|
حوار متمدن وعلمي وديمقراطي
محمود يوسف بكير
الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 20:42
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
قبل تشرفي بنشر مقالاتي في موقع الحوار المتمدن كنت انشرها في مواقع اخرى لا يتسم العمل فيها بالمنهجية المؤسساتية، فما ان تعبر عن رأي مخالف لرؤية القائمين على الموقع حتى يفاجئك رد مثل " ان موقعنا لا ينشر مثل هذه الاراء أو الهواجس" كما حدث معي عدة مرات ، أو تفاجأ بحذف اجزاء من مقالك دون ابلاغك بهذا مقدماً. وأنت هنا امام خيارين فإما ان تنشر على هوى القائمين على الموقع وتفقد استقلالك الفكري وإما ان تمنع من الكتابة ، والخياران مؤلمان ولكن اقلهما الماً في هذه الاجواء هو ان تمتنع عن الكتابة طواعية حسب تجربتي الشخصية.
وكانت مصادفة سعيدة منذ نحو أربعة أعوام عندما ابلغني الأستاذ نادر قريط وهو واحد من الكتاب البارزين في موقع الحوار بوجود موقع اسمه الحوار المتمدن ينشر بحرية مطلقة للكتاب من اصحاب التوجهات الفكرية الليبرالية والعلمانية وهؤلاء كما هو معروف ممنوعون من النشر في معظم الدول العربية، وقال لي -اي الاستاذ نادر- انه بدأ بالفعل في نشر مقالات له في الحوار بعد مواجهة له مع مدير احد المواقع التي كان كلينا يكتب لها وقررنا التوقف بسبب التدخل السافر لهذا المدير .
وبعد اول زيارة لي لموقع الحوار ادركت انني امام موقع يدار بشكل احترافي ومؤسساتي وان المشرفين عليه يتمتعون بآفاق متسعة وعقليات منفتحة ومتسامحة مع كل الاراء وهو نهج غير مألوف في عالمنا العربي للأسف.
والآن وبعد عدة سنوات من التعامل مع الحوار المتمدن قراءة وكتابة أود ان اسجل الانطباعات التالية :
• أن الحوار المتمدن قد فتح نافذة كبيرة للفكر الليبرالي والعلماني المستنير استطاع عدد هائل من المعتنقين لهذا الفكر الإطلال من خلالها على العالم العربي لتصحيح الكثير من سوء الظن وانعدام الفهم لهذا الفكر الذي يمكن ان يساهم في نهضة العالم العربي من كبوته الحالية وتراجعه المستمر بسبب رغبة اصحاب الفكر الديني الظلامي في فرض معتقداتهم التي لا تقبل النقد أو التحليل أو حتى النقاش، والحوار المتمدن بهذا قد نجح في تحطيم قيد كبير على الفكر والعقل العربي وبالطبع فإن التغيير المنشود يحتاج إلى وقت طويل وتضحيات كبيرة كما حدث في اوروبا قبل شروق فجر النهضة.
• ان الحوار المتمدن قد اصبح كنز معرفي ومنارة علمية لا يوجد مثيل لها في العالم العربي وذلك بما يضمه من كتاب وباحثين يمثلون صفوة الفكر في العالم العربي وبما يحتويه من دراسات ومقالات وأبحاث وترجمات. والفضل في هذا يرجع الى ان مؤسسي ومديري الحوار المتمدن ـ الذين لا اعرف احداً منهم ـ قد قاموا بتصميمه وإرساء مبادئه على المنطق والواقع الحياتي والتاريخي الذي نلمسه جميعا والمتمثل في أن للحقيقة أوجه عدة والوصول إليها يمكن ان يتم عبر طرق مختلفة وليس طريقاً وحيداً كما تشترط المرجعيات الدينية .
• لقد اتاح هذا الموقع للعديد من المواهب الشابة في جميع انحاء العالم العربي الفرصة لإطلاق طاقاتها الفكرية في شتى المجالات دون اي قيود ، بل وأتاح لها فرصة نادرة كي تنال حظها من النقد والتعليق والتقييم من ألاف القراء من جميع انحاء العالم. والحقيقة انني أسعد جداً بالقراءة لهذه المواهب واعلق على ما أقرأه ما وسعني الوقت ، والحوار المتمدن يستحق الشكر والتقدير من هذه المواهب الشابة على كل هذه الخدمات التي لا تقدر بثمن .
• ومن جانبي فإنني أقر بأن الحوار المتمدن قد اتاح لي الفرصة لتكوين صداقات كثيرة مع مجموعة كبيرة من المفكرين والباحثين والقراء الذين لم التقيهم في حياتي ومع هذا أصبحت أتواصل معهم بشكل دائم وقد تعلمت ولازلت اتعلم منهم الكثير وأنا في غاية الشكر والعرفان للحوار المتمدن على هذا .
• إن الحوار المتمدن لم يتوقف عند عالم الفكر والسياسة والاقتصاد والفلسفة والأدب والتاريخ وغيره بل انه فتح ايضاً ملفات هامة في مجال حقوق الإنسان والعمال والمرأة والأقليات وغيرها في العالم العربي لم يجرأ أحد على تناولها بهذا القدر من الصراحة والحيادية .
• وأخيراً فإنني أود أن اشكر إدارة الحوار على سماحها بعودة نظام التعليقات من خلال الموقع، والحوار المتمدن هنا يضرب مثلاً طيباً في الديمقراطية فما ان لاحظت الإدارة ان اغلبية القراء والكتاب تطالب بهذا حتى استجابت لهم رغم ما في هذا من متاعب ومزيد من الجهد والوقت والموارد وهنا فإنني أود ان انبه إدارة الحوار الى وجوب عدم الانشغال كثيراً بالتعليقات غير المهذبة التي ترد من بعض القراء من وقت لآخر فهذه طبيعتنا كبشر ولن نبلغ الكمال أبداَ . ولكن ما يستحق الاهتمام به بالفعل من جانب الادارة هو ضمان ان يستمر هذا الموقع في سياساته ونهجه الحالي بغض النظر عن اي تغييرات إدارية من خلال التخطيط للمستقبل بما يضمن الاستقرار الإداري وهو ما نسميه في عالم المال والاقتصاد بال Succession Planning
تحية من القلب وشكرا من الأعماق إلى مؤسسي ومديري وكل العاملين بموقع الحوار المتمدن والمتميز على جهدهم الكبير في إدارة وصيانة وتطوير هذا الموقع الكبير والرائد وكل عام وانتم بخير والمزيد من التألق والانتشار.
#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المنهج التبجيلي واستحالة تأصيل الفكر الديني
-
مستقبل الرأسمالية - قراءة نقدية لكتاب جديد-
-
الإله والإنسان
-
من المسيء للإسلام؟
-
الإسلام والربيع العربي
-
كيف تحكم مصر الآن
-
عندما تتحول الثورة إلى مهزلة - الجزء الثاني
-
عندما تتحول الثورة إلى مهزلة- الجزء الأول
-
عادل إمام مبدع الزمن الرديء
-
تأملات فلسفية في أحوالنا العربية
-
إلى مؤيدي الأسد: انتبهوا إنه يقودكم إلى خراب مؤكد
-
فضيحة في ساحة القضاء المصري
-
أصل الحكاية عسكر وحرامية
-
الإخوان ومستقبل الثورة في مصر
-
أرخص إنسان على وجه الأرض
-
الثورة المصرية والرقص على السلم
-
مصر ما بين فقدان الذاكرة وعدم الوعي
-
العسكري يقود مصر إلى الخراب
-
أردوغان يفجع الأحزاب الإسلامية في العالم العربي
-
من مفارقات الرؤساء العرب
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|