في الزمن الرديء يُتهم شهداء العقيدة بسوء العقيدة

ابن الغراف

الحوار المتمدن-العدد: 274 - 2002 / 10 / 12 - 15:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

طالعنا الكوراني في منتدى هجر الثقافي المدعوم ايرانيا (والذي يسرح فيه ويمرح باسم العاملي) ، قبل حوالي ثلاثة أشهر بان لديه شيء من التصور عن الشهيد الصدر ، يخشى ان يقوله فيُتهم وُيكفـر، وكتم ذلك في نفسه الممتلئة حقدا على كل شيء عراقي ، ولم يستمر في " تقيته " حتى قذفها باربعين من ابداعاته السطحية، والتي يتجرأ فيها "الريزخون المذكور" مواخذا الشهيد الصدر بعقيدته الخاطئة فيما يخص الاسلام والتشيع الحقيقي وتصوراته في الامامة ...الخ ، وفي جواب رسالة وجهت اليه ، اتهم الكوراني " ضمنا " الشهيد الصدر بالنفاق كما هو واضح في تسائلاته التالية :
((كان يرى وجوب العمل التنظيمي حتى لطلبة الحوزة العلمية ، ثم تبنى تحريمه على الطلبة في سنة 1975 ميلادية )).
(( وكان يرى أن الأفقه الحي هو صاحب الحق في القيادة ، ومع أنه يرى نفسه الأفقه من غيره فقد أمر بالذوبان في قيادة غيره ، قدس سره )).
(( وكانت له ملاحظات على طريقة العمل في مرجعية السيد الحكيم والسيد الخوئي قدس سرهما ، لكنه تكلم عن شخصيتهما ومرجعيتهما بإيجابية وتمجيد وتجليل لدورها في خدمة الإسلام ومذهب أهل البيت عليهم السلام)).

فالمشكلة في رأيه كيف كان الشهيد الصدر يرى نفسه " الافقه " ثم يقول " ذوبوا" في الامام ، فهذا نفاق (واذا احسنا الظن بتساءله) تناقض ، ويبدو ان فضيلة الريزخون تناسى (او جهل ) بان على الفقيه ان يأخذ بالحسبان البيئة والظروف المحيطة والمتغيرات الموضوعية التي على اساسها ينطلق برايه ، خصوصا وان "الامام الخميني " تحرر من حدود قم والنجف ، وامتلك عناصر جديد لابد من اخذها بالحسبان من اجل نصر " عموم " العقيدة التي يؤمنا بها ، فالقضية خرجت من اطارها الفقهي الذاتي ودخلت فيها ابعاد سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية ، كما ان "الذوبان " الذي عناه الشهيد الصدر لايعني بحال من الاحوال بان الاخر "اكثر تفقها " وقد تكون الاصلح قيادة بسبب بروزها في محيط ملائم ويجب ان تستثمر في هذا العالم المتحرك .

المشكلة الاخرى التي طرحها فضيلة الريزخون وهي مديح واجلال الشهيد لسماحة السيدين محسن الحكيم والسيد الخوئي (قدس) بالرغم من الملاحظات على طريقة عملهم ، ولعمري هذه شهادة بعظمة الشهيد الصدر وتفانيه في الدفاع عن المرجعية وغيرته على الصالح العام ، وان شعر بقصور المرجعية الشيعية وانزوائها " سياسيا " في اوقات كان يجب ان تتفاعل فيها مع المجتمع العراقي وهمومه والامه والمسؤوليه التي تتحملها في الانتصار للانسان وقيادته نحو الكمال والسعادة ، مما فسح الطريق امام افكار اعتبرها منافيه لطبيعة المجتمع العراقي المسلم ... وهذا انتقاد لم يوجه لشخص بعينه بقدر ما يخص طريقة عمل مؤسسه ، وقد طرحه " ايضا" الامام الخميني في حواره مع السيد محسن الحكيم "قدس" حين كان في النجف الاشرف وقد نشرت كيهان العربي نصه في بداية الثمانينيات ، وفيه كان الامام الخميني يحث سماحة السيد محسن الحكيم على استثمار الظرف السياسي ومرجعيته الواسعه جدا للتحرك سياسيا ، الامر الذي رفضه سماحة السيد (قدس) تخوفا من تخاذل اهل العراق كما خذلوا الامام الحسين (ع) ، الامر الذي لم يتفق معه الامام الخميني .

اما مواخذته على فتوى الشهيد الصدر بوجوب العمل التنظيمي لطلبة الحوزة ثم تراجعه عن الفتوى .. فهي فتوى ليس لها وجود "اصلا" الا في ذهن فضيلة الريزخون وتياره ...كما ان سماحة السيد الحائري كان مرشدا لتنظيم اسلامي وفيه طلبة حوزة ، فلماذا لم يعلنها في ذلك الوقت ان كان لها اساس وتاخر اعلانها الى ما بعد " اقالته او تقاعده " حفظه الله .... بل حتى لو قلنا بان الفتوى صحيحة ، فيمكن ربطها بظروفها الموضوعية التي كانت يومذاك خصوصا وان صدام بدأ باعتقال كل منتظم لحزب ثوري غير حزب البعث الشوفيني ،ما يعني انها "الفتوى" وسيله لحماية الحوزة وحفظ كيانها المستقبلي في العراق .

سؤل سماحة الشيخ الناصري عن "ابداعات" سماحة الريزخون الكوراني الاخيرة في شان الشهيد الصدر فقال انها سوء العاقبه ، وانا استميح شيخنا الجليل عذرا لاقول : ان هولاء ما راينا حقيقة عاقبتهم "قبلا " لنراها سيئه الان ، وقد تكون بدايتهم مثل عاقبتهم ولكن ظنونا كانت اكثر حسنا .

فعـــــلا

زمن رديء ذلك الذي نتهم فيه شهداء العقيدة بسوء العقيدة . خصوصا وشهيدنا الصدر ليس له جيش يناصره ولا حرس يحمي رفاثه ولا " دولار " يقطع الالسن الوقحة .

 

ابن الغــــــراف

[email protected]

www.muhajr.com

 

#ابن_الغراف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات