مجدى زكريا
الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 20:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"المجد لله فى الاعالى, وعلى الارض السلام بين اناس الرضى الالهى ". لوقا 2 عدد 14.
بهذه الكلمات اعلن ملائكة الله مولد يسوع للرعاة الساهرين على رعيتهم ليلا. وهى كلمات ليست غريبة عن مسامع الملايين. وفى الفترة التى تدعى الكنائس ان يسوع ولد فيها, يسعى مسيحيون كثيرون الى تحسين سلوكهم. فيشددون على الفرح والسلام والاحسان وتمنى الخير بعضهم لبعض. وهذا التركيز فى موسم العيد على هذه النواحى غالبا مايسمى بالروح الميلادية.
تجذب هذه العواطف النبيلة حتى الاشخاص الذين لا يعلقون اية اهمية دينية على عيد الميلاد. فهم ايضا يقدرون مشاعر الدفء والمودة التى يشيعها هذا العيد. وفى البلدان التى يأخذ فيها الناس عطلة من المدرسة او العمل فى فترة الميلاد, تتاح لهم الفرصة للاستجمام وقضاء الوقت مع عائلاتهم واصدقائهم, او حتى للهو فقط. وطبعا, هناك اناس مخلصون عديدون يعتبرون عيد الميلاد بشكل رئيسى مناسبة يكرمون فيها يسوع المسيح.
ومهما كانت الاهميبة التى يعلقها الناس على عيد الميلاد, يعترف معظمهم ان اية مشاعر حميدة تولدها فترة الاعيباد غالبا ما تكون قصيرة الامد. فسرعان ما يرجع الناس الى نمط حياتهم المعتاد. ذكر مصرف كندا الملكى فى رسالته الشهرية فى مقالة بعنوان " الروح الميلادية " : " ان مسيحيين كثيرين لا يستأهلون ان يدعوا بهذا الاسم الا بضعة اسابيع فى العام يفيضون فيها بالاحسان وتمنيات الخير لرفقائهم البشر, ولكن لا يكاد يمضى رأس السنة حتى يعودوا الى نمط حياتهم السابق, نمط تشوبه الانانية وعدم الاكتراث بخير الاخرين ". وبحسب هذه الرسالة, فان " الخطأ الجوهرى " بشأن الروح الميلادية هو ان الناس لا يعربون عنها " على مدار السنة ".
سواء وافقت على هذا التحليل ام لا, فهو يثير عدد من الاسئلة المهمة : هل يعرب الناس يوما عن الكرم والتعاطف واحدهم نحو الاخر بشكل دائم ؟ هل يمكننا واقعيا ان نرجو اتمام ما اعلنه الملائكة ليلة مولد يسوع ؟ ام ان الرجاء بسلام حقيقى مجرد حلم ؟
الى المقالة القادمة
#مجدى_زكريا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟