|
الحلقة السادسة : اللصوص بين الصفة و المهنية
بركات أوهاب
الحوار المتمدن-العدد: 3951 - 2012 / 12 / 24 - 02:00
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
الكاتب بركات أوهاب آفات مغربية في البداية كنت قد تطرقت في الحلقة السابقة إلى العريف الولي الطالح سيدهم عبد الإله بنكيران – لهلا ينفعنا ببراكتوا – و قفد طلب مني العديد ممن قرؤا و قرأن الحلقة أن أتطرق إلى كل موضوع على حدة يعني بذل أن أتطرق إلى لعنة الحكومة التي حلت على الشعب المغربي منذ حلول حكومته – لهلا ينفعنا ببراكتوا – على الشعب المغربي ، و أعد قرائي أنني سأتطرق تباعا إلى تجاوزات يقوم بها هو بنفسه و عدد من أعضاء حكومته فيجد الشعب المغربي نفسه أمام مطرقة حكومته و سندان آليات تطبيق القوانين من طرف المحسوبين عليه . ليس هذا هو موضوع الحلقة بل موضوع الحلقة هو اللصوص أنواع و أصناف ، فتطرقي لهذا الموضوع ليس للتعريف بهذه الفئة أو المهنة بعض تمهينها في هذا البلد السعيد ، فاللصوصية هي صفة و مهنة ، صفة لهؤولاء و أولئك الذين ربما يقومون بسرقة أو أثاث منزل أو محتويات سيارة أو ملابس كانت على السطح أو قام بسرقة محتويات محفظة أوراق و عن طريق الصدفة حصل على مكافئة عن غير رضا من صاحبها على عدة أوراق مالية ، أما الصنف الثاني نجدهم مسؤولون في الحكومة و بمؤسسات الدولية فتجدهم رؤساء مصالح و رؤساء أقسام و مصالح و وزراء و باشاوات و قياد و عمال و ولاة و هذه الفئة الثانية التي تحمل صفة المهنية في هذا المجال و إختلافية التخصص فالفئة الأولى و هم اللصوص الكلاسيكيون يحملون فقط صفة لص أما الفئة الثانية فهي لص يحمل جواز السفر و مكان المهنة في البطاقة الوطنية و جواز السفر نجد المهنة : موظف سامي ، موظف ، مستخدم ، والي ، باشا ، وزير ، مندوب ، ................. إلخ ، و يقول المثل المغربي : " فحال لي سرق البيضة فحال لي سرق الدجاجة " و لكن هذا المثل لا ينطبق على الكل بل في الغالب ينطبق على الفئة الأولى في الغالب و لا ينطبق على الفئة الثانية و أعتذر للفئة الأولى لأنها تقوم بهاته المهام من أجل تغطية فقط بعض نفقاتها الأساسية أو اليومية أو ربما لتغطية نفقات الإدمان و أرجو من الكل أن يقدم لها العذر على ما تقترفه في حق المواطنين البسطاء من محدودي الدخل و معدومي الدخل لأن الفئة المستهدفة لها هي هاتين الفئتين ، و السبب الرئيسي لكون صيدها من هاتين الصنفين لأنها السارق أو اللص لا يمكن أن يسرق الصنف الثاني أي المنتمي للمهنة بحكم المهام التي يتولاها ، فاللص لا يمكن أن يسرق السارق المنتمي لفئة اللصوص من الصنف الراقي ، و المثل المغربي يقول : " ما تيعض ف دراه غير الكلب " . سمعنا و لا نزال جملتين مغرب العهد الجديد و يرمز به إلى العاهل الشاب محمد السادس ، و الآخرين يسمون العهد السابق أو العهد البائد و يرمزون به إلى عهد المغفور له الحسن الثاني ، و لا نعرف السبب و إذا عدنا إل خطاب عيد الشباب ما قبل الأخير 09 – 07 – 1998 : " على الشباب المغاربة أن يلتحقوا بمؤسسات التعليم التقني و أن لا يوجهوا جل إهتمامهم إلى الجامعة ... إلخ " و في الخطاب الأخير ليلة 09 – 07 – 1999 يقول في مقطع من خطابه : " سترون شعبي العزيز المغرب خلال العشر سنوات القادمة كيف سيتحول ... إلخ " ، لا أريد من خلال هذين المقطعين تمجيد أحد أو التقليل من شأن أحد فلكل احترامه و لكل سلبياته و إيجابياته ، و هذه طبيعة البشر إلا المنزهين من عند الله سبحانه و تعالى و المنزهين يقصد بهم ليسوا الشبر بل الملائكة و الأنبياء و الرسل و ليس البشر سيقول البعض و لكن الأنبياء و الرسل هم بشر سأقول : " نعم " و لكنهم ليسوا كالبشر لأن الله سبحانه و تعالى نزع منهم صفة الشر و الضعف و الحقد و الكراهية و الصفات الذنيئة على اختلافها . لم أتي بهاته الفقرة من أجل الحديث على مغرب العهد الجديد أو مغرب العهد البائد كما يطلق عليه البعض تملقا أو نفاقا ناسين كل النسيان أو متناسين على أن الذي يحكم المغرب اليوم هو العاهل محمد السادس إبن المغفور له بإذنه الحسن الثاني ، و هذا ليكن في علم الذين نسوا أو يتناسون و ممن اتخذوا النفاق و الانبطاح وسيلة للتسلق ل ... و الوصول إلى ... و الحصول على ... و الارتقاء إلى ... و طبعا القراء الأعزاء المغاربة أذكى شعب في العالم يعرف بين النقاط الثلاث ما أقصده . سؤالي ، حكومتنا المبجلة قالت و تقول و ستقول ، سنحاكم اللصوص ، عبد الإله بنكيران هل تفرق بين اللصوص و اللصوص فلمجموعة الأولى سرقتها بسيطة و تسرق البسطاء و لا تحمل أي صفة غير صفة لص و لكن أين هم المنتمين للصفة الثانية ممن نهبوا و اختلسوا و باعوا و اشتروا تحت اسم الخوصصة و تفويت القطاعات ، هل تعرف أنه لا توجد معامل وطنية و ما معنى الخوصصة . و نجد أنفسنا أما تعريفان فهناك وزارة اسمها المالية و الخوصصة و هذه الوزارة التي لم نعرفها إلى في التعديل الأول لحكومة عبد الرحمان اليوسفي ، المهم لا نريد الخوض في هذا التعديل أو ذاك المهم لأول مرة في تاريخ المغرب نسمع عن وزارة المالية و الخوصصة و معنى الخوصصة هي تحويل الملك العام من مؤسسات و شركات و معامل ... إلخ إلى شركات يستفيد منها البعض هذا ما يحصل في المغرب ، فالدولة أو نقول الحكومة بذل من الحفاظ على رزق البلاد قامت بتدشين بيع الدولة و ممتلاكاتها في مزاد علني ، و بذل تطبيق سياسة الخوصصة كما هي و التي تقوم على أساس بيع معامل و مؤسسات و شركات تعاني من الهشاشة و إنشاء بديلاتها يكون رأسمالها المبلغ الذي حصلت عليه الحكومة نظيرا لبيع مؤسسات الشعب ، و لكن في المغرب الكل مشرعن و معنى هاته الكلمة تحويل ما هو غير شرعي إلى شرعي أي سرقة البلاد و خيراتها و بيعها إلى الأجانب تحت اسم الخوصصة ، هذا حصل في حكومة عبد الرحمان اليوسفي التي عرفت بإسم حكومة التلاعب – عفوا حكومة التناوب – و لم يتمكن جل المغاربة من معرفة الترجمة الحقيقية للإسمين التناوب أو التلاعب بخصوص التناوب فبعد أزيد من 20 سنة تولي حكومة عبد الرحمان اليوسفي تسيير رئاسة حكومة – التناوب / التلاعب – بدأ المغرب يعرف سياسة النهب المشروع لثروة البلاد ، مصانع تباع للأجانب قطاعات يتم تفويتها ... إلخ – السرقة على عينك ا بن عدي – التناوب لأنه لأول مرة تتشكل الحكومة من يمين يسار و وسط من جهة و على سرقة المال العام من جهة ثانية و تلاعب بممتلكات الشعب و نهنب خيرات البلاد و العباد ، و في الماضي أي قبل عشرين سنة تقريبا كان حزب العدالة و التنمية في المعارضة و طبعا هناك فرق بين المعارضة التي كان ينهجها و يسر على مناهجها و يلعب على آلاتها الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و معارضة حزب العدالة و التنمية بخصوص الفارق الأول ، فالأول كان يساريا إلى النخاع و الثاني ذا منهجية دينية كما يدعي رغم أن الكل يعرف من هم جل كوادر حزب العدالة و التنمية من شبيبة إسلامية ، حركة التجديد الطلابي ، جماعة العدل و الإحسان ، جمعية الشهاب ، جمعية الأمل النسائية ، جمعية الشهاب الثقافية ... إلخ ، و كلها روافد و منظمات تابعة و مراكز للتكوين و التأطير تابعة للحزب أو مدراس تحضيرية ، فالأول يلعب على الخطاب الإجتماعي التشاركي التكافلي التضامني و هذا ليس غريب على المغاربة أما الثاني فيلعب على الخطاب الديني ناسيا أو متناسيا على أن أكثر من 95 في المائة من ساكنة المغرب هم مسلمين ، المهم الأول لعب على الجانب الإجتماعي و الثاني لعب على الجانب الديني . و كم كنا نتمنى أن يصدق الثاني أو الأول في وعده و لكن لا هذا و ذاك صدق موعد ، و الضحية الشعب المغربي و اللص البسيط ، فإذا سمينا هذا الأخير لص فماذا يكون هؤلاء ممن نهبوا المغرب و ثرواته و مؤسساته ، فإما أن يكون الجميع لصوصا أو يكون الأول طالب معاشوا و الثاني لص ، و نتمنى منن الشيخ عبد الإله بنكيران – لهلا ينفعنا ببراكتوا – أن يقوم ببعض الخطوات الإصلاحية الجادة و ليس أن يصلح الخطأ بالخطأ ، فقبل أن تقوم بحل صندوق المقاصة هل فكرت جديا و مليا في كيفية إرجاع المسروقات و الأموال المنهوبة المتراكمة المتعفنة في بنوك الخارج – أموال الشعب – و مهما كان من نهبها كما يقول من الغفير إلى الوزير و أرجو أن يكون الشيخ عبد الإله بنكيران – لهلا ينفعنا ببراكتوا – سواء هو أـو من ينقل له الأخبار المنشورة عنه و عن زبانيته ، أن يوصلوا له أن هناك أقلام غير مأجورة ليست هادفة إلى الفضح بل هي من دعاء التصحيح . و بهذه المناسبة أتوجه بخالص الشكر و عظيم الثناء إلى تلك الشابة التي تنتمي إلى مدينة الحمراء و التي أصرت على أن أعود إلى الكتابة . إلى قرائي و قرائتي العزيزات و الأعزاء موعدنا في الحلقة القادمة حول موضوع الشعب المغربي بين إلتهاب الأسعار و حل صندوق المقاصة .
#بركات_أوهاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بنكيران و وليداتوا
-
آفات مغربية - الحلقة الرابعة : بدون عنوان
-
آفات عربية الحلقة الثانية : محمود عباس و الشرعية الغربية
-
آفات مغربية الحلقة الثالثة : المغرب و هيئة الإنصاف و المصالح
...
-
آفات مغربية
-
آفات مغربية / الحلقة الثانية : محمد السادس و قفة رمضان
-
هل المحكمة الدولية اللبنانية هي صياغة جديدة لخطة سايكس – بيك
...
-
آفات مغربية - الحلقة الأولى : المغرب و ساسية المهرجانات
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|