أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نعيم عبد مهلهل - من دَمعتُكَ أعرُفكَ....!














المزيد.....

من دَمعتُكَ أعرُفكَ....!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 00:13
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في مشاعرِ البشرِ كما في مشاعر الورد هناك الحلم أن لا تمتد يدٌ وتقطع الوردة ، والبشر يحلمون أنْ لايأتيَّ الشر ويخرب ما نشعره في اللحظة التي نريد فيها أن يكون هذا العطر مرسال غرام أو باب رزق أو حظ أزرق يبعد عنا شظية حرب أو قدر أرهابي يأتي بجنون كاتم الصوت أو المفخخة .
عاش الدراويش لحظات الانسجام مع احلامهم من خلال عطر الرقص. وعاش الجفن لحظة الانتظار من خلال عطر الدمعة وعاش الأب من خلال عطر وسادة سيدة المنزل ، ولي مع الأب قصة الزمن الاتي من اللحظة الادمية التي هطلت فيها الدمعة عند مفارقة الجنة وحتى روعة ما تكتسبه روحي في فضاء أغنية لمطرب من جنوب العراق يدعى داخل حسن.
قالت الفرنسية التي جلست صدفة الى جواري في القطار الذاهب من بروكسل الى باريس: أعرف أديث بياف ومادونا وميراي ماثيو ولا اعرف داخل حسن .
قلت :لأننا لم نفرنس سومريتنا ظلت اساطيرنا تتشبهُ بعقال ويشماغ هذا الرجل لأن كل دموعنا معلقة بحبال حنجرته .
اغمضت عينها وبأبتسامة وقحة قالت :لم أبكْ منذ سنوات .ولماذا نبكي.أو بالاحرى أنا أشك أن الدموع تسكن عيني ، لقد نضبت منذ أن غادرتْ طفولتي. ليس هناك مافي هذا العالم يستحق أن نبكي من أجله..!
تذكرت قصة شهيرة للروائي الالماني غونتر غراس اسمها ( قبو البصل ) ، لقد كانت تتحدث عن ذات الهاجس الذي يسكن جليستي في القطار. وعليه من يشتهي البكاء من الاوربين عليه أن يذهب الى قبو البصل ليقشره ولتدمع عينيه فيشعر انه يبكي.
أنها تراجيديا عجيبة أن يشتري العالم المتحضر احساسه العميق من البصل ويبكي بكاءً اصطناعياً فيما نشتري نحن في مدينة تدعى الناصرية ليس فيها برج ايفل ومتحف اللوفر ، نشتري دموعنا من حوانيت ارواحنا وبدون أن نقشر شيئاً سوى ذكرياتنا وصفحات الحروب والطوفان وقساوة الملوك في تواريخنا الممتدة من صياح الديك في صباحات سطوح بيوت الطين وحتى خنادق الحروب الشقية في قاطع بحيرة الأسماك...!
هي دمعتكَ كما عراف سأعرفكَ منها ومعا سنضع أحتمالات ما سيأتي ويكون وبدون بصل وبطيخ ويأس أممي من هذا الهوس المولم بأجهزة التنصت والاتصال والبلوتوث ، سنعيد لعالمنا النواح الشقي الذي صنع الاساطير وموت انكيدو ومراثي طروادة والقرى الفيتنامية المحترقة بطائرات الفانتوم.
نتداول ما نتوقعهُ ومالا نتوقعهْ لنصنع عالمنا المثالي ، العالم الذي يقدر أن يصنع من دموعه ابتسامات وعناوين قصائد أخرى لأولئك الذين حصلوا على نوبل والذين لم يحصلوا عليها . العالم الهاجس.العالم المتحرك.العالم الروحي المشبع بعطر المطابخ الفقيرة والناس البسطاء ذوي التأملات الناعمة عن مجد زائف لملوك واميرات وقادة جُند في النهاية ستأخذهم السيوف أو المقاصل الى قدرهم الوردي حيث سيحتفل بهم ليل قراءتنا لتواريخهم طغاة كانوا ام طيبين...؟
عنادل كانوا بأصوات رقيقة أو غربان تزعق في الكتب عن همجية الموت والنار وأحراق الكتب ووسط كل هذا الحشد سيعبر البشر عن مشاعرهم وسنعرف الصورة الخفية للتاريخ.
من دمعتكَ اعرفك...!
اضع لك خيارات ما سيحدث لي ولك ونحن في القارب أو في حافلة قطار أو على سطح القمر نعدُ احصاءً للشعب الذي ينبغي أن يقف كل شهر في طوابير طويلة وبيده قسائم بطاقات التموين.
مليارات الأقدار والدمعة واحدة بحجم قطرة المطر.
ماذا عسانا أن نفعل غير ان ندقق جيدا فيما حدث وننتبه جيدا لما سيحدث .وفي الحالتين نصل الى قناعة أن دمعة قشرة البصل زائفة ودمعة طرف الجفن هي الحقيقة كلها............!

دوسلدورف 28 ديسمبر 2012



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمطار في آواني الشتاء والفقراء...!
- الجًنُ والجِنونْ والجَنة ....!
- حياتنا والأسطورة...!
- أعمق مافي عينيك ...!
- بين نسيم عودة وعمار الشريعي
- من هم الايمو .........................؟!
- الفشخة والحجر
- لينين يتصل بالرفيق حميد مجيد موسى ...!
- المزابل في العراق يورانيوم مخصب ...!
- كوميديا أغرب إحصائية في العراق
- قمة عربية في مهب الريح
- الدكتور جبار سيد فليح ...
- المدن التي تموت كل يوم..!
- سُرَ مدينة الناصرية...!
- الموتُ في العراق الآن.........!
- عام 2011
- غابريل غارسيا ماركيز يكتب عن مدينة سامراء........!
- العراق في هذه الساعة
- صوفية عولمة الشفتين ووشم اليدين ...!
- وشمُ شهيٌ على جَسدْ


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نعيم عبد مهلهل - من دَمعتُكَ أعرُفكَ....!