|
البطالة.. مشكلة أقتصادية وأجتماعية وسياسية
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 22:23
المحور:
ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي
العاطل ،حسب تعريف منظمة العمل الدولية ، هو كل قادر على العمل وراغب فيه ،ويبحث عنه ،ويقبله عند مستوى الأجر السائد ، ولكنه لايحصل على العمل . والعمل الشريف بمفهومه العام تقدسه كل الشرائع والأديان السماوية وقد نقل عن رسولنا الكريم (ص ) انه قبل يدا" تورمت من العمل ،وقال أنها يد يحبها الله ورسوله ،وقال تعالى في محكم تنزيله : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ( 15 ) الملك . ومشكلة العاطلون عن العمل في العراق لايمكن أعتبارها مشكلة أقتصادية أو أجتماعية فقط ،بل تمتد لتكون مشكلة سياسية وأمنية بأمتياز، وهي من المشاكل الحرجة التي تواجه البلد والحكومة العراقية اليوم ،وذلك من وجوه عديدة أهمها : 1- أنها تعني وجود عوائل مسحوقة ومتعبة أقتصاديا" ولاتملك معين . 2- أنها فئة يمكن أن تستغل من الجهات المخربة والمعادية للوطن والدولة ،لما يغلي بداخلها من مشاعر وألم لشعورها بالغبن ،وهي بالتالي سهلت القياد الى أتجاهات مضادة لمصلحة البلد ،وفعلا" حصلت حوادث كثيرة على أشاعات لاأساس لها ، فمثلا" ، في محافظة ذي قار فوجئ مسؤولي قسم العمل بأعداد هائلة من العاطلين عن العمل تزدحم على مداخل القسم إثر أنتشار أشاعة كاذبة من ان هناك مئة الف دينار شهريا" تخص العاطلين ولم تنفع كل طرق الأيضاح والنفي ،فقد أستمر القسم بالتسجيل المكثف لأكثر من ثلاث أشهر بمساندة مجلس المحافظة لأمتصاص الزخم . 3- يمكن استخدامها كبؤرة ونواة تستغل لتفجير الاوضاع في عموم البلاد والاتجاه بالاوضاع الداخلية على غرار ما يحدث في البلدان العربية المحيطة ،والتي أبتدأت بحرق عاطلين عن العمل لأنفسهم . 4- هجرة الكثير من ابناء البلد الى الخارج بحثا" عن العمل مما يعتبر خسارة للموارد البشرية الشبابية والتي هي ضرورية في أي خطط تنموية . 5- تستغل أوضاعها لقلب نتائج أنتخابية في عموم البلد بأعطاءهم وعود ،فيما يكونوا قد وصلوا الى درجة اليأس من برامج الدولة . 6- أن أعدادها يتزايد وهي في تصاعد بأستمرار لعدم وجود برامج ناجعة لأستيعابها ومعالجتها ، والمأساة ان أفواجا" من الخريجين في مختلف الاختصاصات يضاف اليها سنويا" ،وهذا يؤدي بالمستوى العلمي الى الانهيار لفقدان الحافز لدى الطلبة ،كونهم يرون من سبقهم في كفاح الدرس قد أتخذوا مقاعدهم في أفواج العاطلين . لقد أصبحت الأم العراقية تقول لأحد أولادها لماذا تقتل نفسك في القراءة ،ماذا كسب أخيك بعد أن تخرّج وجلس في البيت ؟ 7- تؤدي الى أمراض وأنحرافات خلقية خطيرة ، حيث أن اليأس والأكتئاب والمشاكل العائلية ،ويعزف أغلبهم عن الزواج وتكوين عائلة ، قد تؤدي بالعاطل الى الأدمان على المسكرات واللجوء الى الجريمة ،وبالتالي يتحول الشباب الذين هم الفئة التي تكتنز النشاط والحيوية الى فئة تخريبية ، ومع ان مجتمعنا يخلو من الأحصائيات ،غير أن الدول المتقدمة التي تهتم بالأحصاء تجد أن : - 30% من الأستشارات الصحية كل يوم تخص العاطلون عن العمل - 55% من مراجعات الأطفال للعيادات تخص أسر العاطلون . - 80% من المدمنين يأتون من العاطلين . - 63 % من مرتكبي جرائم السطو المسلح هم من العاطلين . - 90 % من عصابات تهريب وتسويق المخدرات ينتمون الى فئة العاطلين عن العمل ،حيث يبحثون عن حل سريع لمشاكلهم المالية .
أين يكمن الحل ؟ ـــــــــــــــــــــ : نعتقد أن الحل يكمن في تدعيم أمن البلد السياسي والاقتصادي ، ورفد السوق العراقي وتنشيط القطاع الخاص وتشجيع جميع الانشطة الاقتصادية الفاعلة في بلدنا ( الذي وهبه اللة كل أنواع الخيرات )، وتسهيل عمل الشركات في مختلف المجالات كالزراعة والصناعة والسياحة واستغلال الاستثمار في أيجاد بنية أقتصادية وركائز ثابتة وعدم الاعتماد على ثروة النفط لأنها ثروة ناضبة ، قد نجلس يوم من الايام لنجد العالم وقد وجد البديل عنها . لقد شاهدنا دولا" تستغل بعض الاماكن الوهمية ،تحيطها بهالة من التقديس لتجعل منها مكان سياحي يقصده السياح لأجل الحصول على بعض الموارد ،ولكن بلدنا لاتزال المدن السياحية فيه مطمورة تحت الارض سواء في شماله أو في جنوبه ،ومع ذلك فنحن لانستطيع أستيعاب افواج السياحة الدينية الوافدة لعدم تهيأة مرافقنا السياحية التهيئة اللائقة . كما أن استيراد العراق لماء الشرب والطحين من بلاد تمييز على انها صحراوية ، أصبحت طرفة يرددها حتى مسؤولينا دون معالجة . أن تنشيط القطاع الخاص سيجعل من العاطل لدينا شخصا" عاملا" ونافعا" في مكان مهم ،يؤدي دورا" وطنيا" يشعره بالفخر والارتياح ولن يبحث وقتها عن راتب شبكة الحماية الاجتماعية أو غيرها .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نار الحب ... بين الأمس واليوم
-
ضياع الثروة ... الفساد السياسي والأداري
-
الخرافة ...لا تزال تؤدي الى مقتل الملايين وتدمير أمم
-
كذب من أدعى مقاتلة الشيعة للأمام الحسين
-
الأنسان .. بين الحداثة والتوحش
-
هل نجحوا في أمتصاص زخم ثورة مصر؟
-
هل أن راية الأسلام تحمل من غير العرب ؟
-
مصر .. تحديات كبرى
-
عجائب ثورة الحسين
-
ساحة الجهاد المشرف
-
العرب ... لافرق قبل وبعد الربيع
-
واقعة كربلاء... إعجاز الخلود الأبدي
-
أوباما ... ولاية جديدة
-
حرب الخليج على الأبواب
-
أمريكا ... اللهم لاشماته
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
|