أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - نظام الدولة الإشتراكية - آجيث ، الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي- اللينيني) ( نكسلباري)















المزيد.....



نظام الدولة الإشتراكية - آجيث ، الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي- اللينيني) ( نكسلباري)


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3948 - 2012 / 12 / 21 - 20:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


نظام الدولة الإشتراكية - آجيث ، الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي- اللينيني) ( نكسلباري)

من الفصل الثاني من " الماوية : نظرية و ممارسة "عدد -13-
-----------------------------------------------------------------------------------------
مقدّمة " الماوية تنقسم إلى إثنين"
" الماوية : نظرية و ممارسة "عدد -13-
شادي الشماوي
صراع خطين جديد صلب الحركة الأممية الثورية ! نعم ! عقب صراع الخطين الذى عرفته هذه الحركة الماوية و كان محوره مسار الثورة فى النيبال ( و الذى أفردنا له كتابا عنوانه " صراع الخطين صلب الحركة الأممية الثورية " و تجدونه على موقع الحوار المتمدّن )، تشهد اليوم ذات الحركة صراع خطين محتدم صار فى المدّة الأخيرة علنيّا ، منشورا على صفحات الجرائد و على الإنترنت.
منذ سنوات تعطّل النشاط العادي للحركة الأممية الثورية و لم يفهم الكثير من الثوريين و من الماويين عبر العالم الأسباب الحقيقية الكامنة وراء ذلك و ظلّت أسئلة عدّة مثارة قد يعثر على أجوبة لها جزئية فى وثائق متناثرة هنا و هناك وقد تتّخذ حجم الجبال عندما يقرأ المرء نصوصا تهاجم هذا الحزب و ذاك من نفس الحركة و تنعته بنعوت أقلّها التحريفية دون الخوض بعمق فى النقاط الخلافية الحقيقية. و فى ماي 2012 ، أعلنت ثلاثة أحزاب هي الحزب الشيوعي الإيطالي (الماوي ) و الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني و الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي-اللينيني)(نكسلباري) عن موت تلك الحركة و إقترحت بناء منظّمة ماوية عالمية جديدة على أساس قراءة قدّمتها لكن لم تمض مدّة طويلة حتى نشر علنا الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية رسالة توجّه بها إلى كافة الأحزاب و المنظّمات المنتمية إلى الحركة الأممية الثورية و بيّن محتواها بوضوح بلوغ صراع الخطين الذى له جذوره التاريخية فى الحركة مرحلة متقدّمة جدّا.
لا ينبغى على الشيوعيين كماديين جدليين تعمّقوا فى دراسة تطويرات ماو تسى تونغ للمادية الجدلية أبدا أن يستغربوا صراع الخطين فالأمر طبيعي و عادي للغاية ذلك أنّ فى كلّ وحدة أضداد الصراع هو المطلق و الوحدة عرضية و مؤقتة و نسبية و سواء تعلّق الأمر بالأحزاب أو المنظّمات أو الحركات السياسية ، الصراع هو الحياة ، الصراع هو النموّ حسب إنجلز و إنعدامه يعنى الموت ، أمّا الوحدة الثورية فتبنى على الأرقى و يعاد بناؤها على أسس أمتن وأرسخ علميّا و شيوعيّا . ببساطة ما يجدّ اليوم ليس سوى الماوية تنقسم إلى إثنين ، الماوية تخضع هي الأخرى إلى القانون الجوهري للجدلية ، قانون التناقض/ وحدة الأضداد او بصيغة جعلها ماو شعبية فى الصين الإشتراكية " إزدواج الواحد".
لقد أكّد ماو تسى تونغ على هذه الحقيقة الموضوعية و المادية الجدلية فى " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب " قائلا :
" تعتبر الفلسفة الماركسية أن قانون وحدة الأضداد هو القانون الأساسي للكون. وهو قانون مطلق الوجود سواء فى الطبيعة أو فى المجتمع البشري أو فى تفكير الإنسان. فبين الضدين فى تناقض ما توجد وحدة و صراع فى آن واحد، و هذا ما يبعث الحركة و التغير فى الأشياء . إنّ التناقضات موجودة فى كلّ شيء ، إلاّ أن طبيعتها تختلف بإختلاف طبيعة الأشياء . فالوحدة بين الضدين فى التناقض الكائن فى كلّ شيء محدد هي ظاهرة مقيدة ، و مؤقتة ، و إنتقالية، وهي لذلك نسبية ، أمّا الصراع بينهما فإنّه يبقى مطلقا دون تقييد." ( "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ"، صفحة 226).
و قبل ذلك فى " فى التناقض " ، أعرب عن أنّ :
" الصراع يكمن بالضبط فى الوحدة ، و لا وحدة بدون صراع ".
و من الواجب أن يعمل الشيوعيون الثوريون أينما كانوا من أجل المسك بأرقي حلقات تطوّر علم الثورة البروليتارية العالمية و يتخلّصوا من النواقص و الأخطاء و يحاصروا التيارات التحريفية و يلحقوا بها الهزيمة ليبقى لون المنظّمة و لون الحزب او الحركة أحمرا وليتمكّنوا من النهوض بمهامهم الثورية فى قيادة البروليتاريا و شعوب العالم و أممه المضطهدة فى تغيير العالم تغييرا ثوريّا بإتجاه الشيوعية عالميّا. و إن فشلوا فى ذلك تغيّر لون المنظمة أو الحزب او الحركة و باتوا تحريفيين برجوازيين و بئس المصير! ومن واجب الشيوعيين الثوريين أن يتحلّوا باليقظة الدائمة كيما يشيّدوا فى كلّ مرحلة وحدة ثورية حقّا ، لا وحدة إنتهازية تمزج فيها الماركسية و التحريفية معا فتؤول الغلبة فى النهاية إلى التحريفية و بئس المصير !
و مع علمنا بوجود منظّمات و احزاب ماوية أخرى خارج الحركة الأممية الثورية ، فإنّنا نعنى فى المصاف الأوّل بهذا الصراع بالذات و أساسا لإعتبارنا أوّلا أنّ هذه الحركة هي محور ومركز الماوية تاريخيّا ، سياسياّ و إيديولوجيا فمثلا هي التى رفعت راية الماركسية - اللينينة –الماوية و تبنّتها أحزاب و منظمات أخرى من خارجها ؛ و ثانيا أنّ مستقبل الماوية مرتهن إلى درجة كبيرة بهذا الصراع الدائر الآن لمدى أهمية و القضايا المطروحة و دلالتها.
لفهم خطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، وهو أحد الخطين المتصارعين ، كنّا قد نشرنا كتابا كاملا يشمل أهمّ وثائقه الجديدة ،" المعرفة الأساسية لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ..." المنشور على موقع الحوار المتمدّن. ومن هنا تأتى أهمّية العودة إليه. و قصد توفير جملة من الوثائق الأخرى باللغة العربية للذين يتطلعون لفهم صراع الخطين الحيوي فهما شاملا و عميقا ، موضوعيّا ،لا ذاتيّا ، سعينا قدر الطاقة إلى الإطلاع على مادة كثيفة إنتخبنا منها ما نعدّه الأكثر تعبيرا عن وجهات نظر الخطّين المتواجهين فجاءت فصول الكتاب الحالي حاملة نصين متعارضين فى كلّ فصل منها على النحو التالي :
يتضمّن الفصل الأوّل المعنون "خطّان متعارضان حول المنظمة الماوية العالمية " :
أ- الشعوب تريد الثورة ، البروليتاريون يريدون الحزب الثوري ، الشيوعيون يريدون الأممية و منظمة عالمية جديدة .( بيان مشترك لغرّة ماي 2011)
و القرار 2 الصادر عن الإجتماع الخاص بالأحزاب والمنظمات الماركسية – اللينينية – الماوية المنتمية إلى الحركة الأممية الثورية من أجل ندوة عالمية للأحزاب و المنظمات الماركسية – اللينينية – الماوية فى العالم . ( غرّة ماي 2012. )
و ب- رسالة إلى الأحزاب و المنظمات المنتمية إلى الحركة الأممية الثورية،
الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية – غرّة ماي 2012.
و مضمون الفصل الثاني ،" نظرتان متعارضتان لنظام الدولة الإشتراكية " ، هو :
أ-" نظام الدولة الإشتراكية "، لآجيث ، الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي- اللينيني) ( نكسلباري).
و ب- " النقاش الراهن حول نظام الدولة الإشتراكية "، ردّ من الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية / 2006.
و ينطوي الفصل الثالث الوارد تحت عنوان " موقفان متعارضان من " الخلاصة الجديدة " لبوب آفاكيان " على :
أ- " موقفنا من الخطّ الجديدة للحزب الشيوعي الثوري و بيانه و قانونه الأساسي"، الحزب الشيوعي (الماوي ) الأفغاني ، أكتوبر 2010.
و ب - " ردّ أولي على مقال" دراد نوت" بشأن " الخلاصة الجديدة لبوب آفاكيان"، سوزندا آجيت روبا سنغى ، رئيس الحزب الشيوعي السيلاني (الماوي) ، 18 أفريل 2012.
و هذه النصوص جميعها متوفّرة باللغة الأنجليزية على الأنترنت و تحديدا على موقع :
www.bannedthought.org
و نظرا لكون صراع الخطين بالكاد إنطلق علنيّا فمن الأكيد أنّ عدّة وثائق أخرى ستصدر و من أطراف مختلفة . و كلّما عثرنا على وثائق قيمة ، غير إنطباعية و لا تتوخى الشتم و التشويه المجاني أسلوبا بل تبحث عن الحقيقة ، سنبذل قصارى الجهد لوضعها بين أيدى القراء باللغة العربية كفصل أو فصول إضافية لهذا الكتاب. و مقترحات الرفيقات و الرفاق مرحّب بها بالطبع.
و لا يفوتنا هنا أن ندعو رفاقيّا كافة الماويين و الماويات إلى أن يضعوا نصب أعينهم دائما و أبدا تعاليم لينين عن الحقيقة الثورية و تعاليم ماو عن صحة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء و أن يتفاعلوا تفاعلا علميّا رصينا مع هذا الصراع المصيري ، فلن تنفع لا سياسة النعامة و تجاهل الصراع و لا سياسة إصدار الأحكام العشوائية قبل الدراسة المتأنية و المتمعنة على أسس الشيوعية الثورية. و فى تحويل هذا الصراع إلى مدرسة لرفع الوعي الطبقي و تعميق المسك بالخطّ الإيديولوجي و السياسي الشيوعي الثوري بهدف تغيير الواقع ثوريّا بإتجاه الشيوعية عالميا، سيتحمّل لا سيما الماويون و الماويات المتقدّمون فى إستيعاب علم الثورة البروليتارية العالمية، مسؤولية تاريخية ذلك أنّ الماوية فى منعرج تاريخي و الرهان ليس أقلّ من مستقبل الشيوعية و مثلما قال لينين:
" ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له. فعلى توطد هذا " الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية الروسية [ الشيوعية ] لسنوات طويلة ، طويلة جدا." ( لينين ؛ " ما العمل؟ ").
==================================================
============================================

الفصل الثاني : نظرتان متعارضتان لنظام الدولة الإشتراكية
============================================
-1-
------------------------------------------------------
نظام الدولة الإشتراكية
آجيث ، الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي- اللينيني) ( نكسلباري)
( هذه نسخة منقحة و موسعة من مقال كتب سنة 1998 كجزء من القطيعة مع اللجنة المركزية لإعادة التنظيم ، الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني) ، تحت عنوان " حول نظرية المظاهر غير الطبقية " ) .
لقد إنطلق ، فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية ، جدال حيوي حول بعض المسائل الجوهرية ، مثل دكتاتورية البروليتاريا ، ومؤسساتها و الديمقراطية الإشتراكية. و بعيدا عن الممارسات الأكاديمية لفحص الجثّة بصدد المشروع الإشتراكي ، تقود هذا النقاش مواضيع نظرية و عملية ملحّة بشأن الحيلولة دون إعادة تركيز الرأسمالية . وقد جاء هذا النقاش فى وقته ، فى إطار الموجة الجديدة الصاعدة للثورة البروليتارية العالمية التى تشاهد ليس فقط فى الحروب الشعبية و فى الحركات الثورية الأخرى بقيادة الماويين لكن أيضا فى الصفوف النامية للنضال و المقاومة للعدوان الإمبريالي و الإحتلال و العولمة. واليوم ، صفوف الجماهير الثورية منقسمة جدّا. فهناك عديد الرايات الخاطئة منها الحلول الإصلاحية و التحريفية للعولمة ، متمحورة حول المنتدى الإجتماعي العالمي. و الأصولية الإسلامية راية أخرى. إلاّ أنّ التناقضات التى تتحكّم فى الثورة تشتدّ و الثورة هي التيار الأساسي . و هذا بحدّ ذاته يشير إلى أنّ الوضع العالمي اكثر مواتاة للجماهير الثورية منه للإمبرياليين . و يستدعى تحويل ذلك إلى واقع ، و تركيز الماوية على رأس موجة الثورة العالمية الصاعدة خطوات جريئة إلى الأمام فى الممارسة الثورية ، لا سيما حرب الشعب. و فى حين أنّ فهمنا الحالي للماركسية- اللينينية - الماوية بالتأكيد قادر على إنجاز هذا ، فإنّه يقتضى أيضا تقدّما فى النظرية . و للنقاش حول نظام الدولة الإشتراكية علاقة بكلّ هذه المهام ذلك أنّ مسألة " ماذا سيحدث بعد كسب الثورة للنصر" مدار نقاش كبير فى عالم اليوم. و يستعمل مداحو الإمبريالية و الرجعية هذه المسألة لحرف الجماهير عن الثورة بحجّة أنّه " ليس بإمكان المرء القيام بالثورة دون الإجابة عن هذا ". و يوقف مثل هذا التوجه كلّ إمكانية لحلّ المسألة و يعبّد الطريق للتصفوية .
ليس النقاش حول دكتاتورية البروليتاريا نقاشا جديدا. ففى بدايات التسعينات ، خيض جدال حاد داخل الحركة الأممية الثورية ضد المواقف التصفوية لما كان يسمى سابقا اللجنة المركزية لإعادة التنظيم ، الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي- اللينيني) بصدد هذه المسائل . و فيما يتقدّم هذا النقاش على أرضية أفضل للممارسة الثورية الحالية ، فهو يطال بعض المسائل المتعلّقة بالماضي و رؤاه . و بعض المسائل المفاتيح لهذا الجدال هي دحض الديمقراطية البرجوازية و دروس الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و تلخيص تجارب مؤسسات الحكم البروليتاري . وقد عالجت المواقف التصفوية للجنة المركزية لإعادة التنظيم ،الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني ) هي كذلك هذه المواضيع من وجهة نظر برجوازية . و بهذا تبقى مفيدة كمثال سيئ. و بالتالى لن يكون غير مجدي أن نعود من جديد إلى المسائل التى طرحها الصراع فهي متصلة بالفلسفة ، مثل الموقف الطبقي ، و المنهج و أسس الماركسية و الإشتراكية العلمية ، كدور الحزب فى نظام الدولة الإشتراكية.
سننطلق مع المفاهيم الكامنة وراء نقد اللجنة المركزية لإعادة التنظيم لدكتاتورية البروليتاريا (1) .
و يمكن إجمالها كالتالي ذكره : 1- التناقض بين الفرد و المجتمع مختلف عن التناقض الطبقي . 2- بينما الديمقراطية شكل من أشكال الدولة ، فهي أيضا شكل من التنظيم الإجتماعي ، يعالج فعلا تناقض الفرد – المجتمع. 3- و هكذا ، رغم أنّ الديمقراطية كشكل من أشكال الدولة دكتاتورية طبقية ، فإّن لها كذلك مظهر غير طبقي.
وهذه المفاهيم توسّع فيها لاحقا ك. فينو الذى كان يحاول منذ أواسط الثمانينات أن يصوغ " نظرية المظاهر غير الطبقية ". و تشترك هذه النظرة فى الكثير مع النقد البرجوازي و البرجوازي الصغير للماركسية و فى الولع الشديد ب " ما بعد المعاصرة " ؛ و فى الإطار الهندي ، تدعم الذين يحاججون بأنّ الماركسية ليس بوسعها تفحّص مسألة الكاست أو مواضيع مشابهة بسبب موقفها الطبقي. و تدّعى " نظرية المظاهر غير الطبقية " أنّ هذا الضعف ينشأ عن " التقليص الطبقي" و تدّعي أنّها " تصحيح جدلي " له.
الديمقراطية كشكل من التنظيم الإجتماعي :
....................
التمسّك بالأسس و تطوير الإيديولوجيا :
من الدروس الهامة المستخلصة من الصراع ضد مواقف اللجنة المركزية لإعادة التنظيم ، الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني) التصفوية ، درس التذكير القوي بكلمات ماو تسى تونغ "... المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، إن نقضت فسترتكب أخطاء. " (11)
و هذا يعطى أيضا توجّها لمهمّة تطوير الماركسية لأجل مواجهة التحدّيات الجديدة النابعة عن الممارسة والنظرية. و مثلما رأينا فى الأقسام السابقة ، فإنّ حجر الزاوية فى إنحراف اللجنة المركزية لإعادة التنظيم هو إبتعادها عن الموقف الطبقي البروليتاري و الفلسفة و المنهج اللذان يطبقهما لتحليل الأصناف مثل الفرد و الديمقراطية ، و مثاليته و ميتافيزيقيته و معالجته اللاتاريخية للموضوع ، كانت النتيجة. و من ثمة وضع هذا فى خدمة إنكار تطبيق الموقف الطبقي فى تحليل مختلف الأصناف الإجتماعية. و لاحقا ، صاغ ك. فينو ، بصراحة ، ،إثر تصفية اللجنة المركزية لإعادة التنظيم ، الحزب الشيوعي الهندي ، (الماركسي – اللينيني) ، هجومه على ما يسمى " الأصولية الماركسية " . و على هذا النحو إختار أن يصف الدفاع الثابت عن المبادئ الأساسية للماركسية. وقد حاول فينو أن يقدّم هجومه كصراع شرعي ضد الدغمائية.
و تتميّز القفزات فى تاريخ تطوّر الإيديولوجيا البروليتارية بكلّ من القطيعة و الإستمرار . ويرى المرء العلاقة الجدلية بين الإثنين. الإستمرار عبر القطيعة و القطيعة تصبح ممكنة بالإستمرار . بمعنى ما ناقشنا أعلاه ، يمكن أن نصف هذا بالوقوف بصلابة على المبادئ الأساسية ( أو الجوهرية ) للماركسية بتطويرها من خلال التطبيق الخلاّق لتتناسب و الواقع الإجتماعي المعاصر و المهام. و على العكس من هذا ، فى تاريخ الحركة الشيوعية العالمية هناك أيضا عدد كبير من الأمثلة عن الإنحرافات التحريفية و جميعها وقع تبريرها بالقطع مع المبادئ " التى عفا عنها الزمن" . و فى تعارض ظاهري تام ، نجد التيار الدغمائي. و كان تأكيده على التمسّك الحرفي نداء لتجاهل جوهر المبادئ الماركسية و تطبيقها فى الظروف المعطاة. تنكر كلّ من التحريفية و الدغمائية القطيعة و الإستمرار. لكن ما الذى يسمح بإستيعاب الجدلية ؟ الحقيقة العالمية للماركسية و موقفها الطبقي و منهجها و ، فوق كلّ شيء ، مهمّتها الثورية. إذا وضع هذا موضع السؤال عندئذ نفقد رباطة الجأش. و هذا ما حصل لك. فينو . و اليوم و نحن نثير الأسئلة حول " إعادة تفحّص أسس الماركسية " سيكون من المجدي أن نتذكّر هذه المبادئ الأساسية. و فضلا عن ذلك ، تحمل ضبابية الحديث ذاته عن " إعادة " تفحّص " أسس الماركسية " دون صياغة ما هي بالضبط ، بذور تقليص الماركسية إلى منهج منفصل عن موقفها البروليتاري المتحزّب. و من المهمّ جدّا أن نشدّد على هذا اليوم فى الوقت الذى يقع فيه الضغط على التهمة القديمة للفكر التقليصي ضد الماركسية من قبل التيار ما بعد المعاصرة المأثّر .
كمثال ، خلال السنوات الخمسين الماضية أو ما يناهزها ، قد تعمّق الفهم الماركسي للجندرية و الكاست و المواضيع المشابهة. لقد أتى ذلك نتيجة النضال من أجل القطع مع التفكير الدغمائي و التقليص الذى وضع حدّا لمعالجة المسائل الضاغطة التى طرحتها حركات إجتماعية متنوّعة. لكن هل يعنى هذا إنكار الدور المركزي للطبقة فى فهم الواقع الإجتماعي ( أساس من أسس الماركسية) ؟ أو هل هو تقدّم نحو فهم أعمق لهذا الدور؟ و على الدوام ، قد كان التمظهر السياسي للفكر التقليصي هو الإقتصادوية ( سواء فى شكل يميني أو " يساري" ). لذا ما بلغناه اليوم ليس فقط فهما عميقا لكن إستردادا للجوهرالثوري للموقف الطبقي البروليتاري. إنّه تعزيز للأسس.
غالبا جدّا ، تعرقل الدغمائية التطبيق الخلاّق للماركسية . إنّها تقاوم ذات فكرة إعادة تفحّص مواقفنا على ضوء الواقع الراهن أو على ضوء الخصوصيات. كيف نناضل ضد هذا دون فقدان التمسّك بالمبادئ الأساسية ؟ و يعنى تقدّم فى الفهم ، ومزيدا من التطبيق الخلاّق الذى يطوّر الماركسية ، أيضا القطع مع بعض النماذج المقبولة. إلاّ أنّ النماذج ليست من الأسس. و التقدّم بالماركسية ممكن فقط حين يتمّ تطبيق المبادئ الأساسية. و رغم أنّ مثل هذا التقدّم الجديد فى الماركسية يتأتّى من التطبيق العملي و التثبّت من الصحّة عبر الممارسة فى بلد معيّن ، فإنّه يتضمّن بُعدَ العالمية بالتحديد لأنّ الأسس تقوده. و البُعد العالمي يكمن بالضبط فى هذا . و الحديث عن بلوغ العالمية كميّا أو نوعيّا فى إطار الإيديولوجيا لا معنى له. لكن رغم تضمّن العالمية ، يحتاج مثل هذا التقدّم إلى بلوغ " قفزة " تبرّر التوصيف ك " فكر" أو " طريق " . و لا يمكن أن يوجد تقدّم إيديولوجي مفيد لبلد خاص فقط ، و لفيلق خاص من البروليتاريا (5).
هناك أيضا قضية منهج فى المسألة بكاملها. الماركسية أيضا علم. لذا لا يمكن مقارنتها مع العلوم الطبيعية ، حيث الإكتشافات الجديدة قد أدّت إلى إعادة تفحّص المفاهيم الأساسية . و الطابع المميّز لهذه الأخيرة هو تحزّبها الطبقي . و بينما الوقائع الإجتماعية جزء من الواقع الموضوعي ، فإنّ سيرورة التعرّف عليها و البحث عن الحقيقة ، و كذلك مدى إمكانية تلخيص الحقيقة ، تنزع إلى الإرتباط وثيقا بالموقف الطبقي . إن كان شيء جديد حقّا جديد فى حدّ ذاته مسألة صراع طبقي ، فى المجال النظري و كذلك فى مجال الممارسة . و كل هذا ينبع من سحب بسيط لمناهج العلوم الطبيعية على إعادة تفحّص المواقف الماركسية .
الديمقراطية الإشتراكية و خطر إعادة تركيز الرأسمالية :
لقد تحدّد الأفق السياسي التصفوي للجنة المركزية لإعادة التنظيم ، الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسية – اللينينية ) فى مؤسسات الديمقراطية الشكلية – المؤسسات التمثيلية و مبدأ الإقتراع . لكن ، بناة الإشتراكية أبقوا أنظارهم بصلابة على تخطّي " حقّ اللامساواة " الذى ظلّ موجودا فى ظلّ الديمقراطية البروليتارية وعلى مبدأ التوزيع الإشتراكي . لقد أعرب لينين عن فخره ، وهو على حقّ ، لأنّ الدولة السوفياتية الجديدة كانت مليون مرّة أكثر ديمقراطية و نوعيّا أفضل من الديمقراطية البرجوازية. كان واضحا جدّا كذلك أنّها لا تزال بعدُ " دولة برجوازية دون برجوازية ! " (12) ، بما أنّ الحق البرجوازي لا يزال موجودا فى شكل مساواة .
الحق البرجوازي ذاته هو أحد أهمّ العوائق للإلغاء النهائي للطبقات. و دون إلغاء الطبقات لن يوجد أبدا " مزيج الأفراد" و المشاركة الأتمّ للأفراد كأفراد فى الحياة الإجتماعية . فى ظلّ الإشتراكية ، يوجد الحق البرجوازي فى القاعدة الإقتصادية و كذلك فى البناء الفوقي. ( فى البناء الفوقي يوجد فى تناقض بين القادة و المقودين و بين الدولة و الجماهير) . وتنشأ العناصر البرجوازية الجديدة أساسا عن هذه العلاقات المادية. خيار الإشتراكية أو الرأسمالية يجيب عنه الذين يقفون من أجل الحفاظ عليه و توسيعه و تعزيزه . و الحقّ البرجوازي ذاته يغدو موضوع صراع طبقي.
ملخّصا تجارب الإتحاد السوفياتي ، طوّر ماو تسى تونغ بصفة لامعة المفهوم الماركسي للحزب و نظرية مواصلة الصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا. ونقده لمفهوم " الحزب ذى الوحدة الصماّء " و تطويره لصراع الخطين معروفان للغاية. و كانت لذلك صلة مباشرة بالدفاع عن دكتاتورية البروليتاريا و تطوير الديمقراطية الإشتراكية. و أثبتت الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى و طوّرت كلّ هذا فإعتبرت حجر الزاوية الذى حقّق تماما القفزة من الماركسية – اللينينية إلى الماركسية – اللينينية – الماوية . و دلّلت قطعيّا على أنّه بإمكان الشيوعيين أن يطلقوا المبادرة الثورية للجماهير بصورة باهرة ، إلى درجة أنّها تثابر على الصراع الطبقي و تمضي قدما فى التقليص من الحقّ البرجوازي. و الجماهير لم تشارك فى تصريف شؤون الدولة على نطاق لم يسبق له مثيل و حسب ، و إنّما كان النضال من أجل تقليص الحقّ البرجوازي كذلك قد تعمّق نظريّا و عمليّا . و نشأت الأشكال الجديدة و الغنية لمساعدة الجماهير و تشريكها فى تسيير الدولة و الحزب ، مثل " اللافتات ذات الحروف الكبيرة " [ الدازيباو] و إنتداب أعضاء حزب جدد خلال الإجتماعات الجماهيرية ، و صارت مؤسساتية. و قد ضمّن هذا ، ومنه حقّ الإضراب ، فى الدستور الجديد لجمهورية الصين الشعبية. وتمّ كسب ذلك بواسطة صراع طبقي مرير ضد أتباع الطريق الرأسمالي و لا يمكن الحفاظ عليه و تطويره سوى بواسطة هذا النضال. و إستهدف كلّ هذا تعزيز الدكتاتورية الشاملة على البرجوازية. و مثلما أشار ماو ، " أي غياب للوضوح بهذا الصدد سيؤدى إلى التحريفية "(7).
و قد أملت إعادة تركيز الرأسمالية فى الأخير فى الصين على الماويين أن يبنوا إنطلاقا من هذه القمّة العالية التى بلغتها البروليتاريا ، نظريا و عمليّا. غير أّنه ليس بوسعهم القيام بهذا إلاّ إذا تحلّوا بالحذر تجاه مخاطر رؤية مثالية ( بمعنييها ) للديمقراطية الإشتراكية التى تجهل خطر إعادة تركيز الرأسمالية . يجب أن نتذكّر الضرورات المادية التى تواجه الطليعة خلال الإنتقال الإشتراكي . و علاوة على ذلك ، ينبغى أن لا تغيب عن أذهاننا المشاكل الخاصة بالدولة كدولة.
تمثّل كلّ الدول السلطة السياسية للطبقة الحاكمة ، و وسائل فرض مصالحها الطبقية. و لهذا بالذات لا يمكن أن نسحب نقد مفهوم الوحدة الصماء على الدولة ، لا يمكن لامركزة سلطة الدولة . و بالفعل ، هذه الحجّة عن " لامركزة السلطة " التى إستعارها فينو من غاندي ، مثال حاد عن النظرة المثالية للدولة . و تحتاج الدولة بطبيعتها إلى بعض المؤسسات التى تضمن تواصل هذه المصلحة الطبقية . و مؤسسة النظام الملكي فى الإقطاعية و البيروقراطية و الجيش القائمين فى الرأسمالية امثلة على ذلك. لكن مثل هذه المؤسسات التى " تقع فوق" المجتمع كقوّة منبوذة ، غير مقبولة بالنسبة للدولة البروليتارية نظرا لأنّ مهمّتها هي إعادة هذه السلطة المنبوذة إلى المجتمع . و مع ذلك ، لكونها دولة ، لا يمكنها أن تتجنّب مؤسسة تضمن ( أو تجتهد لضمان) تواصل مصالح الطبقة البروليتارية. و الحلّ الذى تفرضه الظروف ، ولاحقا ينظّر له، كان الموقع القيادي الشامل للحزب فى نظام الدولة فى الإشتراكية ، الدور القيادي المؤسساتي للحزب فى دكتاتورية البروليتاريا. و لا مجال للتخلّى عن هذا الدرس التاريخي .
فى المدّة الأخيرة ، قدّمت نظرة عن إدماج مبدأ السماح بالمعارضة ، و السماح بالمواقف التى يدافع عنها غير الشيوعيين فى المجتمع الإشتراكي . إنّها تنادي بالمشاركة و المبادرة النشيطتين لقطاعات واسعة من الجماهير و الفئات الوسطى، حتى إذا لم تنتمى إلى الإيديولوجيا الشيوعية ، أو يمكن حتى أن تعارض مظاهرا من خطّ الحزب و سياساته. هذا صحيح. لكن بالنسبة لكافة الدعاوى المقدّمة ، ليس هذا بالشيء الجديد . فأفكار مماثلة حول السماح بتنافس الأفكار المتعارضة قد تضمّنها عمل ماو الريادي " حول المعالجة الصحيحة للتناقضات صلب الشعب" حيث تتمّ المحاججة من أجل أساسه الفلسفي و السياسي. لقد أرسى قاعدة ندائه الشهير " لتزدهر مائة زهرة و تتنافس مائة مدرسة فكرية ". و حدود التطبيق الفعلي لهذه السياسات هي الأخرى جزء من التجارب التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا التى تجب معالجتها بالملموس؛ أي ليس فقط على مستوى المقاربة و المنهج لكن أيضا بمعنى نظام الدولة . و لم يكن الصراع الإيديولوجي كافى ليجعل الهجوم اليميني الذى شنّ خلال خمسينات القرن الماضي فى الصين يتراجع بينما يتمّ الإبقاء على إزدهار مائة زهرة . كان من اللازم أن تستند إلى ممارسة دكتاتورية البروليتاريا .(8) وقد صار هذا هيّنا بفعل الموقع القيادي للحزب فى نظام الدولة .
ولنتذكّر نقد روزا لكسمبورغ للبلاشفة لمنعهم المعارضة. بالتأكيد كانت على حقّ فى لفت النظر إلى خنق الحياة السياسية فى ظروف منع المعارضة . لكن ، فى ظروف معينة ، التمسّك بهذا كمسألة مبدئية سيقود إلى تحطيم الدولة البروليتارية الجديدة الناشئة . و عرف موقف لينين حول ممارسة دكتاتورية البروليتاريا عبر الحزب تبدّلا نسبة لموقفه السابق الذى كان يقبل بإمكانية وصول المعارضة للحكومة بكسب الأغلبية فى السوفياتات . و قد إضطرّ إلى ذلك جراء الصراع الشرس ضد خطر الثورة المضادة .
فى إطار مغاير و فى علاقة بمسألة تشريك الجماهير فى تصريف الدولة ، كان على ماو أيضا أن يتخلّى عن الكمونة. و مع ذلك ، كان مبدأ كمونة باريس للإقتراع لتشكيل الأجهزة الجديدة للسلطة أحد النقاط المركزية من " قرار ال16 نقطة " الذى كان يرشد الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى . و هذا يشير إلى تناقض حقيقي سيكون على الحزب الشيوعي فى السلطة أن يواجهه ، التناقض بين توجهه و تطبيقه الملموس فى شتى الظروف . إنّه ينبع من التناقض بين المهمّة الوحيدة لدولة البروليتاريا وهي إيجاد ظروف إضمحلالها الخاص و ما تشترك فيه مع كافة الدول كأداة للقمع. يجب معالجة هذين المظهرين معا .
و الموقع القيادي للحزب الشيوعي هو بالفعل المراقبة الحيوية للسلطة السياسية ، بمعنى أن الأحزاب الأخرى مستبعدة من مراقبة الأدوات الحيوية للدولة . و هذا صحيح حتى حين تتمّ ممارسة السلطة بجلب المزيد و المزيد من الجماهير إلى تسيير الدولة و ظروف إضمحلالها تلقى التشجيع. و المخاطر المتربّصة ظاهرة هي الأخرى . و إلى جانب العناصر البرجوازية الجديدة و القديمة التى ستلتحق بصفوف الحزب الشيوعي الحاكم،و فساد المتاع البيروقراطي الناجم بطريق الحتم عن أي دور مؤسساتي سيدفع أيضا بعيدا عن هدف التقدّم نحو الشيوعية . لقد كان كلّ من لينين و ماو واعين بهذا و حاولا تطوير الهياكل و المناهج لمعالجته . و علينا أن نتقدّم أكثر فى هذا الإتجاه لسببين إثنين ، إحداهما هو الحدّ من ما لا يمكن تجنبه من تصلّب و بيروقراطية الناجمين عن الدور القيادي المؤسساتي للحزب ، و الآخر هو إعداد الظروف الأنسب للشيوعيين و للجماهير الثورية لتصارع من أجل إعادة تركيز الإشتراكية فى حال إفتكاك اتباع الطريق الرأسمالي للسلطة .
و بهذا المضمار ، صحيحة هي بعض المواقف المقدّمة حول تسليح الجماهير و خطوة مدوّية إلى الأمام ، حتى ولو أنّها لن تكون الحلّ الوحيد . فى وضع عالمي معيّن ليس بوسع الدولة البروليتارية أن تعيش دون جيش دائم . بيد أنّ التجارب إلى حدّ الآن، قد بيّنت أهمية إيجاد أفضل الظروف لمقاومة أو خوض ثورة مسلّحة شديدة ضد الإنقلاب الرأسمالي . كذلك ثمة درس هام آخر هو تطوير مناهج أفضل للإبقاء على اللون الأحمر للجيش الشعبي ، على غرار إبقائه ضمن الجماهير. و ليس بلا سبب أن مثل هذه الخطوات قد تصدّى لها و بشراسة أتباع الطريق الرأسمالي فى الصين ؟ و المقارنة بين الجيش الأحمر السوفياتي ، لا سيما بعد ثلاثينات القرن العشرين ، و النموذج الذى كان ماو يحاول تطويره بالإعتماد على تجربة يانان ، معروفة أيضا. و هذا يحذّرنا من الإستهانة بأهمية مثل هذه السياسات بالتشديد كثيرا على ضرورة تحسين إحترافية الجيش الدائم .
هذا من جهة ، و من جهة أخرى ، لا تتلاءم المقترحات بالسماح لأحزاب أخرى بالتنافس مع الحزب الشيوعي من أجل سلطة الحكومة مع الدروس التاريخية المريرة. و أتباع الطريق الرأسمالي ، المرتبطين حتما بالإمبريالية ، لن يحترموا أبدا الدستور الإشتراكي عندما يبلغون السلطة. و كذلك يسمح تداول قطاعات من الحزب على مواقع السلطة بمراقبة البقرطة لكن ماذا عن خطّ الذين يمارسون السلطة أو الذين أتى دورهم للقيام بذلك ؟ هل يجب على الذين لهم خطّ خاطئ أن يحصلوا على دورهم أيضا كمسألة مبدئية ؟ و من سيتحكّم فى الجيش ؟ فى ما يتصل بنظام الدولة الإشتراكية ، جوهر المسألة هو الدور القيادي المؤسساتي للحزب الشيوعي . و مثلما أشرنا إلى ذلك أعلاه ، كان هذا نتاج ظروف ، و لا وجود لشيء فى الماركسية مفاده أنّ هذا هو الحلّ الوحيد. لكن ، طالما ظلّت هذه الظروف قائمة ، ينبغى على الماركسية أن تأكّد على شيء واحد – يجب على المبادرة الجديدة أن تقدر على التعاطي مع الدوافع التى جعلت ضروريّا هذا الدور للحزب الشيوعي فى نظام الدولة الإشتراكية .
لقد هزمت الكمونة نظرا لضعف مركزيتها . و فى حين عالجت الثورة الروسية هذا ، فإنّ هزيمتها فى النهاية أبقت لنا درس أنّ المركزية عبر الحزب ليست الجواب الشامل. وهو شيء حاول ماو تسى تونغ التعاطي معه خلال بناء الإشتراكية فى الصين – فى تسيير الدولة و التخطيط و منع إعادة تركيز الرأسمالية. و علينا أن نتقدّم إنطلاقا من ذلك . إلاّ أنّه علينا أن نقوم بذلك دون نسيان الدروس التاريخية و دون تجاهل الحاجة إلى تكريس المقاربة الصحيحة بالبحث عن هياكل للدولة البروليتارية تكون أفضل و أنسب . فكافة أشكال الحكم البروليتاري المعروفة إلى الآن ، الكمونة و السوفيات و اللجان الثورية ، أطاح بها التقدّم العاصف للجماهير الثورية الصانعة للتاريخ . و سيكون هذا صحيحا أيضا فى المستقبل . و الهزائم التى مُنيت بها الإشتراكية قد ألهمت الماويين لتسلّق قمم جديدة . و الموجة الجديدة من الثورة بالتأكيد ستنشأ أشكالا أجدّ و أفضل لدكتاتورية البروليتاريا ، أكثر تقدّما من السوفياتات و اللجان الثورية . ستوجد أشكال جديدة أقدر على ممارسة الدكتاتورية الشاملة على البرجوازية بجلب الجماهير إلى تسيير الدولة و تسليحها لإيجاد بحر من الجماهير المسلّحة .
1- أنظروا " نبذ وجهات نظر اللجنة المركزية لإعادة التنظيم ، الحزب الشيوعي الهنجي (الماركسي – اللينيني) حول الخطّ العسكري"، " رعد الربيع " عدد 1، 1998، من أجل نقد لتطوّر إنحرافات اللجنة المركزية لإعادة التنظيم ،الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي – اللينيني ) . و قد وقع نشر مقتطف من هذا المقال فى " عالم نربحه" عدد 26 ، ص 78-88 . و أنظروا أيضا " الديمقراطية ، أكثرمن أي زمن مضى ، بوسعنا و ن واجبنا أن ننجوز أفضل من ذلك" ، بوب آفاكيان ، " عالم نربحه" عدد 17 ، من أجل جدال ضد وثيقة اللجنة المركزية لإعادة التنظيم : " حول الديمقراطية البروليتارية " .
11- " خطاب فىندوة الحزب الشيوعي الصيني الوطنية حول أعمال الدعاية " ، ماو تسى تونغ ، الأعمال المختارة ، المجلد الخامس ، منشورات بالغات الأجنبية ، بيكين 1977، ص 434 .
5- " الإيديولوجيا الألمانية "، ص 65-66.
12- أنظروا " القتال من أجل تركيز الماوية " ، آجيث ، نكسلباري عدد@ . ويمكن مطالعته على الأنترنت على الرابط :
www.briefcase/naxalbari_in/yahoo.co.in.

7- " ضد دوهرينغ" ، ف. إنجلز ، منشورات باللغات الأجنبية ، بيكيكن ،1976، ص 134 - 135.
8- " نقد برنامج غوتا " ، كارل ماركس ، الأعمال المختارة ، ص 10.



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقاش الراهن حول نظام الدولة الإشتراكية - ردّ من الحزب الشي ...
- الماوية تنقسم إلى إثنين: نظرتان متعارضتان لنظام الدولة الإشت ...
- رسالة إلى الأحزاب و المنظمات المنتمية إلى الحركة الأممية الث ...
- بيانان مشتركان لغرّة ماي 2011 و 2012 صادران عن أحزاب ماوية
- خطّان متعارضان حول المنظّمة الماوية العالمية .
- الإشتراكية و الشيوعية - الفصل الثالث من-مقتطفات من أقوال الر ...
- المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب - الفصل الرابع من- ...
- الحزب الشيوعي- الفصل الأوّل من -مقتطفات من أقوال الرئيس ماو ...
- الطبقات والصراع الطبقي- الفصل الثاني من-مقتطفات من أقوال الر ...
- مقدّمة - الماوية تنقسم إلى إثنين-. - الماوية : نظرية و ممارس ...
- بصدد الثورة الثقافية : ملحق كتاب- مقتطفات من أقوال الرئيس ما ...
- الجزء الثاني من -مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ--الماو ...
- ( مزيدا من فضح طبيعة - النموذج التركي - الرجعية ) - النساء و ...
- الجزء الأوّل من كتاب -مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ- ...
- التنظير لسياسة - النسوية الإسلامية - شهرزاد موجاب
- مقدمة :الماوية : نظرية و ممارسة - 12 - كتاب مقتطفات من أقوال ...
- أنور خوجا و مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا مقتط ...
- أنور خوجا و مسار الثورة الصينية مقتطف من- فى الردّ على الهجو ...
- أنور خوجا و الجدلية مقتطف من- فى الردّ على الهجوم الدغمائي - ...
- أنور خوجا و بناء الإشتراكية فى الصين . مقتطف من- فى الردّ عل ...


المزيد.....




- نا ب? ?اگواستني حزب و ??کخراو?کاني کوردستاني ئ?ران ل? ئ?ردوگ ...
- الاحتجاجات ضد الكهرباء تتصاعد والشيوعي يحذر من قمع التظاهرات ...
- ماذا لو انتصر اليسار في فرنسا ؟؟
- مباشر: وقفة احتجاجية أمام البرلمان للتنديد بالإبادة الجماعية ...
- عائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري تحتج ب ...
- لبناء التحالفات شروط ومبادئ
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 561
- الفصائل الفلسطينية تحيي ذكرى مرور 40 يوم على استشهاد الرئيس ...
- غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي ...
- بعد قانون مثير للجدل.. شاهد لحظة اقتحام متظاهرين غاضبين للبر ...


المزيد.....

- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى
- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - نظام الدولة الإشتراكية - آجيث ، الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي- اللينيني) ( نكسلباري)