أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد عبد الزهرة الكعبي - النواب ذكرى وطن















المزيد.....

النواب ذكرى وطن


احمد عبد الزهرة الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 1142 - 2005 / 3 / 20 - 13:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


مظفر النواب
مشروع لذكرى وطن
.........................
للشاعر الانسان صدى , له طيور تحلق فوق فضاءات الحب والبكاء هنا , عل هذه المقدمة البسيطة
ليست كافية امام اسم يستحق الاحترام ...
انه مظفر النواب الصوت الباكي مذ 40 سنة , يصدح لوطن توقظه الانفجارات اليومية ونحيب الانهار
لوطن يمسح فيه كل شيء حتى نقطتيه , وطن لا زال يحمله الشاعر الذي توسد صفحات المخيلة ليرتقي
من عتاب الحرف الماضي لوجع الحاضر المؤلم ,
لقد تنقل فوق السطور ليهزأ بحداثة التخريب منذ عقدين او اكثر لقد وقف هناك وحيا يؤشر للنائمين عن مكان
للصحوة حيث النهر والعصافير والسجون .

لا زال حاضرا
..............
العمل الادبي يرتقي الى المراتب الاولى لدى النواب مهما كان شكله ..
انه يصعد بالشعر الشعبي ليبلغ مرتبة يستحقها , و لا يختلف احد عن الشكل الحقيقي للقصيدة العراقية تكتمل بما يضيفه المبدعون وللنواب اليد الطولى في هذا الجانب .
ان النواب الذي اضاف لشعر المقاومة نفسا جديدا كان يتنقل ما بين القتلى والخراب والاغتصاب ليذكرنا بفداحة المشهد كان يخبرنا ان الصوت الوحيد هو العمل بالمثل لا الطرق الوعرة المتمثلة بنهاية الامر ان يكون هناك تقبيل ايدي ورفع شعارات الركوع .
وهذا برز جليا في شعره الموجه لفلسطين كعضو الجسد المغتصب من قبل المرض , كانت قصائده عالما من الذكرى والامنية والعمل .
مظفر الذي يعتز بنصه الذي يخرجه وكلنا يتذكر خلافه مع مطرب معروف لانه بدل في كلمات قصيدته مو حزن واستخدم اسم الشاعر كمادة ترويجية لالبومه الغنائي . لازال يحمل لنفسه حق اللاظهور لتبقى قصيدته
ظل مختفيا وراء قصائده الظاهرة جليا امام الذوق العام الذي يتقبل كل ما هو قريب من نفسه ومن روحه لا الاختفاء وراء المفردات اللاهثة وراء الجوائز .

سبحانك رضيت سوى الذل
وان يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان
ورضيت يكون نصيبي في الدنيا كنصيب الطير
لكن سبحانك حتى الطير لها اوطان
وتعود اليها وانا ما زلت أطير
فهذا الوطن الممتد منمن البحر الى البحر سجون متلاصقة
سجان يمسك سجان

لا زال حاضرا تعتليه الصدمة ليخرج هازئا وساخرا بقصيدة تلو اخرى لذلك الجرح الذي يبلغه الشاعر
ليكون الغناء بطعم الملح ,
يقول مظفر النواب في احد لقائاته الصحفية ان طغيان الحاجة المادية والفقر هو السبب في تقلص الشعر
الا نرى انه ينشد حتى وان اجاب لا شعريا , لديه هم واحد وهدف واحد توجيه النظر نحو الهم وليس النقد
الفارغ ووضع اسباب تدهورالشعر في مواجهة الرواية .
المكتبة العربية التي تناولت الكثير لم تشر لمخيلة النواب الذي بقى حاضرا رغم هذا الزعيق المتواصل وهذا
الصدح خارج الركب بحاجة لدراسات حقيقية لهذ المخيلة علها تنهض بقراء جدد ينزلون الى هذا المرفأ
المليء بالحدث والذكرى .



مشروعية القصيدة النوابية
..............................
في قصيدة كتبها لناجي العلي يقول مظفر:
قتلوك لانك تسكنهم
ونشرت غسيلا
يخبئه بعضهم خلف بعض
فصاح من العفن المستميت
الغسيل

لقد أشارت القصيدة عند الشاعر على مواضع عدة , فهو لاينتهز وجود المناسبة بل كانت حاضرة بما تحويه من دماء ودمار. حضوره الدائم لم يكن محض صدفة بل كان الزاميا لحاجة الساحة التي تعاني من فراغ مزمن
إنه يقابل مفهوم الخراب الذي تنشره الجهات المعادية لوجودنا بعزف منفرد على باحة القافية العربية حيث يسترسل بفضح مكامن الخلل والصراخ الدائم للغرقى .
الساحة لا شك لا تخلو من الاصوات النظيفة الخالية من الظهور المادي , ولكن وجود مظفر بهذا النفس الشعوري يخبرنا بمركزية قضايانا وليس هناك سببا لتوسيع الهوة بين الناس والناس .
ألم يكن الشاعر مفردة حزينة تتناولها الاجيال المتذوقة والبسيطة , حضوره المعنوي وراء تلك القصيدة الحزينة التي تجلب الحدث الى العيون من وراء جدران العروش .
هذا هو الشاعر الذي لم ينزل لساحة المجاملة والمديح ظل هكذا مع الاغلبية يشاطرهم الراي ويبكي معهم
لم يكن وحيدا كانت حوله القلوب والاوطان , فهو لازال يعيش مع الفلاحين والبسطاء كما عايشهم بعد هروبه الشهير من السجن في الستينات من القرن السابق .
فهو يؤرخ الحدث بما يحتويه وليس كما يراد له ان يظهر, يجعل القصيدة هي الصحيفة اليومية الواجب مراجعتها لقراء ما يجري على ارض الواقع , لذا ظل يبحث عن الانسان لتدوينه ويخرجه ثرا يذوب فيه العامة لما يحمله من معنى للخلاص .
لقد كانت حروفه خالصة تمنح الحدث شكل مرئي يبرز جليا للمتلقي الذي انهكه البحث عن المعنى وسط زحام من التضاربات وانتهاك الحقوق .


كان الحريق وهو يصدح
................................
يقول الشاعر في قصيدة قراءة في دفتر المطر:

في الليل
يضيع النورس في الليل .. القارب في الليل
ياامراة الليل .. ان رجل حاربت بجيش مهزوم
ما كنت احب الليل بدون نجوم
واخيرا صافح قادتنا الاعداء ونحن نحارب
والآن سابحث عن مبغ...
استأجر زورق
فالليل مع الجيش المهزوم طويل

الحزن الموجود في هذه البقعة مستمر والعدو موجود في كل زمن اذن البحث المقصود من الشاعر لم يكن عفويا بل هناك وشائج فطرية سحبته ليشخص مكان الالم ليحتفي بنفسه الجريحة تحت انظار القتلة ليخبرهم ان دمائنا طاهرة لا كما يتصوروا .
لقد هاجم الشاعر تاريخنا بما ضمه من جريمة منظمة ومن تزوير هش لحقائق قدر لها ان تختفي ليكون الاحتفال على شكل طوائف ومذاهب , انه يرفع ايدينا ويتهم ساسة التشريد هنا , انه يصدح لذاتنا الجريحة
لعالمنا المهووس والمليء بملاجيء الايتام .الهمس الشعري يكون مدويا متى ما كان هناك توافق روحي بين الاداتين الطارح والمتلقي . وللقصيدة هنا اوصال مقطعة تمسك بها المشردون ليكونوا قطعة واحدة تجمعهم
هي , هكذا تنزل موسيقى الحزن لتتقبلها مناخات البقع الواقعة تحت تأثير التغييب والغاء الهوية ,
لقد نزل النواب للمكان وحوله نصا يقرأ في كل زمان , لقد وحد الجهات لتكون الجهة باربعة وجوه حيثما
أشرت هناك الصوت والرزايا والحزن والصباحات والثريا المعلقة والاضرحة .
كانت تشير حروفه الى المدينة يبكيها كلما هزتها الفاجعة يؤنب سكوت اشباحها , لقد دخلت مفرداته السوقية
والنابية الى مسامعنا دون خدش لها , كرسها لتكون بمعية العمل وحدة واحدة لخدمة الموضوع الامر الذي
رسخ القصيدة بعنوان المفردة .
جعل من بيوت الفقر اداة لغنى المشهد, و بثقافته الثرة واستخدامه الجزيل للغة اضافة الى جناسه الشهير
ولعبة اعادة المفردة لفائدة النص كانت عملية ترسيخ مبدأ يؤمن به الشاعر كأي مواطن ليظهر العمل
قويا ومؤثرا اضافة لخلوده . ان مظفر النواب رمزا شامخا ومشروعا لذكرى وطن تحاصره المطارق .



#احمد_عبد_الزهرة_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد عبد الزهرة الكعبي - النواب ذكرى وطن