عبده جميل اللهبي
الحوار المتمدن-العدد: 1140 - 2005 / 3 / 17 - 12:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اصبح من الطبيعي ان يعيش العقل الاسلامي حالات من التخلفِ والجهل في مستنقعات الكذب والاساطير.
يعيش في حالات من الجمود والتعلق بالغيبيات وممارست كل انواع الخرافات المسلية والدجل0
مجتمعات مازالت متعلقة باسطورة (المهدي المنتظر)الاتي من الشرق لينقذ هذه الجماهير المهزومه المقهورة سياسياً واقتصادياً واجتما عياً والخاضعه الى ضغط الهزائم المتتاليه والمحروقة بحشرجات الصوت قائلة(اللهم عجل له الفرج )0
قد يتسأل الواحد منا لماذاتعد الافلام الهنديه اكثر رواجاً في العالم العربي؟
والسبب في ذالك يعود اصلاً الى الدور التي تقوم به هذه الافلام من تحقيق المعجزات بانتصار البطل الخارق واخذه بالثأر للاقوام المهزومه
تاريخٌ طويل من القمع والسلب والنهب استصاغه العربي كوجبة يوميه دائمه ليضرب بعضه بعضا وليتامرواعلى بعضهم ممهدين الارضية الخصبه للطغاةوالظلمه للا ستيلاء على مقاليدالحكم,وتحت ضغط كهنوت رجال الدين الذين يؤسطرون امجاد الماضي ويطالبون الجماهير المقهوره الى اتمسك بالايمان والدعاء كما كان يفعل السلف الطالح صاحب الانجازات والخوارق الاسطوريه والانتصارات المتتالية000
في الوقت الذي تعي فيه هذه الجماهير وضعها المزري والمتردي فتلجاء الى وسيلة الانكفاء على الذات (ما عندنا يكفينا)وتجتر الماضي واخبار السلف علهم يجدون فيها متنفساً يريحهم من الشعور بالهزيمه وعدم القدرةعلى المواجهه 00
فوق هذا كله مازال شبح التكفير يسيطر عليهم فتجدهم ينفرون من هذا وذاك في محاولة نبذه واحتقاره كردة فعل يتخذونها لتخفيف من مشاعر التخلف والانحطاط00
ان التعرف على المقاصد الشرعيه المتزمته عند السلفيه يصور الكيفية التي يشتغل بها العقل المسلم لتجاوز ازماته ,فتراه يعد هذه الازمات الى ضعف الايمان وعدم التمسك بالشريعة على منهج السلف الطالح الاسطوري 0وهو غير ملام في ذالك مادام خاضعاً لمنطق الوعظ الافلاطوني الذي يصبه رجال الدين على رؤس الناس البسطاء لتخدير عقولهم وشلها عن معرفة اسباب التخلف والانحطاط
وهذه اشارة لما سبق إلتقطناها من الفقه السلفي للدخول على التصورات السخيفه المستحيلة الحدوث والتي امتلاءت بها كتب الفقه في العصر
العثماني مثل :0
ماحكم من جاع في الصحراء ولم يجد الا جسد نبي من الانبياء هل يجوز له الاكل منه؟
ماحكم رجل وقع على نعجة حملة منه وولدت انساناً ,فكبر ذالك الانسان وصار امام جماعة وصلى بالناس في يوم عيد الاضحى فهل لهم
ان يضحوا بالامام الذي صلى بهم باعتبار أن امه نعجه وهل يصح أن يكون من الاضاحي ؟
يقول الفقيه
يجوز ذالك ويجزيهم1
ما حكم رجلاً دخل بطن امرأه من اسفل فهل يجب عليه الغسل ام لا ؟؟؟؟
فأجاب الفقيه قائلاً
إنه لو دخل من رجليه وجب عليه الغسل ,اما اذا دخل من جهة راسه فلا غسل عليه ,على الا حوط.(وجوباً ام استحباباً)0
المهم هو أن التدين السلفي حول العبادات الى تدين سطحي وحول الاخلاق الى مستنقع من النفاق والكذب والتدجيل,ونحن مشهورين بين كل الامم بكل ما يشين بسبب ذالك 0
ايضاً 00لسنا في مجال التفصيل فهذا يحتاج الى بحث مستقل ومتكامل ولا كن حتى لا يفلت منا المو ضوع 00 على كل حال
اما الايات الدفاعيه اللتي يلجاء اليها المسلمون في تخفيف الظغط النفسي لا تتعدى حدود الدعاء لذالك فقد اعتاد بعض الخطباء عقب صلاة الجمعه الى شن حملة غاضبه من الادعيه الى الله بان يهلك اليهود والنصارى 0 مجذرين الكراهية والعنف ونبذ الاخر والتكفير 0
ولاكن وبعد احداث الحادي عشر من سبتمبر استطاعت الولايات المتحده اخضاع الحكومات العربيه على حذف هذه الادعيه السخيفه
التي تجذر الاحقاد وقد استجاب رجال الدين لذالك رغما عن انوفهم ولم يكن الاجدر بهم ان يعلمو الناس أن الاسلام دين محبة ورحمه لادين كراهية وعنف
لابد من أن يسلكوا سبيل الحوار اي الا عتراف بالاخر والاعتراف بحرية في الاختيار بعيداً عن تكفير بحجة البعد عن الدين 0
لا نريد هنا أن نهزأ بعقول الناس البسطاء فهذه وسيلتهم الدفاعيه الوحيده التي يمتلكونها في مو اجهة الشعور بالهزيمة والاذلال 0
يجب أن نعترف بأن الذل والخنوع قد زاد عن حده في المجتمعات الاسلاميه بعدة اوجه وما ساورده هنا من حواريه جرت بين الدكتور/فرج فوده مع احد المتزمتين الاسلاميين خير شاهداً على ذالك 00000
لقد كان السلفيين في فترة من الفترات يحاربون السياحة الداخليه بحجة ان السياح يا تون بالبدع وينقولون الحضارات المنكره ويضيقون الموادر وياتون بما لم يعرفه السلف الصالح من الدولارات والفنكات والمركات لان ما عاد الدينار والدرهم فهو بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلالة في النار 0
فسأل الشيخ عن الحل البديل لمثل هذه الامور فاجابه الشيخ قالاً
اتدري مالذي يدفع الناس الى السياحه لا شك من انه اكتاب النفوس وضيق الصدور , واذا ضاقت الصدور فعليكم بزيارة القبور وما على ))
المؤمن اذا ضاق صدره واكتابة نفسه الا ان يذهب الى زيارة المقابر ,فهناك العبرة والموعظه والسياحة الا يمانيه , وسوف يعود بأذن الله منشرح الصدر مجبور الخاطر مكسرور االنفس مقبل على الحياة كل الاقبال , هذا هو المجال الاول للسياحة الداخليه اما المجال الثاني فيحتاج قبل تو ضيحه بان نعترف بان الحضاره الوافده قد اتت بالبدع فانستنا انفسنا وانستنا الله ودفعتنا الى ان نتخلى عن تقاليدنا وان ناخذ بعادات الغرب وتقاليده وقيمه الفاسده , انضر معي ايه الاخ الكريم الى مالم نعرفه ويعرفه السلف الصالح من دورات المياه
قد تتصور انها نعمه ولكنها نقمه بسبب ما تنفقه الدولة على المجاري بكثير من المليارات يفوق عائد السياحه الذي نتحدث عنه ؛
ان قضاء الحاجة في الخلاء بجانب توفير ما ينفق يمثل رياضه وسياحه يوميه فانت تمشي حتى الخلاء الذي لابد ان يكون بعيد اً جداً او منعزلاً وانت تتوجه في قضى حاجتك بالوجهة الصحيحيه وانت تمارس الرياضة ذهاباً واياباً ,,فان كنت واحدك فقد صح البدن وان كنت
مع مجموعة فقد صحت النفس وما اروع السياحة حين تاتي بصحة النفس والبدن معاً ))0
فما تسمي ذالك اخي القارىء وما تعليقك عليه وتحت اي بند من بنود السياحة تندرج زيارة القبور وقضاء الحاجة في الخلاء 0
ما سبق كان مجرد اشاره وعرض لاسلوب تفكير لا يدعو للابتسام بقدر ما يدعو الى للرثاء0
لذا الم يحن الوقت الى ان نعيد حساباتنا في التعامل مع حقائق الحياة بطريقه اكثر علميه ومراجعة الماضي الاسطوري الذي يضخم لنا ذاته بعيداً عن الواقع 0 الم يحن الوقت لترك سفاسف الامور هذه وتحميلها مسؤلية خطيره وتحذير الناس البسطاء من عواقبها الوخيمة عليهم 00
الم يحن الوقت للعقل العربي المسلم بان يتحرر من الاساطير والاوهام مستدركاً حقيقة الواقع والعصر الذي يعيش فيه 0
لقد خلق الله للبشر عقلاً ليستخدموه وسيلة في سبيل سعادتهم , وهو بموجبه لن يعطل هذه النعمه ما دام قد انعم بها على عباده لم يخلق لهم عقلاً يقول لهم كونوا على ما كان عليه السلف (المناطح) فهو لم يخلق عقلاً يهودياً ولا عقلاً مسيحياً ولا عقلاً اسلامياً ولا بوذياً ولاعقلاً سنياً ولا شيعياً 0000بل خلق عقلاً واحداً يتصف به كل البشر
فلا تحبسوا العقل في قماقم المذهبيه ولا تعطلوا قواه وقدراته 00ولا تجعلوا له حدوداً تاسرونه بها 0
فالعقل له دور يجب ان يلعبه في طريق الوعي والادراك والو صول بالانسان الى اعلى المراتب والرقي 000000000000000
#عبده_جميل_اللهبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟