أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - الشعب الفلسطيني مرارة النكبة واللجوء ومخيم اليرموك الشاهد















المزيد.....

الشعب الفلسطيني مرارة النكبة واللجوء ومخيم اليرموك الشاهد


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 09:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ اغتصاب فلسطين وقيام دولة الكيان الصهيوني في عام 1948، وما ترتب على ذلك من نتائج، بعد المجازر التي ارتطبت بحق الشعب الفلسطيني الذي تم تهجيره من ارضه ودياره، بقي الشعب الفلسطيني قابضا على الجمر وصامدا واستمر في نضاله واطلاق ثورته المعاصرة في العام 1965 ، وهو ما زال حتى هذه اللحظة يواصل مسيرته النضالية برغم كل صنوف العدوان والعنصرية الصهيونية على ارض فلسطين ، بينما يواصل نضاله في اماكن اللجوء والشتات متمسكا بحق العودة الى دياره ، رعم المعاناة الحقيقية في سياسات التي تتبعها الدول العربية المضيفة مع اللاجئين الفلسطينيين الموجودين على اراضيها، في اطار عدم اتاحة الفرصة لتوطينهم على اي نحو، حفاظا على حق عودتهم الى اراضيهم المحتلة، وذلك في اطار اعتبارات المراعاة والتواؤم مع مقتضيات الظروف العربية والفلسطينية، وهو ما وضع الفلسطينيين احيانا بين المطرقة والسندان.
ومنذ اندلاع الثورات العربية كان الموقف الفلسطيني واضح بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية التي يتواجد الشعب الفلسطيني على اراضيها ، وهم اليوم يدفعون ثمن اخر بعد العراق وليبيا في سوريا بسبب موقفهم الوطني الذي اتخذوه بسياسة النأي بأنفسهم عن التورط في الخلافات العربية بوجه عام، وفي تفاعلات السياسة الداخلية للدول التي يتواجدون فيها بوجه خاص، مع رفض كافة الفصائل الفلسطينية لاي تدخل خارجي في شؤون سوريا .
وفي ظل ما تشهده سوريا من تطورات واحداث تدمي قلوب الشعب الفلسطيني وكل شريف وحر في العالم، فكنا نتطلع الى ان تبقى مخيمات الشعب الفلسطيني بعيدة عن اي تورط في هذه المواجهات ، او التعرض لاية عمليات قصف، بأية وسائل، خاصة ان الشعب الفلسطيني في سوريا يحمل كل الخير والتقدير لسوريا العزيزة، دولة وشعبا لما احاطتهم به من رعاية، ويكفي ما يتعرض له الفلسطينيون في الاراضي المحتلة وفي خارجها من معاناة متعددة الوجوه والمستويات.
ان على الجميع ان يعي بان مخيم اليرموك يدفع اليوم ثمن على ما قدمه من كرم الضيافة لاخوانهم السوريين الذين اتو للحماية الى المخيم ، وان حرق وتدمير مخيم اليرموك وتهجير شعبه باعتباره موقع نشوء ونمو وتطور فصائل فلسطينية مقاوِمة كثيرة تكونت بعد أيلول الأسود 1970، ومركز ثقل مقاومة فلسطينية باسلة خاض مقاتلوها معارك ضارية مع أشقائهم في لبنان ضد الاحتلال والاجتياح الصهيوني، وهو المخيم التي يلتقي فيها فلسطينيون وسوريون على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم ويعيشون معًا في وئام تام، إخوة شركاء في كل ما يبني الحياة ويبقيها في تجدد وتألق، ويتمتعون بحقوق وواجبات متساوية مع احتفاظ الفلسطيني بالجنسية الفلسطينية حفظًا لقضية فلسطين وقضية شعبها من الإذابة، وتمسكًا بحق العودة وحق تقرير المصير واقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس.
الدم والدمار والخراب في المخيم الذي كان آمنا وملجأ يقصده باحثون عن الأمن من أحياء قريبة منه ومحيطة به.. لقد دخله الرعب الآن ويفرخ فيه الدم، ويسعى فيه الخراب والدمار ، وتلطخ الدماء شوارعه وبعض جدرانه، فلماذا يزج هذا المخيم الرمز في الصراع الذي ينخر جسم سوريا، وهو البيت الفلسطيني الذي شهد من المعاناة والآلام ما يكفيه منذ 1948 حتى هذا اليوم ، ليس من الحكمة في شيء، ولا من العقل والعدل ومسوِّغات المواجهات الدامية ومقوماتها تلك المستمرة بفظاعة وجنون على الساحة السورية ان تزج الفلسطينيين ومخيماتهم فيها بهذا الصراع الدامي الذي يسيل بؤسا وتعاسة وقصر نظر وقصورا شاملا بكل المقاييس، وليس من مصلحة الفلسطينيين أنفسهم أن يدخلوا حلبة الصراع ، يجب أن يبقى الفلسطيني بمنأى عن هذا الصراع .
ان ما يجري في سوريا هو خطير والرابح بالمطلق هو العدو الصهيوني والقوى الاستعمارية، التي تريد تفتيت المنطقة ونهب خيراتها وثرواتها وشعوبها ، والخاسر اولا الشعب السوري الشقيق ودول المنطقة ، وإن من الحكمة والشجاعة وعظيم المسؤولية والمواقف الأخلاقية والإنسانية.. أن يبادر كل من له دور ونفوذ وكلمة وتأثير على كل طرف من الأطراف المنخرطة في معركة مخيم اليرموك القائمة ، أن يبادر بسرعة وحرص وحسن نية وشرف لوضع حد لهذه المواجهة، وأن يتم إخلاء المخيم من المظاهر المسلحة ، وإن تلك مسؤولية كل الأطراف الفلسطينية ودولة فلسطين والأطراف السورية والعربية والإسلامية والإقليمية، كما هي مسؤولية المنظمات الدولية العليا المسؤولة عن السلم والأمن العالميين وعن حقوق الإنسان.
أن الإدارة الأميركية تريد لهذه المعركة أن تجري وفق ما تشتهي، فلا يشتد كثيراً عود التنظيمات الإسلامية المتطرفة، ويحضر إلى جانبهم بعض الليبراليون، ولو بمقدار، وتريد واشنطن ألا ينهار تماماً الجيش السوري "كما حدث في العراق" هكذا من دون كلمة اعتذار أو حتى أسف، بينما الغلطة كلفت مئات آلاف الضحايا في بلاد الرافدين،وأصبح اللاجئون الفلسطينيون في العراق هدفاً دائماً لقوات الاحتلال الامريكية والميليشيات المتحالفة معها ، والعصابات الإجرامية المتعددة، ما اضطرهم للجوء إلى الحدود مع الأردن، ومن ثم تهجيرهم إلى بلدان الشتات في أميركا اللاتينية، دون أن يشعر العرب من المحيط إلى الخليج بالعار والخزي بعد أن قصروا في حق أهلهم وذويهم، رغم كل الشعارات المزيفة والمواقف الخطابية المتتالية ، ولعل واشنطن تظن العالم استوديوهات هوليوود، وهي تفشل في كل مرة، ولكنها ليست هي من يدفع ثمن الفشل، بل الشعوب والمجتمعات التي تقيم عليها تجاربها، وبإنهاك سوريا إنهاكا تاماً، قد يصعب تخيل النتائج القابلة للبناء عليه منذ الآن، ولكنها بالتأكيد ليست في مصلحة المجتمع والشعب السوريين.
ان الشعب الفلسطيني الذي تعرض لنكبات متتالية منذ هجرته فكان مخيمي النبطية وتل الزعتر عنوان التشرد والتهجير، وكأن على اللاجئ الفلسطيني أن يرتضي بمصيره المحتوم من دون أن تمتد له يد المساعدة، حتى في النطاق الانساني، واليوم ما يجري في مخيم اليرموك من جريمة يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني نتيجة حرصه على سوريا وشعبها حيث يطارد الشعب الفلسطيني القتل دون اي مبرر تعيد مشاهد خروج الفلسطينيين من مخيم اليرموك إلى الأذهان نكبة العام 1948 .
دفع اللاجئون الفلسطينيون فاتورة باهظة نتيجة الصراعات العربية الداخلية، والصراعات العربية العربية على مر التاريخ، وللأسف الشديد فإن الفلسطيني يكون الحلقة الأضعف في هذه الصراعات بحكم هشاشة وضعه ومرجعياته الوطنية، وانعدام الحماية الدولية القانونية له بوصفه لاجئاً.
إن المحاولات التي تبذلها أطراف خارجية وعصابات مأجورة، تسعى لجر المخيمات الفلسطينية إلى المزيد من المواجهات المسلحة في ظل الوضع القائم في سوريا، من أجل طرد اللاجئين، المستفيد الأول منه هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لإلغاء حق العودة.
أن للشعب الفلسطيني قضيته الوطنية وصراعه الأساس وله عدو واحد هو العدو الصهيوني، فيكفي الشعب الفلسطيني ما يلقاه يوميًا على يد الاحتلال من قتل واعتقال ونهب للأرض، وهو يخوض معركته دون أن يجد دعما أو إسنادا فاعلا من أحد.
إن بوصلة الشعب الفلسطيني في الشتات هي حق العودة باتجاه ارضهم وممتلكاتهم في فلسطين، ولا طريق للفلسطينيين سوى العودة الى وطنهم التاريخي مهما تعقدت الظروف وتعاظمت التحديات.
إن وعي الشعب الفلسطيني، لما يجري في المنطقة دفعه الى اخذ قراره الحكيم بسيلسة النأي عن النفس وعدم التدخل في شؤون الدول العربية ، مع حرصه لمساعدة سوريا وشعبها الشقيق من أجل وقف نزف الدماء، وفتح الدروب أمام التغيير الحقيقي في بلد كان ومازال يدافع عن فلسطين وشعبها منذ خروج العثمانيين من بلاد العرب.
من هنا يجب على المجتمع الدولي ، وكذلك الوكالات الدولية المتخصصة كافة، تحمل مسؤولياتهم والتدخل الفوري من اجل وقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات ممنهجه تتعارض مع كافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، كما المطلوب من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين الانروا بالعمل الجاد من حماية اللاجئين الفلسطينين في المخيمات الفلسطينية في سوريا وضمان فتح ممرات انسانية محمية وامنة لادخال المساعدات للاجئين الفلسطينين وتوفير كل ما يلزم لهم في ظل هذة الظروف الصعبه.
ختاما : ان الشعب الفلسطيني في امس الحاجة بالفعل لا بالقول وبالمواقف الصلبة وليس بانصاف المواقف فليرتفع الصوت عاليا من اجل وقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك .
عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرحلة الراهنة والحراك الفلسطيني
- الاعلام ودوره في اللحظة الراهنة
- الخيارات الفلسطينية المستقبلية
- الانتفاضة الاولى رسمت طريق الانتصارات
- الحدث الفلسطيني بعد الانتصارات
- فلسطين والتمسك ببوصلة الانحياز للشعب والوطن والقضية
- الاسير محمد التاج رمز الصمود والتحدي
- فلسطين على خارطة الامم .. وينتظرها الكثير
- فلسطين تنتصر بارادة الاحرار في العالم
- اشلاء اطفال غزة ترسم طريق الحرية
- طلعت يعقوب سيذكرك شعبنا مناضلاً في سبيل حرية فلسطين
- فلسطين تقاوم
- لتكن ذكرى الرئيس الخالد ياسر عرفات مواصلة الكفاح ورفع راية ا ...
- وعد بلفور السبب الرئيسي في تقطيع أوصال الأمة
- وقفة امام واقع اليسار الفلسطيني
- ثقافة الحوار والوحدة في مواجهة الفتنة المذهبية
- فلسطين واستعادة الوعي
- فلسطين قضية تحرر وطني
- اين الشراكة السياسية الحقيقية في الساحة الفلسطينية
- فلسطين بحاجة الى حراك يذهل العالم


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - الشعب الفلسطيني مرارة النكبة واللجوء ومخيم اليرموك الشاهد