|
مختبر السرد السياحى 5 : السياحة المصرية والركائز الاساسية للخريطة السياحية
احمد قرة
الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 - 23:30
المحور:
الادارة و الاقتصاد
ربما يكون التنوع والاختلاف بين تقنيات السرد السياحى المختلفة وتنوعها بما يعكس اختلاف الاطر الثقافية والشديدة الارتباط بالحساسية المفرطة للصناعة ، الا ان هناك قاعدة عامة هى انة لايمكن ان يبدا فى اى من تطبيق لتقنيات السرد السياحى من على سطح املس ناعم ، بل لابد من وجود مرتكزات مبدئية وفرضيات جديدة تكون قادرة على ايجاد التفسير الكافى لنتائج تلك التقنية وتعالج مشاكل التقنية السابقة وتقدم توجهات جديدة ، ولعل السياحة المصرية تمثل ارضا خصبة للعديد من التقنيات السردية للنشاط السياحى حيث يسهب الكثيرين فى التخمينات والاحتمالات فى ايجاد روشتة ناجحة للسياحة المصرية ، والبعض منهم قد يكون لدية ولع بالاقتباس من الغرب، معتقدا ان ما يمكن ان يكون ناجحا فى الخارج ، فانة بالتاكيد سوف ينحج فى مصر ، وهذا غير صحيح بالمرة ، فالنجاح دائما ما يتجاوز بكثير افكار النقل الحرفى او النقل المختلط ، وانما ينبع دائما من عمق الفهم للاطار الثقافى الحاكم لاى مجتمع الذى يعمل على نجاح اى روشتة ، وعلى وجود العوامل المساعدة على النجاح ، بل واهمها فى بلد مثل مصر هو الارادة السياسية ، هذا الشيطان اللعين الذى ظل باركا على انفاس المصريين وشرط مانع لهم ان يخرجوا عن الطوق الذى يشنق احلامهم ، ولم يكتفى بذلك بل ظل يعمل على ان ويخلق لديهم مجموعة فاسدة من قيم العمل والاخلاق التى تبدو واضحة فى شوارعهم ومنتجاتهم ، فحين تتعامل مع اى منتج مصرى وتنظر الية فانك تدرك بسهولة اى اطار اخلاقى يعبر عنة هذا المنتج واى قيم عمل كانت هى الاطار الرئيسى فى تصنيعة ، لذا فانةيصبح من العبث لنا اذا اردنا وسعينا ان ننلتمس الطريق كى نخطو بمصر الى الامام، فان علينا ليس وضع اطر وتصورات كبيرة قد ترفع بنا الى السماء ثم ندرك بعدها اننا فى اتجاهنا الى الارتطام بالحائط او السقوط من اعلى على جذور رقابنا ، لذا فان على المصريين فى البداية ان يكون لديهم منطلقات النجاح لصناعة السياحة من خلال مبادى تكون شدبدة البساطة سريعة الفهم والاستيعاب ، فلو استطاعت مصر ان ترسخ لدى المصريين هذة القيم الثلاثة ، على مدى الخمس سنوات القادمة ، سيكون من السهل بعدها ان نضع بلادنا على خط البداية الحقيقة للنمو والانطلاق ، وهذة القيم الثلاثة هى
اولا : السرعة فى الفكر والاداء ان ما تحتاجة مصر الان ان ترسخ فيمة السرعة ، وهى لغة العصر الذى نعيش فية ، وهى قيمة اساسية فى صناعة السياحة ، فالسياحة منتجها يعتمد على الوقت اما فى الاقامة او فى سرعة الوصول والمغادرة ، وايضا من ناحية المواسم والتوقيتات المختلفة للتدفق السياحى ، وبالتالى فحين تكون السرعة فى التعامل مع كافة ما تواجة الصناعة من التواجد فى الاسواق والخروج من شرنقات البطىء فى الاستجابة فى التعامل مع كافة ماقد تواجة الصناعة ، بدءا من الصورة الذهنية للبلاد وايضا خريطة التنبؤات العالمية وما قد يستجد بها من فرص سياحية وتواترات اما ازمات او كوارث ، اصبحت تشكل الان ما يعادل 30% من التغير فى عائدات المقاصد السياحية فى العالم فيما يعرف بصفقات الصدفة ، لذا فان قيمة السرعة التى تحافظ على التوافق مع الايقاع السياحى العالمى ، وايضا يجب الا ينسى فى هذا السياق السرعة فى التعديل التشريعى الخاصة بالنشاط السياحى ، وكسر الاطر البيروقراطية التى وصلت فى مصر الى مرحلة التعفن ومازال هناك اصرار عليها، وفى كل الاحوال فان من الامور التى على المصريين بعد الثورة التمسك بها وجعلها قيمة اساسية يمكنها على مدار السنوات ان تصبح قاعدة يلتزم بها الجميع ليس فقط فى الصناعة بل وفى الشخصية المصرية التى وصلت الى مرحلة من التراخى رسخها نظام مبارك خلال الثلاثين عاما الماضية ، مما افقدت المصريين القدرة على بعث الهمم والنشاط ، وجعلتهم يتماشون مع المثل العامى المضر والقبيح الذى يقول انتظر سنة ولا تعدى قنا ، ودفع المصريين كثيرا من وراء هذا البطىء والانتظار
ثانيا المنتج والسعر ان قيمة بخس اثمان المنتج المصرى هو ثقافة ربما رسخها الاحتلال فى وجدان المصريين ، على مدار السنين ،والتى وصلت الى درجة ان الدهشة ربما تعترى الكثير من المصريين حين يتم تقيم منتجاتهم باعلى من القيمة التى يضعونها لها، لذا فان على المصريين ان يتخلصوا من تلك العادة السيئة ، التى تجعلهم لايسعون ان يكون لديهم الحس التنافسى الذى يجعلهم على ثقة بقيمة ما لديهم وما يقدموة ، وبالتالى حقهم فى التسعير المناسب ، لذا فان هؤلاء الاشرار الذين تعاملوا مع مصر كمنتج سياحى رخيص ، قد فرضوا على مصر ان تكون مقصدا لة ارث عقيم لايملك سوى ان يتعامل الا من خلال الانظمة الادارية الحالية بما يمنعة من القدرة على ان يستخدم استراتيجات العائد، ويظل اسير استراتيجية الكثافة العديدة للتدفق السياحى ، وبالتالى تم تحيد المنتج السياحى المصرى لانة لم يبدا من اعلى ثم الى الاسفل ، بل بدءا من الاسفل وظل فى الاسفل ، واصبح من الصعب علية الصعود ، فمثلا المليون سائح روسى الذي فقدتهم مصر فى 2011، 2012 ، وتحولوا الى تركيا ودبى حققوا خمس اضعاف العائد الذى حققتة مصر ، لذا لم يعد مقبول ان تظل مصر فى اصرارها ان تقدم منتج سياحى رخيص رغم ان قيمتة الحقيقة يجب ان يكون الاغلى فى العالم ، ولن نبدا فى دعوة العالم الى الارتقاء بقيمة منتجاتنا السياحية الا عندما نبدا نحن المصريين فى تقديرها ، فحين راى العالم هذا الوزير الفاسد زاهى حواس وهو يطوف باغلى اثار الارض فى طائرات هنا وهناك ويعرضها الى مخاطر الفناء او التحطيم وهى احتمالات موجودة ، وكل ذلك ما من اجل حفنة قليلة من الدولارات، او مصالح خاصة لهذا المسؤل التى وصلت انة قد سمح لمقعد توت عنخ امون ان يجلس علية طاقم تصوير نيشونال جيوجرفى المتعاقد معها بصفة شخصية ، لذا فقد هانت تلك الاثار العظيمة على المصريين فهانت فى عين العالم ، بل لقد سمح المصريين ان تظل راس نفرتيتى فى المانيا ، ومن اجل وزير امعة وفاسد مثل فاروق حسنى من اجل اصوات ترشحة لليونيسكو ، هذا ما جعل العالم ينظر الينا مثلما ينظرون الى الحمار الذى يحمل اسفارا ، وبالتالى فان علينا ان نعتز بما حبانا اللة من منتجات سياحية ، وان نحافظ على قوة تسعيرها
ثالثا الخدمة على الرغم من ان جميع المصريين يرددون على افواههم ان" خادم القوم سيدهم" ، توافقا مع الحديث الشريف ، الا ان مدارسنا وطرق التعليم قد خلقت لدينا شخصيات لايمكنها ان تقدم الخدمة فى اطار من اريحية مناسبة ،واشكالية ارتباط الخدمة يمقدميها هى من القواعد الثابتة ،وايضا فالخدمة ليست منفصلة عن المنتج بل هى احد اهم عناصرة ، بل احيانا ما تكون الاثار الناتجة عن نقص فى الخدمة ، هى من اهم المعوقات ، فمثلما يريد السائح ان تصل الى الخدمة بالسرعة المناسبة وبالسعر المناسب ايضا و بالنوعية الخدمية المتميزة ، ومن الحقائق الثابتة فى العلوم الادارية ان مهما تعددت برامج التدريب واتسعت نطاقاتها ، فانة لن تؤتى ثمارها الا حين يستطيع من تلقى تدريباتها ان يقدمها كرد فعل الى لاشعورى ، فالمصريين على الرغم من اعتراف الكثير من السائحيين من محبتهم للسائح الا ان افتقاد تقنيات تقديم الخدمة والارتقاء بها، يجب ان يكون من اهم المرتكزات التى يجب ان بتعامل معها مصريا ليس فقط من خلال اطر ادارية تمتلك نظريات غربية مجوفة ابتكرت وتم تصميمها على اساس مجتمعات لديها نظم تعليمية مغايرة لما فى مصر ، لذا فان العمل على اشتراك علماء الاجتماع وعلم النفس فى ايجاد وتنمية الحساسية والحس الخدمى لهو من الامور التى ترسم افق المستقبل لمصر ربما تعد التمسك بتلك القيم الثلاثة التى تبدو سهلة الفهم الا انها تحتاج الى مزيد من المجهود ، بل ان غرسها فى تربة المصريين ، سوف يكون طرف الخيط الضائع الذى يجب ان نبحث عنة جمعيا ، ويجعلنا نطفو قليلا بعيدا عن مستنقع التهويلات والامال التى بلا طريق واضح ، وربما قد تؤدى فى نهايتها الى الاحباط والباس ، فالدواء فى روشتة النجاح ، لة جرعات وتلك هى الجرعة الاولى
#احمد_قرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مختبر السرد السياحى 4 : السياحة والسياسات العامة الحكومية وح
...
-
المتصهينة 12: السفيرة الامريكية بالقاهرة المخدوعة والمخادعة
-
مختبر السرد السياحى 3 : السياحة الطريق العملى للقومية العربي
...
-
مختبر السرد السياحى 2 :السياحة الخضراء والاقتصاد الاصلع
-
مختبر السرد السياحى 1 : السرد السياحى والغياب العربى
-
قصيدة هنا القاهرة ،،هنا حكم الاخوان اولاد الداعرة
-
قصيدة المصرى يموت ولا تنعية الا متون الحجر
-
المتصهينة -10- الفيلم المسىء للرسول ونهاية استقلال القرار ال
...
-
المتصهينة-9-لا تحرموا الاخوان والدكتور مرسى من هلاكهم المحتو
...
-
المتصهينة-8-باحسرة على الاسلام وهو بين يدى العرب الخرفان
-
المتصهينة-7-الصهيونية الاخوانية والرئيس مرسى الدرويش
-
قصيدة برلمان البلياتشو فى سيرك الدستور
-
الاخوان المسلميين اكذوبة يروجها المخادعين
-
قصيدة مصر وبرلمان الكلمات
-
قصيدة كفن الخامس والعشرين من يناير
-
المتصهينة (6) :الوهابية المصرية ومدعى السلفية لدولة الحرامية
-
الشعب يريد اسقاط الاخوان والمشير
-
قصيدة :ماسبيرو - اهداء للناشط علاء عبد الفتاح
-
حوانيت خاصرتى
-
جمعة استرداد الثورة واسقاط العسكر
المزيد.....
-
بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا
...
-
بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت
...
-
سؤال يؤرق واشنطن.. صنع في المكسيك أم الصين؟
-
-كورونا وميسي-.. ليفاندوفسكي حرم من الكرة الذهبية في مناسبتي
...
-
السعودية: إنتاج المملكة من المياه يعادل إنتاج العالم من البت
...
-
وول ستريت جورنال: قوة الدولار تزيد الضغوط على الصين واقتصادا
...
-
-خفض التكاليف وتسريح العمال-.. أزمات اقتصادية تضرب شركات الس
...
-
أرامكو السعودية تتجه لزيادة الديون و توزيعات الأرباح
-
أسعار النفط عند أعلى مستوى في نحو 10 أيام
-
قطر تطلق مشروعا سياحيا بـ3 مليارات دولار
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|