أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 101: من سيطرة القبيلة إلى سيطرة الأطبّاء والجيش















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان 101: من سيطرة القبيلة إلى سيطرة الأطبّاء والجيش


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3952 - 2012 / 12 / 25 - 16:30
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


في المجتمعات التي فقدت العصبيّة القبليّة، تحوّلت السلطة إلى يد الأطبّاء في مجال الختان. فالختان وباء طبّي في هذه المجتمعات ما كان ليوجد لولا وجود الأطبّاء. فالأطبّاء يستعملون نفوذهم في المجتمع الغربي لإجرائه وخاصّة في المستشفيات التي تتبع الجيش. هذه هي النتيجة التي يمكن أن يتوصّل لها المتتبّع لظاهرة ختان الذكور والإناث في الغرب، وخاصّة في الولايات المتّحدة.

ففي هذه البلد تزامن تزايد ختان الذكور والإناث مع تزايد عدد الأطبّاء واهتمامهم بالعمليّات الجراحيّة وخاصّة مع تزايد إجراء الولادة في المستشفيات. ففي بداية القرن العشرين، كان أقل من 5% من الأمريكيات يلدن في المستشفى. وفي العشرينات، إرتفعت هذه النسبة إلى ما بين 30% إلى 50% في المدن الأمريكيّة الكبرى. وفي الثلاثينات، أصبحت النسبة تتراوح ما بين 60% إلى 70% في المدن المختلفة. وفي نفس البرهة الزمنيّة، بدأ إرتفاع عدد الختان حتّى تعدّت نسبته 50% من أطفال أمريكا. فإذا ولد طفل في البيت، يكون على الأهل إذا أرادوا ختانه أن يتوجّهوا أوّلاً للطبيب ممّا يتيح لهم فرصة للتفكير في ذلك مليّاً. أمّا إذا ولد الطفل في المستشفى، فالطبيب حاضر هناك وله السلطة العليا في المستشفى. وسيطرة الطبيب على الوضع لم يقع ضحيّتها فقط الطفل الذي يختن، بل أيضاً الأم. فقد تزايدت حالات الولادة بالعمليّة القيصريّة، كما تزايدت حالات شق العجّان. أضف إلى ذلك إدخال ظاهرة الرضاعة بالحليب الإصطناعي بدلاً من حليب الأم.

وبانتشار الولادة في المستشفيات، أصبحت عمليّة ختان الذكور تجرى في الأيّام الأولى بعد الولادة بينما كانت تتم سابقاً في أعمار مختلفة. وكانت هذه العمليّة تتم في بداية الأمر داخل غرفة الولادة، فور الولادة، ثم نُقلت إلى غرفة خارجيّة حتّى لا يصاب الطفل بالقشعريرة. وقد جُمِّع الأطفال في غرفة معزولة واحدة ممّا يسهّل إجراء الختان بصورة روتينيّة وميكانيكيّة دون موافقة الأهل وبعيداً عن أعينهم. وكان من الطبيعي أن يكتب الأطبّاء في ذلك الوقت أن معظم الأطفال بحاجة لمثل هذا الختان وأن هذا أفضل من إجرائه عندما يكبرون. ومع نشوء التأمين الصحّي، أحس الأطبّاء بالحرّية لأخذ أي إجراء ما دام أنهم متأكّدون بأنه سيتم دفع أجرتهم. وهكذا تم إجراء الختان مجّاناً للأهل وفي نفس الوقت إستفاد المستشفى والطبيب من هذه العمليّة التي تدر عليه مالاً سهل المكسب.

ومن الملاحظ هنا أن الختان كان منتشراً بصورة أكبر في الطبقات المرفّهة والمتوسّطة باعتبار أن هؤلاء كانوا يلجأون للولادة في المستشفى أكثر من الطبقة الفقيرة. وعندما تغيّر نظام الولادة في الولايات المتّحدة، إنخفضت نسبة الختان. وضمن هذا التغيّر الذي أثّر في إنخفاض تلك النسبة يذكر مشاركة الأب في عمليّة الولادة في المستشفى، وإعطاء الأمّهات إمكانيّة للولادة في البيت، وإعادة مكانة رضاع الطفل من ثدي أمّه.

ولم يكتف الأطبّاء بممارسة سلطتهم داخل المستشفيات، بل مارسوا هذه السلطة من خلال الكتب الطبّية الشعبيّة. ففي الولايات المتّحدة حيث العلاقات العائليّة أكثر إنعزالاً والتجربة مع الأطفال أقل، تلعب الكتب الطبّية الشعبيّة دوراً كبيراً. فتعود لها العائلة لمعرفة التصرّف الذي يجب أن تتّخذه مع طفلها. وكانت هذه الكتب تنقل لتلك العائلات الثقافة المتداولة. وهكذا على سبيل المثال، كان الطبيب الأمريكي الشهير «بنجامين سبوك» ينصح الأهل بختان أولادهم. ولكنّه إنتهى بالإقلاع عن هذه الفكرة عام 1976. أي أنه إحتاج إلى 30 عاماً لتغيير فكره.

كما أن الأطبّاء مارسوا سلطتهم من خلال المجلاّت الطبّية المتخصّصة التي يتّهمها معارضو الختان بالتحيّز لصالح الختان. وهذا ما أشار إليه عدد من المتدخّلين في المؤتمر الدولي الخامس حول الختان الذي إنعقد في جامعة أكسفورد عام 1998. وفي إحدى هذه المداخلات أشار الدكتور «فلايس» إلى أن تحيّز المجلاّت العلميّة الأمريكيّة قد أدّى إلى التغاضي عن القواعد العلميّة. وتختار هذه المجلاّت المحقّقين من بين مجموعة مؤيّدي الختان. وهناك تحيّز شديد من قِبَل من يكتبون عن الختان في الولايات المتّحدة. فكثير من هؤلاء الكتّاب ينفّذون برنامجاً المقصود منه ختن الأطفال حديثي الولادة دون إرادتهم وبصورة جماعيّة. فالطب الأمريكي مُسَيَّس إلى درجة عالية جدّاً. ويعقد هذا الطبيب مقارنة بين من ينشرون لصالح الختان وبين المؤلّفين الألمان في الزمن النازي الذين كانوا يحاولون البرهنة على النظريّة التي تقول إن اليهود جنس منحط. فمثل هذه الدراسات مشبوهة علميّاً لأنها على الأقل تخدم مصلحة سياسيّة. ونفس الشيء يمكن قوله عن الختان في الولايات المتّحدة. فالذين يؤيّدون الختان في الولايات المتّحدة يحاولون البرهنة على إنحطاط الذكر الطبيعي. وهذه النظريّة يجب إعتبارها مشبوهة على الأقل لأنها تخدم مصالح سياسيّة واقتصاديّة.

ويشار إلى أن الأطبّاء الذين يعملون في إطار الجيش الأمريكي ومستشفياته قد ساهموا كثيراً في إنتشار ختان الذكور لاعتقادهم أن الختان يحافظ على صحّة الجنود ويبقيهم في حالة إستعداد للقتال. ولذلك كانوا يفرضون الختان على الجنود تحت طائلة محاكمتهم عسكرياً. وكانت عمليّة الختان في القوات البحرّية الأمريكيّة من أكثر العمليّات شيوعاً إذ كان الأطبّاء يخضعون الجنود لزيارة مفاجئة تسمّى «رقابة السلاح القصير»، يختنون خلالها كل من وجوده غير مختون. وحتّى الذين نجوا من سكّينهم تأثّروا فكريّاً بنظريّات هؤلاء الأطبّاء فقاموا بختان أطفالهم من بعد. وفي زمن الحرب الباردة، إستحوذت هستيريا الختان على عقول الأمريكيّين. وأحد المبرّرات التي قدّمتها المجلاّت الطبّية والشعبيّة هو أن الختان ضروري للإستعداد للحرب والخدمة العسكريّة.

هذا وما زالت العائلات الأمريكيّة تقدّم سبباً لختان أطفالها بأن الإلتحاق بالجيش يتطلّب مثل تلك العمليّة. وهذا إعتقاد سائد في الشعب الأمريكي رغم أنه لا يوجد أي قانون في هذا الخصوص. وتعطي «رومبيرج» عدّة شهادات من جنود أمريكيّين تم ختانهم قصراً من قِبَل هؤلاء الأطبّاء حال إلتحاقهم بوحداتهم، دون أن يتمكّنوا من معارضة أوامرهم. وقد علّق أحد الأطبّاء على تصرّف الجيش الأمريكي هذا بأن فرض الختان قد يكون سببه إعطاء فرصة للجرّاحين الشباب للتمرّن على العمليّات الجراحيّة. فهناك أسِرَّة كثيرة غير مشغولة في المستشفيات العسكريّة. وهناك من يفسّر الختان في الجيش الأمريكي بأنه وسيلة لتدريب الجندي على العنف نحو الآخرين. فببتر جسمه وإيلامه يصبح أكثر عدوانيّة وأكثر إستعداداً لكي يقتل ويجرح الآخرين دون أن يشعر بألمهم.

وهناك معلومات تفيد أن 15% من الإيطاليين الذين يلتحقون بالجيش يتم ختانهم على يد أطبّاء الجيش، خاصّة لأن العمليّة تتم مجّاناً. وإذا ما تم ختان أحد الجنود، فإن ذلك يحدث عدوى بين الباقين الذين يطلبون إجراءه عليهم.

ويشار هنا إلى أن الختان في الجيش التركي فريضة على الجميع. وقد حصل شاب تركي مسيحي غير مختون يعيش في ألمانيا على اللجوء السياسي في هذا البلد على أساس أنه مضطر للخضوع للخدمة العسكريّة عند رجوعه إلى تركيا، ومن ثم سوف يجبر على الختان. ولنا عودة إلى هذه القضيّة في الجدل القانوني.

وإن كان الجيش هو أحد عوامل إنتشار ختان الذكور في الولايات المتّحدة، فإنه قد ساعد في الحد من ختان الإناث في إريتريا. ففي الحرب التي خاضها الإريتريون للإستقلال عن الحبشة، إنضمّت الشابّات إلى صفوف حركة التحرير التي تعارض ختان الإناث. وبسبب إبتعادهن عن أهلهن ومحيطهن القروي، إستطعن الإفلات من هذه العادة. ولكن ختان الإناث قد عاد للظهور بعد إستقلال إريتريا حيث تتراوح نسبة المختونات هناك 90% من النساء. وقد تم تخفيض سن الختان لأنه يسهّل السيطرة على الفتاة الصغيرة.


صدر كتابي عن الختان بالعربية ورقيا
------------------------
ويمكن طلبه من موقع امازون
مع مقدمة نوال السعداوي وملاحق في 765 صفحة
http://www.amazon.com/Male-female-circumcision-Arabic-Christians/dp/1481128736/ref=sr_1_3?ie=UTF8&qid=1354323767&sr=8-3&keywords=aldeeb+circumcision
حملوا كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان 100: ختان الإناث وسيطرة النساء على بعضهن
- مسلسل جريمة الختان 99: ختان الإناث تعبير عن سلطة الذكور
- سوف نبقى في مجتمع خرفان
- الجمال من عوامل التقدم والتقبل
- لماذا تتدخل يا سامي في التصويت على الدستور المصري؟
- ارفضوا الدستور المصري ولكن صوتوا بلا
- دستور مصري همجي
- موش مشكلة إخوان مشكلة تعليم ديني
- شرع الله أم شرع الحاخام؟
- مسلسل جريمة الختان 98 : عقدة أوديب وعقدة الخصي
- مسلسل جريمة الختان 97 : الختان كمرحلة تدريب وامتحان
- خبرتي مع الناشرين
- مسلسل جريمة الختان 96 : الختان كعلامة طهارة وتعالي
- مسلسل جريمة الختان 95 : كعلامة إنتماء وتمييز وتعارف وتضامن
- مسلسل جريمة الختان 94 : الختان والانجاب
- مسلسل جريمة الختان 93 : علاقة الختان بالزواج
- يسوع مجنون الناصرة
- إنا انزلنا إليك كشكولا
- مسلسل جريمة الختان 92 : ختان الإناث كعملية تجميل
- مسلسل جريمة الختان 91 : الختان كعمليّة تجميليّة جاذبة جنسيّا ...


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 101: من سيطرة القبيلة إلى سيطرة الأطبّاء والجيش