كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 1142 - 2005 / 3 / 20 - 13:52
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
إلى سماحة آية الله العظمى السيد على السيستاني المحترم/ الحوزة العلمية/ النجف الأشرف
تحية واحتراماًً
سيكون من بواعث اعتزازي واعتزاز الغالبية العظمى من سكان العراق حيازتكم على الجنسية العراقية. ليس الغريب في حصولكم على الجنسية العراقية, بل الغريب تماماً أنها لم تمنح لكم خلال الفترات المنصرمة. وهي لعمري دلالة قاطعة على طبيعة النظم الاستبدادية التي سادت العراق خلال تلك الفترات, والتي يعمل الشعب كله من أجل ن لا تعود ثانية وبأي صيغة كانت إلى الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والثقافية والعسكرية العراقية.
يسعدني جداً أن أكون من بين المهنئين سماحتكم بتسلمكم الجنسية العراقية.
لقد برز دوركم الإيجابي والفعال في موقفكم من أحداث النجف وفي الموقف العقلاني الحصيف والحكيم المتميز من قوات الاحتلال والوجود الأجنبي في العراق, وكذلك من الدعوة لإجراء الانتخابات بأمل الانتهاء من الفترة الانتقالية بأسرع وقت ممكن, وبالتالي الخلاص من الإرهاب المهيمن على العراق.
طالما سعى الشعب العراقي إلى الخلاص من الدكتاتورية والإرهاب والقمع والقهر بمختلف صوره الذي سيطر منذ عشرات السنين على رقاب الناس, وطالما سعى الشعب إلى التمتع بطعم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية, وطالما قدم التضحيات الغالية على هذا السبيل. واليوم تبرز إلى الواقع العملي إمكانية فعلية لقطف ثمار ذلك النضال المجيد الذي خاضه الشعب العراقي.
ولن ينس الشعب تلك المواقف النبيلة والمشرفة لعلماء الدين الوطنيين الذين اختطفوا منا مبكراً, ومنهم السيدين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر والسيد محمد باقر الحكيم, إلى جانب كل الوطنيين والديمقراطيين العراقيين الآخرين من مختلف القوميات والأديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية والسياسية, الذين شاركوا في هذا النضال بصور شتى وقدموا حياتهم في سبيل الخلاص من الدكتاتورية ومن أجل عراق يسعد شعبه بالحرية والرفاهية والسعادة.وتبدو الفرحة على وجوه العائلات التي عانت الضيم والقهر طوال العقود المنصرمة.
إن الحوزة العلمية في النجف لها مكانتها في نفوس المسلمين الشيعة المؤمنين, كما لكم احترامكم الكبير في نفوس بقية المسلمين المؤمنين, ومن هنا تنشأ الحاجة الماسة إلى أن تلعب الحوزة العلمية وسماحتكم شخصياً الدور البارز في التأثير الإيجابي على عملية التنوير الديني في المجتمع العراقي ومساعدة الناس في الخلاص مما يقدم صورة غير حضارية وغير إنسانية وغير إسلامية أمام العالم كله, ومنها قضايا الضرب بالسلاسل على الظهر والتطبير أو ضرب الرأس بالسيوف, على سبيل المثال لا الحصر, أو التمسك بأساليب وسياسات التمييز الطائفي التي مورست في العراق طوال عقود وقرون وجلبت الخراب والبؤس والموت للناس, إذ أن لها مخاطرها على الإنسان العراقي وعلى وحدة الوطن ونسيجه الاجتماعي, إضافة إلى الأساليب البالية في التعامل مع المرأة العراقية التي تولد حرة تماماً كما يولد الرجل حراً.
كثرة كاثرة من نساء ورجال العراق, وأنا منهم, تتطلع لهذا الدور الاجتماعي التنويري للحوزة العلمية ولكم شخصياً, وتثق بأن للحوزة ولكم القدرة على تغيير الكثير من العادات والتقاليد غير المقبولة في الإسلام الحنيف والمرفوضة من قبل مختلف المذاهب في الإسلام, بما فيها المذهب الشيعي الجعفري.
أرجو لكم يا سماحة السيد الوقور موفور الصحة والعمر المديد.
كاظم حبيب
برلين في 17/3/2005
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟