احمد سعد
الحوار المتمدن-العدد: 1140 - 2005 / 3 / 17 - 12:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من المتعة بمكان ان يستمع الانسان الى احاديث المناضلين الشيوعيين القدماء. وفي بلدتنا الثانية بعد النكبة والتهجير لم يبق، للاسف، منهم على الساحة النضالية سوى عدد اقل من عدد اصابع اليد الواحدة، والممتع في احاديثهم انهم يربطون بشكل لبق بين عصارة تجارب ودروس الماضي وبين مدلولات قضايا الوضع السياسي الراهن.
التقيت صدفة في نهاية الاسبوع الماضي بأحد هؤلاء المناضلين القدماء، الرفيق "ابو يوسف" ومن حديث الى حديث توصلنا الى طابع "المفاوضات" الاسرائيلية – الفلسطينية وآفاقها.
لا أعرف لماذا ابو يوسف بدأ يقلب صفحات من تاريخ الحزب في بلدنا، ظننت في البداية ان قطارالعمر قد اوصل ابو يوسف الى محطة الخرفنة! قال، حزبنا مثل النهر الجاري، يواصل جريانه ولكن يسقط على ضفافه وعند العوائق عدد من السابحين من قصيري النفس. حتى اوائل الستينيات كان في فرعنا رفيق "مغلّب سمانا" معارض مطلق لكل شيء، مجبول من المعارضة لكل شيء، اعند من تيس الماعز في معارضة حقائق ساطعة كالشمس. نقول له ثور يقول إحلبوه، نقول له دجاجة، يجيب "عنزة لو طارت"! والانكى من ذلك، انه في عدة اجتماعات كان المحترم يقدم آراء واقتراحات وجيهة ومنطقية، وعند التصويت كنا نؤيدها بالاجماع اما المحترم فيرفع اصبعه معارضا!!
تذكرت رفيقنا المرحوم تنظيميا وانا اتابع سياسة تعامل شارون، مع القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وبدون تشبيه بين رفيقنا والجزار شارون، شارون يتحجج دائما ولتبرير مواصلة جرائمه، انه لن يجري اية مفاوضات مع الفلسطينيين ما دام الفلسطينيون يلجأون الى الارهاب والاعمال الانتحارية وتهديد "الامن" الاسرائيلي!! وعندما اجمع الفلسطينيون بمختلف فصائلهم على وقف النار كبادرة حسن نية لافساح المجال امام المفاوضات السياسية، لم يكتف بذلك وواصل جرائم التصفية والقتل والهدم والادعاء ان على القيادة الفلسطينية تفكيك بنية "المنظمات الارهابية" وتجريد فصائل المقاومة، خاصة حماس والجهاد الاسلامي، من السلاح. وعندما قررت حركة "حماس" رسميا المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي وحتى المشاركة في السلطة واجهزتها، أي ان تكون تيارا سياسيا فاعلا وناشطا على الساحة الفلسطينية وانها تشارك في الحوار الفلسطيني المنعقد في القاهرة، كل ذلك لا يلبي رغبة جنرال المجازر والاستيطان الذي يواصل ارتكاب الجرائم!!
ان شارون يختلق التبريرات الواهية بهدف افشال وعرقلة خلق مناخ يلزمه الدخول في مفاوضات سياسية حول مصير احتلاله الاستيطاني. ولكن الدنيا مش سايبة، يلخص ابو يوسف، والشعب الفلسطيني ليس رهينة بايدي المجرمين المحتلين، ولا بد ان تشرق شمس حريته واستقلاله، فالصباح آت لا محالة.
#احمد_سعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟