عامر شاوي
الحوار المتمدن-العدد: 3952 - 2012 / 12 / 25 - 23:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نظرة عابره للتأريخ ولحظة من التأمل للواقع يكفيان ليدرك اي انسان عاقل انه لايوجد سياسي مثالي بالمعنى المطلق(كما كنا نقرأ في الاساطير والقصص ونسمع في الخطابات والشعارات)اي لايوجد سياسي يضع مصلحة بلده وشعبه فوق مصلحة نفسه ويؤثر شعبه على حزبه واهله ونفسه والبلد الاجنبي الذي يكون ذلك السياسي عميلا له(حيث اصبحت العماله شرطا اساسيا للوصول للحكم).
اذن بعد تلك المقدمة المبسطه ماهو مقياس الشرف للسياسي ؟اعتقد وحسب رأيي المتواضع ان اعظم القاده واشرفهم هو من يعمل جاهدا ليجعل من اهدافه ومصالحه الشخصيه تلتقي او توازي الخطوط العامه لمصالح البلد والشعب في اغلب الاجندة والستراتيجيات المستقبليه من غير ان يلغي اهدافه الخاصه.
وهذا كل ما نأمله من الساسة والقادة في بلداننا العربية(باستثناء دول الخليج),فالوضع في مصر والعراق وسوريا يسير بهذا الاتجاه المأساوي,في مصر يصر الرئيس على ان يضع لنفسه صلاحيات وحقوق تجعل منه شبيه الاله وتمنحه العصمة وهو مستعد من اجل ذلك ان يمضي بالبلد الى المجهول.وفي العراق تتنافس وتتصارع احزاب ومجاميع على كرسي الحكم غير مباليه بما وصل اليه البلد من تدهور,اما سوريا ففيها فريقان كلاهما يتغنى بحب الله وسوريا ولكنهم يذبحون ويقتلون بلا رحمه....هذه البلدان العربية الثلاثه تتقاسم اشلائها اهواء مجموعه من الاشخاص لادين لهم ولاضمير.
اعجب من احلام هؤلاء الطغاة التي تتجاوز الخيال الجامح فهم لايكتفون بما يهبه لهم كرسي السلطان وانما يتمادون بأهوائهم وتفكيرهم المريض الى ابعد من ذلك بكثير وكأنهم ينازعون الله ملكه ويطمحون للخلود.
ايها الساسة ارحمو بلدانكم وشعوبكم واجعلو بوصلة اهدافكم واحلامكم تميل قليلا باتجاه تلكم البلدان والشعوب,فليس من المنطق عمل العكس ومن غير الممكن لبدان عمرها الاف السنين وشعوب عددها عشرات الملايين ان تسخر اهدافها ومصالحها لكي تنسجم مع طموح شخصكم المعظم.
#عامر_شاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟