أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - تونس / مصر .. للصبر حدود














المزيد.....

تونس / مصر .. للصبر حدود


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 00:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تونس / مصر .. للصبر حدود
تتشارك البلدان العربية التي نجحت فيها انتفاضات وثورات «الربيع العربي» في حقيقة كونها تعيش مرحلة انتقالية صعبة ومعقدة، ويكتنفها الكثير من الغموض، وغياب اليقين، إزاء تحديات الحاضر، وممكنات المستقبل. مسار الحراك الثوري في تلك البلدان، غلب عليها الطابع السلمي/ المدني (باستثناء المثال الليبي) كما هو الحال في تونس ومصر واليمن، وقد فجرها في المقام الأول، القوى الشبابية المستقلة، والتشكيلات المدنية (غير المسيسة أو المؤدلجة) وكانت الأهداف المركزية تتمحور حول شعارات مدنية ودنيوية، كالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، غير أنه في مجرى التطور والتصاعد السريع لذلك الحراك الثوري/ الشعبي انجرت وانخرطت فيه مجاميع وكتل سياسية متباينة، ومن أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وكانت النتيجة تمكين قوى الإسلام السياسي من تصدر المشهد السياسي، كما حدث في مصر وتونس، وذلك يعود إلى ما تتمتع به من خبرات تنظيمية و تعبوية، وقدرة على المناورة ونسج التحالفات، بما في ذلك مع بعض مكونات النظام القديم، ناهيك عن المصادر المالية والإمكانيات الدعائية والإعلامية (الذاتية ومن الخارج) الضخمة التي تدعمها، وشبكة اتصالاتها الخارجية (إقليمية ودولية) القوية، كما أنها كانت مثار تعاطف شعبي نظرا لما مورس ضدها (كبقية القوى اليسارية واللبرالية) من عنف وتهميش لفترات في العهود السابقة. الجدير بالذكر أن صعود الإسلام السياسي، وتسلمه مقاليد السلطة في بعض بلدان الربيع العربي كان محط قبول من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وبعض الدول العربية والإقليمية (وبخاصة تركيا)، وذلك في ظل التفاهمات العلنية والسرية معها، حول تأمين المصالح الاستراتيجية (ومن ضمنها العلاقة والموقف من إسرائيل) الأمريكية والأوربية، وتحديد طبيعة ومسار المواقف الداخلية، والتي تشمل السياسي/ الاقتصادي/ الاجتماعي. من المعروف بأن الإسلام السياسي، الذي يمثل اليمين/ المحافظ على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يؤمن باقتصاد السوق الحرة وحرية التجارة، كما يخضع لاشتراطات صندوق النقد الدولي في تبني سياسة الخصخصة، ورفع الدعم عن المواد والسلع الرئيسية، وإطلاق الأسعار، وبكلمة، تبني ما بات يعرف بـ«الليبرالية الجديدة» التي تتجاهل دور الدولة في العملية الاقتصادية، ومفاهيم العدالة الاجتماعية، ووجود التمايزات الطبقية الحادة. اللافت أنه رغم امتلاك الإسلام السياسي لنفوذ اجتماعي واضح، وخصوصا في المناطق والأطراف المهمشة، التي يسود فيها الفقر والبطالة والأمية، غير أنه لا يمتلك أي برنامج اقتصادي/ اجتماعي، جدي وحقيقي لمواجهتها، بل نجده يخضع لمقتضيات وشروط صندوق النقد الدولي والدول والجهات المانحة، كما هو في الحالتين المصرية والتونسية.
في مصر أصدر الرئيس المصري محمد مرسي مؤخرا قرارا (جرى تجميده مؤقتا في ظل أزمة الدستور) برفع الدعم عن أكثر من خمسين سلعة أساسية، ومع أن الرئيس طلب مهلة مائة يوم الأولى، للتصدي للمشكلات الاقتصادية/ الاجتماعية المزمنة، غير أنه وبعد مرور قرابة الستة أشهر على رئاسته لم يتحقق المراد، في ظل استمرار نفس سياسات النظام السابق، حيث تراجع النمو العام، وتدهور العملة المصرية، وزيادة العجز في الموازنة، وحجم المديونية الخارجية، كما ازدادت معاناة المصريين، بما في ذلك معدلات الفقر والبطالة، وتردي الخدمات العامة، ولمواجهة ذلك جرى إصدار قرارات تعسفية، من وجهة نظر المعارضة، بتقييد الإضرابات العمالية التي أخذت تمتد إلى العديد من المصانع والمنشآت الحيوية. الأمر ذاته تكرر في تونس، حيث تصاعدت وتيرة الإضرابات العمالية الجهوية كما حصل بمحافظة سليانة ومدينة سيدي بوزيد مسقط رأس محمد البوعزيزي وقد سقط من جراء المواجهات مع أجهزة الأمن حوالى 300 جريح في سليانة، ناهيك عن الهجوم الذي نظمته ميليشيا (تحت مسمى روابط حماية الثورة) ضد المقر العام للاتحاد العام التونسي للشغل، الذي يعتبر أكبر نقابة عمالية في تونس، مما أوقع العديد من الجرحى بين أعضائه وقيادييه، وردا على ذلك دعا الاتحاد إلى إعلان الإضراب العام، غير أنه تراجع عنه في اللحظة الأخيرة، وفي هذا السياق تعرض كل من الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، ورئيس الجمعية التأسيسية (البرلمان المؤقت) مصطفى بن جعفر، الشريكان في الترويكا الحاكمة التي تقودها حركة النهضة، إلى هجوم من الجمهور الغاضب، أثناء زيارتهما لمدينة سيدي بوزيد للاحتفال بمرور عامين على حرق محمد البوعزيزي لنفسه في 17 ديسمبر 2010، مما فجر الأوضاع في المدينة، ثم امتدت الثورة لتشمل باقي المناطق التونسية بما في ذلك العاصمة، إلى أن انتصرت بهروب بن علي في 14 يناير 2011. ما أثار غضب الجمهور هو تكرار دعوة الرئيس المرزوقي، ورئيس الجمعية التأسيسية، التونسيين للصبر على معاناتهم المستمرة والمتفاقمة، رغم وعود الرئيس قبل عام وفي زيارته السابقة للمدينة، بإيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، التي يعاني منها أغلبية التونسيين، وخصوصا في المناطق الريفية الجنوبية والغربية. وتعليقا على ما جرى، يقول الأمين البوعزيزي شقيق محمد: الثورة التونسية صناعة ريفية مئة في المئة، لم تقم من أجل الحريات (فقط)، قامت من أجل لقمة العيش والتنمية، ومضيفا في سيدي بوزيد، كنا نهتف التشغيل يا عصابة السراق، لإسقاط النظام.. وفي تونس العاصمة كان الهتاف بالفرنسية «ارحل».



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر .. معركة الدستور
- مصر المحروسة .. عند مفترق طرق
- مصر .. العودة إلى ميدان التحرير
- الحرب على غزة والردع الفلسطيني
- قضايا الإصلاح والمجتمع المدني في السعودية : الجزء الثاني وال ...
- المنتدى الاجتماعي العالمي .. نحو عولمة جديدة
- قضايا الإصلاح والمجتمع المدني في المملكة العربية السعودية
- رحيل المناضل الكبير عبد الرحمن البهيجان
- الوحدة الوطنية .. خط أحمر!
- -الأصولوية الإسلامية - .. والدولة المدنية
- الإسلام السياسي .. والربيع العربي
- 8 مارس .. ورهاب المرأة
- عبد العزيز السنيد .. الغائب الحاضر
- رحيل الغانم.. وتجربة الدراسة في الاتحاد السوفيتي
- التمايز ما بين الأهلي والمدني
- 2011 عام العرب بامتياز
- تراجع الدور العالمي للولايات المتحدة
- الشيخ إمام .. احتفاء في مرحلة التغيير
- 2011 ... عام التحولات التاريخية الكبرى في القرن الحالي «1/2»
- عام على تفجر الانتفاضات العربية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجيب الخنيزي - تونس / مصر .. للصبر حدود