حملة تضامن دولية مع نقابات وعمال نيبال

جهاد عقل
(Jhad Akel)

الحوار المتمدن-العدد: 1142 - 2005 / 3 / 20 - 14:00
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

أوقفوا القمع والاعتقالات فوراً
حملة تضامن دولية مع نقابات وعمال نيبال
حملة تضامن عالمية مع عمال نيبال ونقاباتهم يوم 22آذار الخالي
• 250 نقابي قتلوا خلال العشر سنوات الاخيرة

تتعرض الحركة النقابية في نيبال ، للملاحقة والقمع والاعتقالات بل والى تعرض بعض النقابيين للقتل والاختفاء وذلك منذ قيام الملك غيانندرا بحل الحكومة والاستيلاء على السلطة مع الجيش ، في الاول من شهر شباط الماضي ، وقد قررت الحركة النقابية العالمية المنضوية ضمن الاتحاد العالمي للنقابات الحرة ومقره العاصمة البلجيكية بروكسل ، القيام بحملة تضامن دولية ، من أجل وقف عمليات القمع التي يتعرض لها النقابيون في تلك الدولة الآسيوية . وأن تكون قمة تلك الحملة في 22 آذار الحالي .

ضمن هذه الحملة قامت قيادة الاتحاد بتوجيه رسائل الى كل من جيمس وولفينسون رئيس البنك الدولي والى رود ريغو دي راتور مدير إدراة صندوق النقد الدولي ، طالبتهما فيها بالقيام بخطوات رادعة بما في ذلك تعليق تقديم القروض لحكومة النيبال على ضوء الاعتقالات التي تقوم بها هذه الحكومة ضد النقابيين في العاصمة كاتمندو وغيرها من المدن والاعتداء السافر على حقوق الانسان هناك ، وذكر الاتحاد في الرسائل المذكورة التي أرسلها يوم أمس الجمعة 18آذار. وكان ملك نيبال غيانندرا قد شكل الحكومة العسكرية الحالية بعد الانقلاب الذي قام به في الاول من شباط وحل الحكومة السابقة وإعلانه عن إغلاق البلاد يومها عن العالم الخارجي ، وقيامه باجراءات قمعية منافية لحقوق الانسان عامة ولحرية العمل النقابي بشكل خاص . قادة الاتحاد الدولي للنقابات الحرة لمسوا البعض من سياسة القمع التي قام بها ملك نيبال بأنفسهم لأن الانقلاب المذكور تم في اليوم الافتتاحي للمؤتمر النقابي العام الذي نظمه الاتحاد الدولي للنقابات الحرة ال – آي سي إف تي يو –(ICFTU) للمنظمة التابعة له في منطقة آسيا والباسيفيك (IPRO) حيث تمكن الملك من إفشال ذلك الاجتماع ، الذي حضرته البعض من الوفود والبعض الآخر لم يتمكن من دخول البلاد بسبب إغلاق المطار وقطع الاتصالات جميعاً عن العالم الخارجي .

لاكسمان باسينيت رئيس اتحاد عمال النيبال الذي إضطر وبسبب الانقلاب المذكور الى الاختفاء في منطقة نائية ، وبفضل بعض العمال تم نقله سراً من قاعة الفندق الذي عقد فيه المؤتمر المذكور الى تلك المنطقة ، وبذلك تم أنقاذ حياته ، صرح هذا الاسبوع في مقابلة معه للاتحاد العام للنقابات الحرة نشرت يوم الخامس عشر من آذار الحالي بأنه لم يكن يتوقع هذا الانقلاب الملكي ، بل كان التوقع أن يعلن الملك عن حل الحكومة وتشكيل حكومة جديدة ، "هذا الامر يحدث لدينا دائماً ، لكن ما حدث هذه المرة هو إرسال قوات الجيش والشرطة الى بيوت القادة السياسيين وفرض الحصار عليهم ، بل القيام باعتقالات ، ومن ثم الاعلان عن حالة طوارىْء من قبل الملك ونشر قوات الجيش في البلاد وإغلاقها تماماً ومن ثم القيام باعتقالات واسعة ." وكشف أيضاً عما قامت به قوات الملك من عمليات قمع واعتقال وتفتيش بما في ذلك تعرض بيته للتفتيش عدة مرات وفرض حالة من الرعب والخوف على أهل بيته دون أي سبب . باسينيت قام بالانتقال كما ذكرنا الى منطقة نائية حيث يختفي هناك كي لا يقع في قبضة قوات جيش الملك وذلك منذ الخامس من شهر شباط الماضي ، أي بعد إنتهاء أعمال المؤتمر النقابي الدولي الذي تم إختصار أعماله بسبب الانقلاب المذكور .

ويتضح من الاقوال التي أدلى بها باسينيت أن أوامر الطوارىء التي صدرت عن الملك والجيش تحمل قوائم أسماء للاعتقال في مقدمتها نشطاء اتحاد عمال النيبال ونشطاء حقوق الانسان وغيرهم من السياسيين أيضاً ويصل العدد أكثر من 1400 شخص ، وتمكنت قوات الملك من إلقاء القبض على عدد من النقابيين والنقابيات الذين تمكنت من إعتقالهم ، وكشف رئيس اتحاد عمال النيبال في المقابلة نفسها أنه تم قتل وإغتيال حوالي 250 نقابي من نشطاء اتحاد عمال النيبال خلال السنوات العشر الاخيرة " الذين إغتيلوا من قبل قوات الجيش الحكومي ". وأضاف :" مع أننا نقوم بنشاط عمالي ديمقراطي ومنذ توليت رئاسة الاتحاد قبل 15 عاماً كان نشاطنا من أجل حقوق العمال وضد رفع الاسعار وغيرها من القضايا العمالية ، إحدى الزملاء من النقابيين تم قتله وتعليق جثته على أحدى الاشجار من قبل أفراد العسكر الحكومي .." وأضاف رئيس اتحاد عمال النيبال بأن قانون الطوارىء يمنع عقد الاجتماعات وكل تجمع من خمسة أشخاص وما فوق يعتبر تجمهر غير قانوني ويعتقل المشاركون فيه فوراً ، والنشاط النقابي اليومي أصبح محظوراً وعلينا تبليغ الضابط العسكري في المنطقة عن أي تحرك نفكر القيام به مما يعني إعتقال من يذهب لتقديم الطلب أي أن قانون الطوارىء يمنع كل تحرك ، الاجتماعات ، الاضرابات وأي نشاط نقابي آخر بل ونشاطات حقوق الانسان . ورداً على السؤال "لماذا يستهدف الملك إتحاد العمال خاصة ؟" أجاب باسينيت :" أعتقد أن الملك يرى باتحاد العمال عامل محرك ومحّرض للعمال والحركة الشعبية وهو يذكر أننا قمنا باغلاق البلاد لمدة يومين قبل عام ، بل أوقفنا الحركة كلها في النيبال ضمن الاضراب الذي أعلناه يومها ." لكن رغم القمع الملكي هذا الا أن عمال النيبال وعاملاته يواصلون نشاطاتهم اليومية وتمكنوا من إقامة الاحتفالات بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي ، ويقومون بنشاطات لصالح العمال وفقاً للظروف القائمة .

هذا وقد أثنى النقابي لاكسمان باسينيت بإسمه وبإسم عمال النيبال على حملة التضامن العمالية الدولية التي يقوم بها الاتحاد الدولي للنقابات الحرة تضامناً معه ومع النقابيين المعتقلين الذين يزيد عددهم عن 25 نقابياً ونقابيه وهناك مئات آخرون تتم ملاحقتهم من أجل إعتقالهم :" إن ما تقومون به من حملة تضامن دولية هو أمر هام ربما سياسعد لأن يتوقف الملك والجيش أيضاً عن حملة القمع التي يقومون بها ضد نشطاء اتحاد العمل ونشطاء حقوق الانسان أيضاً ، ضغطكم الدولي سيؤدي في النهاية الى وضعه في موقع الدفاع عن النفس ، وسوف ننتصر معكم في معركتنا هذه من أجل الحرية والديمقراطية ."

ما تواجهه الحركة النقابية في نيبال من هجوم على حرية نشاطها وقمع لأعضاءها ، يشير الى حقيقة مرّة بدأت تنتشر مؤخراً في كافة أرجاء عالمنا ، الا وهي الانفلات الغير مشروط لقوى الرأسمالية والدكتاتورية ضد النقابات العمالية خاصة والطبقة العاملة التي تمثلها هذه النقابات ، لذلك على الحركة النقابية العالمية رص صفوفها والجسر على خلافاتها ، من أجل مواجهة هذا الخطر الداهم من قبل قوى الرأسمالية المدعومة من حكومات دكتاتورية هدفها القضاء على الحقوق العمالية ووحدة العمال ضمن اتحاداتهم النقابية ، من هنا نتوجه بتحيات التضامن العمالي للحركة النقابية في نيبال التي قدمت مئات الضحايا من النقابيين في مسيرتها الكفاحية ، وندعو الى إنجاح يوم التضامن العالمي الذي يجري تحت شعار من أجل وقف سياسة القمع التي تمارسها قوات الجيش والملك في نيبال ضد النقابيين والعمال ونشطاء حقوق الانسان ، ومن أجل اطلاق حرية النشاط النقابي فوراً والتوقف ملاحقة قادة اتحاد عمال نيبال .علينا أن نذكر أيضاً هنا أن مملكة نيبال تواجه ثوره يقودها الشيوعيون هناك ، الذين يرتبطون إرتباطاً عضوياً مع العمال والفلاحين في هذه المملكة .

19/03/2005

#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات