أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علاء اللامي - مجزرة الحلاقين وضرب الطلبة الجامعيين !















المزيد.....

مجزرة الحلاقين وضرب الطلبة الجامعيين !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 13:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كتب روبرت ودرث مراسل جريدة "نيوزيوك " تحقيقا صحفيا أعادت نشره جريدة " الشرق الأوسط " لا يمكن وصفه إلا بالمرعب عن عمليات قتل الحلاقين في العراق وفي بغداد خصوصا على خلفية دينية .
ومن المعلومات الواردة في ذلك التحقيق نعلم أن مسلحين هددوا و يهددون الحلاقين بالقتل عن طريق إرسال رسالة ومعها رصاصة إذا استمروا يحلقون للزبائن لحاهم وشعورهم على الطريقة الحديثة فإذا ما كرر الحلاق الفعلة دخل إلى محله مسلح مقنع أو أكثر وأطلق عليه وعلى زبائنه النار وولى هاربا .
وقد قتل حتى الآن 12 حلاقا وبلغ عدد القتلى في يوم واحد خمسة حلاقين ،وقد كشفت التحقيقات التي أجرتها الشرطة العراقية أن القتلة هم من المجرمين العاديين / الجنائيين الذين تسلموا مبالغ من المال لقاء قتلهم الحلاقين وبلغ ثمن الإنسان العراقي " الحلاق " في هذه التجارة القذرة 200 مائتي دولار .
أحد الحلاقين القتلى واسمه صادق عبد الحسين في منطقة " الدورة " كان شابا متدينا ومعروفا في محلته ومع ذلك لم يسلم من رصاص المجرمين وظل ينزف حتى الموت في دكانه الصغير .
قبل التعليق على هذا الخبر نورد خبرا آخر قد لا يجري في السياق ذاته ولكنه قريب منه ومفاده أن مجموعة من الشباب المسلحين بالهراوات " الصوندات " هاجموا مجاميع من طلاب وطالبات كلية الهندسة في البصرة كانوا يقومون في سفرة سياحية لأحد منتزهات المدينة نهارا . وقد اتهم الطلبة مَن أسموهم " زمرا تتستر بالدين " بالقيام بذلك الاعتداء وقد صرح ممثل مكتب السيد الشهيد في البصرة الشيخ أحمد البصري لفضائية عراقية اللهجة ، طائفية النهج ، كويتية التمويل ، تسمى "الفيحاء " بأن جماعته قامت بالفعل بذلك الهجوم لأن الطلبة كانوا يهتفون بهتافات معادية للإسلام ويقومون بتصرف ماجنة وخليعة . وأكد البصري أن أنصاره قد صوروا الطلبة بالفيديو وهم يقومون بتلك التصرفات . وقد تطورت الأمور فيما بعد إلى درجة إعلان الإضراب من قبل أعداد من الطلبة ومحاصرة عميد الكلية في مكتبه .. الخ .

التعليق :
لا جديد في الخبر الأول حول جرائم قتل الحلاقين وأصحاب محلات بيع المنتجات المسموعة والمرئية والملابس الحديثة فمضمون هذه التصرفات يمثل القاعدة الفكرية والنفسية التي يقوم عليها الخطاب التكفيري الظلامي في نسخته الأكثر تخلفا والتي طبقت في أفغانستان خلال حكم ميليشيا الطالبان .
الجديد في الخبر الأول أن المنفذين هم أو أغلبهم من المجرمين العاديين والجنائيين الذين يستلمون مبالغ من المال لقاء القيام بتلك الجرائم ، أي إنهم ليسوا سوى مرتزقة ، والمرتزق يكون في خدمة من يدفع له .
فما الدليل على أن اتجاها أو تنظيما إسلاميا معينا يقف خلف هؤلاء المجرمين ؟
ولماذا لا يقوم عناصر هذا التنظيم الإسلامي أنفسهم بتلك الأفعال " طلبا للثواب والجزاء " ؟
ولماذا – انتباه رجاء ! - لا يكون الطرف الذي يدفع للقتلة مالا هو المخابرات الأمريكية أو العراقية العميلة بهدف خلق البلبلة الاجتماعية وتشويه سمعة الحركات الإسلامية ككل ؟
هل هناك دليل واحد على أن أجهزة مخابرات وأمن الاحتلال بعيدة عن هذه الممارسات ضمن ما يعرف بالعمليات القذرة ؟
أليس ثمة الكثير من الأدلة والأمثلة على ضلوع هذه المخابرات وذيلها العراقي الصغير في عمليات مشابهة الهدف منها تلويث وتشويه سمعة المقاومة العراقية والحركات الإسلامية عموما والمعتدلة المستنيرة خصوصا ؟
هذه الأسئلة كلها لا تعني تبرئة بعض المنظمات التكفيرية المتعصبة وهي قليلة وهامشية من جرائم اضطهاد وإذلال وحتى قتل النساء وأصحاب الحرف والمشتغلين في ميادين الصناعات الحديثة وباعة الخمور .. الخ ، ولكنها تحاول وضع هذه الظاهرة في سياقها الحقيقي سياق الاحتلال الأجنبي لبلد دُمِرَت الدولة فيه ،ويعيش حالة من الفلتان الشامل . ملاحظة أخرى تتعلق هذه المرة بالأداء الإعلامي للإسلاميين المعتدلين والمستنيرين فهؤلاء الأخوة سيظلون مطالبين بإعلان رفضهم واستنكارهم لهذه الممارسات دفاعا عن أنفسهم وعن مستقبل حركاتهم ودفاعا عن الضحايا وأخيرا -وهذا هو الأهم - دفاعا عن الإسلام المتسامح الحنيف الرحيم .
للأسف هذه الأسئلة لا يمكن تكرارها بخصوص حادثة الاعتداء على طلبة وطالبات كلية الهندسة فالمعتدي اعترف بلسانه بأنه قام بالاعتداء .ويبدو لي أن من المهم جدا توضيح الأمور التالية بخصوص هذه الحادثة :
كنت ولا أزال من مؤيدي الخط الصدري في سياسته المناهضة للاحتلال وكنت ولا أزال أعتبره جزءا من الحركة الوطنية والتيار الإسلامي المستنير المناهضة للاحتلال ورأس حربتها خلال الانتفاضتين الباسلتين .
لاحظت من خلال ما نشره المدافعون عن طلبة وطالبات البصرة كلاما سلبيا بحق المقاومة العراقية التي يصفونها بذات الأوصاف التي يكررها ضباط الاحتلال والحكومة المؤقتة التي شكلها ذلك الاحتلال وذلك يعني أن هؤلاء الطلبة هم في الخندق السياسي المقابل والمؤيد للاحتلال ..
ومع ذلك ،
وعلى الرغم من ذلك ،
فإن التصرف موضوع الحديث الذي قامت به مجموعة من شبان الخط الصدري ضد هؤلاء الطلبة والطالبات هو تصرف مرفوض رفضا قاطعا ، وخطأ كبير ما كان يمكن الوقوع به ولا يمكن التساهل في حال تكراره .
إنه تصرف ضد أساسيات الخط الصدري التسامحية المنفتحة على الحياة والحداثة والتقدم الإنساني الهائل ، تلك الأساسيات التي بلورتها تجربة الشهيدين الصدر الأول والثاني تمجدت ذكراهما العطرة كما إنه محاولة لإغراق الخط الصدري بالتناقضات الثانوية وتنفير الجماهير منه وإشاعة الذعر بين صفوف الناس من ممارساته .
ثم إن الكلام الذي قاله الشيخ البصري جاء ليزيد الطين بله فقد صرح بأنه أرسل من يصور الطلبة سرا وهذا بحد ذاته ، وبغض النظر عن الفعل الذي يمارسه المستهدف بالتصور ، هتك لحرمة الناس و عمل من أعمال التجسس الذي ينهى عنه الإسلام .أما وصف الشيخ البصري للسفرة أو النزهة التي قام بها الطلبة والطالبات بأنها تصرفات ماجنة وخليعة فبودنا أن نسأل:
هل يذهب من يريد أن يمارس الخلاعة و الفسق والفجور إلى منتزهات المدينة وبشكل جماعي وفي ضوء الشمس ؟ أم إنه يتصرف كالوطواط ويمارس الفاحشة في ظلام الفنادق الراقية وخرائب الأحياء المتهدمة ؟
ثم ما هي مقاييس الخلاعة والمجون عند الشيخ البصري ، ومن نصبة حَكَمَا ليفرض على الناس مقاييسه الشخصية والخاصة ؟
هل الرقص أو الغناء والحوار والمداعبات بين بشر ناضجين وطلاب جامعيين هي من أعمال الخلاعة والمجون ؟
ولنفترض بأن الشيخ البصري يعتبرها هكذا ، فلماذا لا يحق للآخرين بأن يروا فيها رأيا آخر ؟
أما بخصوص الهتافات التي ذكر البصري أن الطلبة هتفوا بها من قبيل ( كلا كلا للإسلام ..) فهي هتافات مرفوضة ومدانة ومنحطة وتشكل إهانة واستفزازا لمقدسات الناس ومشاعرهم الدينية فعلا ، إن صح وقوعها.
نقول إن صح وقوعها لأن الطلبة يزعمون إنهم كانوا يهتفون ضد القتل والإرهاب وليس ضد الإسلام .. وحتى لو صح ما قاله الشيخ البصري فالأمر كان يقتضي رفع شكوى ضدهم لدى شرطة المدينة أو لدى الجهة الجامعية التي ينتسبون إليها .
أكرر مرة أخرى إنني لا أدافع عن مجاميع من الطلبة والطالبات المعادين سياسيا لي وللصدريين معا ولكني أدافع عن مثل ومبادئ عامة لا يجوز خرقها حتى حين يتعلق الأمر بالخصم السياسي العراقي ومنها :
رفض اللجوء إلى العنف الجسدي واللفظي لأسباب سياسية أو دينية .
رفض القسر والاضطهاد والتمييز بين الناس على أسس دينية أو عنصرية أو جنسية ... الخ
رفض القتل والاغتيال والاختطاف الذي يمارس ضد رجال ونساء مدنيين لأسباب دينية أو سياسية .
وأختم بالقول :
أيها الأخوة في الخط الصدري ،
و يا مشايخ الخط الصدري ،
رحمة بالإسلام المستنير ..
رحمة بالحركة الوطنية المناهضة للاحتلال فلا تغرقوها بالتفاصيل الثانوية والتصرفات المرتجلة و الفردية ..
العدو يتربص ويريد لكم أن تخوضوا المعركة مع من يرقص في منتزه عام ،
وليس مع من يسرق نفط وسيادة واستقلال العراق ..!!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب والتهديد بالانفصال وجهان لعملة الاحتلال الواحدة
- الشهرستاني من مرشح إجماع وطني مأمول إلى حصان طائفي مرفوض
- تأملات في النموذج السويسري للديموقراطية المباشرة والدولة الا ...
- تصاعد التفجيرات الإجرامية وواجب المقاومة العراقية الجديد .
- الانتخابات العراقية بين استراتيجيتي بوش والسيستاني
- مجزرة الخميس الدامي وسياقات اتفاق السيستاني الصدر .
- أياد علاوي تلميذ نجيب في مدرسة الكذب الصدامية !
- نعم ، نعم ، لآية الله الكبرى الطفل علي إسماعيل إماما وقدوة
- المعركة هي بين الاحتلال والحركة الاستقلالية وليس بين مقتدى و ...
- تضامن الجلبي مع الصدريين و عشم إبليس في الجنة !
- حلبجة النجفية بدأتْ ..سلاماً للمقاومين الزينين ،واللعنة على ...
- نص الرد الذي نشر في مجلة الآداب البيروتية على اتهامات جماعة ...
- لمعركة الكبرى لم تبدأ بعد :بوش يريد الصعود إلى الرئاسة على ج ...
- توصيات التقرير وخلط السم الأيديولوجي بالدسم العلمي ./قراءة ف ...
- /قراءة في تقرير المعهد الدولي للعدالة الانتقالية 6لكي لا ننس ...
- كيف ينظر العراقيون إلى مأساتهم وجلاديهم وقضائهم /قراءة في تق ...
- القنبلة الطائفية والعنصرية جاء بها الاحتلال وسيفجرها العملاء ...
- نظام القمع والحروب والاضطهاد الشامل وصمت الغرب .قراءة في تقر ...
- /قراءة في تقرير معهد العدالة الانتقالية 2مشهدية الانتقال من ...
- الاحتلال هو النقيض التام للعدالة ولا يمكن للنقيض تحقيق نقيضه ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - علاء اللامي - مجزرة الحلاقين وضرب الطلبة الجامعيين !