة دبابة -تي-80-
-
الكابينت الإسرائيلي يجتمع في -الحفرة-
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|