|
مسلسل جريمة الختان 100: ختان الإناث وسيطرة النساء على بعضهن
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 09:41
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
تلعب النساء دوراً كبيراً في استمرار ختان الإناث. فمن الملاحظ أن معظم من يتّخذن قرار إجراء ختان الإناث مباشرة في مصر هن الجدّات والأمّهات، ومعظم من ينفّذنه دايات إناث، ومن يكبّلن الفتاة عمّات وخالات وجارات. وقد أشارت الإحصائيّات إلى أن أكثريّة النساء التي أجري عليهن الختان يؤكّدن على أنهن سوف يجرين الختان لبناتهن. وقد قدّمت عدّة تفاسير لهذه الظاهرة.
تبيّن نعمت أبو السعود أن الكلمة المسموعة في البيت كانت لمجموعة السيّدات الكبيرات مثل الحموات والأمّهات أو أكبر السيّدات مركزاً أو الشقيقات. فكن يحرصن على التمسّك بالتقاليد والعادات، ومن بينها ختان كل أنثى قَبل أن تصل إلى سن البلوغ. ولم تكن الأسرة تسمح بخروج نسائها حتّى لقضاء لوازمهن. وترتّب على ذلك دخول طبقة من النساء إلى المنازل لقضاء هذه الحاجات مثل الدلالة التي تبيع الملابس وغيرها. والماشطة لعمل حمّام للسيّدات ونقش الحنّة في المناسبات كمناسبات الطهارة والعرس والولادة، وهي التي كانت تجري إتّفاق الزواج بين العائلات وتعدّد أوصاف العرس ومن بينها أنها مختونة. والغجريّة تقوم برؤية الطالع وعمل الدق (الوشم الأخضر) وختان البنات. والقابلة كانت لها منزلة خاصّة فتقوم بعمليّة الولادة والعلاجات النسائيّة مثل الختان.
وتفسّر السيّدة «هيكس» مساندة النساء لختان الإناث بأنهن يحصلن من ورائها على التقدير والإحترام ولقمة العيش. فمن دون ختان لا زواج ولا إحترام. فهذه وسيلتهن لحماية أنفسهن وضمان دورهن في المجتمع. والختان يخضع المرأة للنظام الإجتماعي المتضامن الذي من دونه لا حياة لهن. كما يعتبر ختان الإناث وسيلة لفقد الفرديّة ودخول جماعة النساء التي غايتها حماية عادات المجتمع الثقافيّة، فيكرّسن حياتهن للصالح العام.
وتعطي الدكتورة سامية سليمان رزق تفسيراً آخر لمشاركة المرأة في ختان الإناث وهو الإنتقام من الزوج. فهي تشير إلى «معتقدات لدى البعض - وبخاصّة النساء - من أن كبت الرغبة الجنسيّة لديهن من خلال الختان هو بمثابة سلاح في أيديهن لمواجهة الزوج وإذلاله. وهو أمر يوضّح كيف أن النساء أنفسهن أصبحن مع الوقت يقمن بإعادة تشكيل القمع الذي يلحق بهن ويبرّرن حدوثه لصالحهن».
وهناك من يرى أن دعم النساء لختان الإناث ناتج عن غيرة من الشابّات. وقد شرحت طبيبة سودانيّة بأن النساء ليس لهن دور في المجتمع. فيصببن كل سيطرتهن المكبوتة على الأبناء والبنات. فيجرين لبناتهن عمليّة الختان كما أجريت لهن أنفسهن. فكل إمرأة تألّمت كثيراً لا بد لها من الثأر، ولكن لا يمكنها الثأر إلاّ من بناتها رغم محبّتها لهن. وتشعر الجدّة أنه إذا أبطلت العادة فإنها سوف تفقد كل ما لها من سلطة. ولكن هذه الطبيبة تضيف أن هؤلاء الجدّات لسن شرّيرات، لا بل قد يكن متديّنات، ولكنّهن يعتقدن أنه لا يمكن الحفاظ على بكارة البنات إلاّ إذا أجري لهن الختان الفرعوني. وتضيف أن النساء رغم الألم الذي عانينه يقمن بختان أطفالهن إختياراً للطريق الأسهل وتهرّباً من مقاومة المجتمع.
وترى الدكتورة سهام أن النساء يلعبن دور الوكيل المنفّذ لإرادة المجتمع الذكوري. فتشير إلى قول عجوز: «يجب أن تختن البنات لأن الرجال فقراء. فهم يأكلون فراخ المزارع التي تربّى بالهرمونات. ولذلك لا يمكن للرجال أن يرضوا نساءهن غير المختونات». فالنساء إذاً ترى في ختان الإناث مطلباً رجّاليّاً. وعامّة إذا إحتج الرجل على ختان بنته، فاحتجاجه يكون شكلياً ولا يأخذ خطوات عمليّة لمنعه. وبعد الختان يهنّئ الرجال البنت ويتمنّون لها عريساً. بينما هناك نساء يدافعن عن أخواتهن الأصغر سنّاً حتّى لا تختن كما تحاول الأمّهات حماية بناتهن بصورة أكبر من الرجال.
ويشار هنا إلى أن الأم قليلاً ما تحضر عمليّات ختان الإناث لتجنّب نفسها مشاهدة ما تتعرّض لها إبنتها من أهوال وحتّى لا تتذكّر ما تعرّضت له هي في صغرها. وتسمّي كثير من النساء يوم الختان بأنه «اليوم الأسود». وقد بيّنت دراسة أجريت على قرية صعيديّة تخلّت عن ختان الإناث إلى أنه كلّما زاد سفر الرجل إلى الخارج، كلّما زادت نسبة الفتيات التي تبقى دون ختان. وقد فسّر هذا الفرق بأنه في حالة بقاء المرأة في البيت وتحمّلها مسؤوليّة تربية الأطفال، فإن المرأة تميل إلى عدم ختان بناتها. فالمرأة تستعيد الثقة في قدرتها على التصرّف في المواقف الصعبة عموماً، وهو ما لا بد وأن ينعكس على المدى البعيد على الثقة في قدرة النساء على الحفاظ على شرف الأسرة حتّى وإن كن غير مختّنات. وما فرضه سفر الرجال على النساء من ضرورة مواجهة عديد من المواقف الصعبة، والخروج عن الدور المألوف للنساء من المرجّح أن يكون له انعكاس على تشجيعهن على الخروج على العادات السائدة فيما يتعلّق بختان الإناث أيضاً. .
صدر كتابي عن الختان بالعربية ورقيا -------------------------------------- ويمكن طلبه من موقع امازون مع مقدمة نوال السعداوي وملاحق في 765 صفحة http://www.amazon.com/Male-female-circumcision-Arabic-Christians/dp/1481128736/ref=sr_1_3?ie=UTF8&qid=1354323767&sr=8-3&keywords=aldeeb+circumcision حملوا كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسلسل جريمة الختان 99: ختان الإناث تعبير عن سلطة الذكور
-
سوف نبقى في مجتمع خرفان
-
الجمال من عوامل التقدم والتقبل
-
لماذا تتدخل يا سامي في التصويت على الدستور المصري؟
-
ارفضوا الدستور المصري ولكن صوتوا بلا
-
دستور مصري همجي
-
موش مشكلة إخوان مشكلة تعليم ديني
-
شرع الله أم شرع الحاخام؟
-
مسلسل جريمة الختان 98 : عقدة أوديب وعقدة الخصي
-
مسلسل جريمة الختان 97 : الختان كمرحلة تدريب وامتحان
-
خبرتي مع الناشرين
-
مسلسل جريمة الختان 96 : الختان كعلامة طهارة وتعالي
-
مسلسل جريمة الختان 95 : كعلامة إنتماء وتمييز وتعارف وتضامن
-
مسلسل جريمة الختان 94 : الختان والانجاب
-
مسلسل جريمة الختان 93 : علاقة الختان بالزواج
-
يسوع مجنون الناصرة
-
إنا انزلنا إليك كشكولا
-
مسلسل جريمة الختان 92 : ختان الإناث كعملية تجميل
-
مسلسل جريمة الختان 91 : الختان كعمليّة تجميليّة جاذبة جنسيّا
...
-
دين خفيف على المعدة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|