أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - الإسلامُ التوحيدي والوطنيةُ














المزيد.....


الإسلامُ التوحيدي والوطنيةُ


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3947 - 2012 / 12 / 20 - 09:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اشتبكتْ المذهبياتُ السياسية مع التطوراتِ الوطنية في البلدان العربية الإسلامية.
في مجيئِها من العصرِ المملوكي حيث هيمنتْ ثقافةُ الدراويش لم تستطع أن تواجه قوى الاستعمار الغربي، المتقدمة وثقافاته المُفكِّكة.
أوسعُ مثالٍ على التفكيك كان التهامُ الإمبراطوريةِ العثمانية آخر شكل للتوحيد الإسلامي العالمي.
كان هذا التوحيدُ هو استمرارية للتوحيد الشكلاني المحافظ النصوصي المغيّبِ لأسسِ التحديث الديمقراطي المؤدي للتخلف والتبعية.
جاءتْ قوى امبريالية قويةٌ ذات قدراتٍ تحليلية تفكيكية اعتمدت علوماً متقدمة، في مواجهة ثقافة تقليدية على المستويين الرسمي والشعبي، فكان الابتلاعُ تدريجياً تمزيقياً لضخامةِ الوليمة، معتمداً على قوى الاقطاع السياسي والديني في كل بلدٍ عربي إسلامي.
الموادُ المذهبيةُ التي مكنتْ من هذا الابتلاع هي الموادُ التي جعلتْ من عامة المسلمين خارج التاريخ، أي قوى مهمّشة متخلفة في أعمالها الزراعية البسيطة والحرفية المختلفة، تواجهُ شراسةَ العالم بثقافة سحرية طقوسية، ومثلت فيها ثقافة الدراويش الشكلَ الشائعَ من المعرفة، فيغدو حل كل مشكلة بالسحر.
قوى الفلاحين والعمال والبحارة والنساء، العامة الملقاة خارج التاريخ كان مطلوباً منها هي بالدرجة الأولى الدفاع عن الأوطان.
كان عليها أن تصلَ إلى المعرفة العلمية والعقلانية والتوحد في هذه الزرائب التي حُشرت فيها عبر القرون ومن خلال هذه المعميات المسماة ثقافة.
الإسلامُ التوحيدي بدا في المقدمة، فلا يمكنُ معرفةَ مذهبيةِ جمال الدين الأفغاني، وشعاراتُ التوحيد هي التي تغلغلتْ في الملايين، وصارت هي القشرةُ الرقيقة فوق المذهبيات المختلفة، وهنا في هذا الزمان التوحيدي المتحمس الوامض كان يمكن أن يدعو حتى ملالي إيران في الثورة المشروطية للعلمانية، وأن يصيرَ الوفدُ موحِّداً بين المواطنين وزعماؤه من تلاميذ الأفغاني.
الإسلامُ التوحيدي أعطى أرضيةً خصبةً للتياراتِ الديمقراطية التحديثية المصنوعة في الغرب أن تجدَ لها تربةً بين المسلمين خاصة.
تتلاقى هنا كلماتُ تحرر جان جاك روسو بالقرآن، ويصيرُ شكسبير عربياً، ومبادئُ الثورة الفرنسية تُكتشفُ أصولُها في الثورة المحمدية.
رغم وجودِ التناقض بين الاستعمار الغربي والعرب والمسلمين عامة لم يظهرْ أي تناقضٍ بينهم وبين الحضارة الغربية الصاعدة. مفكرو هذا الزمن يقولون بضاعتُنا رُدتْ إلينا، ومحمد عبده يقول: الإسلامُ هناك في الغرب، أي تتويجه التحديثي الديمقراطي.
عرف عربُ النهضةِ الجدليةَ المركبةَ للتاريخ الإنساني، ففي زمنِ الثوراتِ التحولية يدركُ الناسُ أن ثمة محطات متعددةً لقطار الحرية الذي لا يتوقف عند محطةِ أمةٍ واحدة، بل أن الأممَ تتبادلُ خبراتها وتضحياتها عبر الزمن، وكانوا يريدون تقديمَ الحرية للبشر عامة وللفلاحين والنساء خاصةً، كانوا يريدون دولَ المواطنة وتقدم كل الطبقات.
هكذا تسلم العربُ خبراتَ الاغريق والمصريين والعراقيين القدامى والمسيحيين واليهود والهنود والفرس، وطوروها بمستوى زمنهم، وقدموها للغربِ المتخلفِ وقتذاك وأستثمرها وطورَها وأعادها إليهم ثانيةً أكثر تقدماً.
فئاتُ وطبقاتُ النهضةِ عبر العصور تصنعُ موادَ الحريةِ والتقدم الاقتصادي العلمي وتقدمها لمن يأخذها من الشعوب، وحسب تطوره الاقتصادي الاجتماعي يفعِّلهَا، فكان تفعيلُ القدامى أقلَّ من الغربيين الحديثين لظروفٍ متطورة عاشها هؤلاء، فكان أن بلغوا بالحريةِ والتقدم أرفع ذروةٍ بلغتها الإنسانيةُ حتى الآن وأمامها الكثير كذلك!
هكذا غدتْ الوطنياتُ العربيةُ والإسلامية الصانعةُ للحرياتِ الوطنية والاستقلالات المختلفة للدول، تشيحُ بوجوهِها عن المذهبيات السياسية، وغدتْ الأحزابُ الوطنيةُ العربية الإسلامية العلمانية مؤسسِّة البرلمانات والصحف الوطنية والمصانع الأولى.
ونجدُ سماتَ الوطنية التوحيدية في كل نشأةٍ للدول، فأسماؤها وهوياتها وأعلامها تجسد لحظات التوحيد التاريخية والتي تفككت فيما بعد حين ظهرت قوى التفتيت ثانية.
المقاربُ للتوحيد يقدمُ إنجازات وقوى التفكيك تمزق وتُدخلُ الناسَ في اضطراباتٍ لا يخرجون منها بسهولة، التوحيدُ توجه إلى الأمام والمذهبياتُ السياسية عودة إلى الوراء.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحافظون أمريكيين وعربا
- المذهبيون السياسيون والقومية
- المذهبيون السياسيون والاستبداد
- الفكرُ الغربي في حقبتهِ الحديثة
- حقبتانِ من الدين
- سلبياتُ التحديثيين والدينيين
- دعْ الإنسانَ حراً
- المنضمون إلى التقليديين
- الطائفيون والهياكلُ السياسية
- مرحلةٌ جديدةُ للريفيين
- الأساسُ الفكري للانشقاق
- الوحدة الأوروبية نموذجا للخليج
- لعبةُ الكراسي الاجتماعية
- الطليعيون والتحول إلى الطائفية
- ثقافة النهضة والتوحيد
- الأمم الكبرى الشرقية والديمقراطية
- ما هوية الأمة؟
- روسيا الاتحادية وتحولاتها السياسية (2-2)
- روسيا الاتحادية وتحولاتُها السياسية (1-2)
- تذبذبُ الإخوان


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - الإسلامُ التوحيدي والوطنيةُ