ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 1141 - 2005 / 3 / 19 - 20:10
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
من يتفلسف ويدّعي بأننا شعبٌ لا يعرف السعادة! لعدم توافر الرفاهية في تفاصيل حياتنا...!! فأقلّ ما يمكن أن نقول عنه, أنه لا يحمل في رأسه ذرة عقل, ويحتاج فعلاً إلى أحد المصحات النفسية. وللدخول في هذا الموضوع أقول:
إذا كانت بعض الدول المتقدمة تقيس التمدّن والتحضّر لديها, بنسبة عدد السيارات إلى عدد السكان. أو بنسبة استهلاكهم من اللحوم إلى عدد السكان. أو بنسبة تبوّء المرأة لمقاليد الحكم .. وما إلى ذلك من مقاييس. فإنه لدينا أيضاً في بلدنا مقياسنا الحضاري الخاص بنا وهو: (عدد المهرجانات والأعياد بالنسبة إلى عدد السكان...)
فما هو ردّ المدّعي الذي يزعم بأن بيوتنا تجهل السعادة والهناءة ومشتقاتهما إذا ما قلنا له بأنه لدينا من المهرجانات والأعياد, ما نبزّ بها الكثير من البلدان التي يتبجّح جهابذتها بالرقي؟
ولما كان لعقولنا طاقة محدودة من التذكر؛ فأرجو أن تسعفني الذاكرة التي – ولله الحمد - لم تهترئ بعد, من تذكّر ولو جزءاً يسيراً من هذه المناسبات. فأقول:
لدينا مهرجان المحبة, ومهرجان البادية, ومهرجان التراث, ومهرجان المدن المنسية, ومهرجان التسوّق, ومهرجان السينما, ومهرجان الأغنية المحلية, ومهرجان النطّ والفطّ, ومهرجان القطن, ومهرجان الحمضيات, ومهرجان الزيتون, ومهرجان النفط, ... ناهيك طبعاً عن الأعياد والمناسبات الوطنية والقومية والدينية.. والتي تزخر بها مفكرتنا السنوية, لدرجة أننا غدونا نحتاج فعلاً إلى وزارة جديدة يمكن أن نطلق عليها اسم ( وزارة البسمة والفرح ).
وفي هذه المناسبة, فقد أسرّ لي مؤخراً أحد المسؤولين الكبار, بأنه بات يتمنى مرور أسبوع واحد يخلو من مهرجان أو عيد أو احتفال.. حتى يتسنى له الالتفات إلى عمله المؤجل النظر به منذ تولّيه دفة المسؤولية!
لكن ومع كل ذلك, لديّ اقتراح متواضع أرجو أن تأخذ به جمهوريتنا الفاضلة وهو:
ما رأيكم بمهرجان احتفالي نختار فيه أقدم مسؤول فاسد في منصبه, أو أفسد موظف عرفته بلادنا, أو أغنى لص حكومي شاطر.. ما زال صامداً رابضاً في موقعه. لا ولم تهزّه رياح التفتيش, ولا صناديد الصحافة, ولا استدعاءات الأجهزة الأمنية, ولا نضالات كافة القوى والمنظمات الشعبية والقومية والأممية؟
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟