لم لا يحتفل البعض بعيد الميلاد ؟

مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 20:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

حول العالم, يحتفل نحو بليونى شخص بعيد ميلاد يسوع المسيح فى 25 كانون الاول (ديسمبر). فى حين يحتفل به اكثر من 200 مليون فى 7 كانون الثانى (يناير). لكن ملايين غيرهم يختارون عدم حفظ هذا العيد اطلاقا. لماذا ؟
قد يكون البعض منهم غير مسيحيين, كايهود والمسلمين والهندوس والشنتويين مثلا. كما يجد اخرون, كالملحدين واللاأدريين وذوى الفكر الحر, ان الميلاد ليس سوى رواية خرافية.
لكن الامر المدهش ان عددا لا يستهان به من الناس يؤمنون بيسوع, وفى الوقت عينه يرفضون التقاليد المتبعة فى موسم الميلاد. وذلك مرده الى اربعة اسباب على الاقل.
اولا, انهم لا يؤمنون ان يسوع ولد فى كانون الاول (ديسمبر) ولا فى كانون الثانى (يناير). فاتلكتاب المقدس لا يذكر تاريخا محددا لهذا الحدث, بل يكتفى بالقول : كان فى تلك الكورة عينها رعاة يعيشون فى العراء ويسهرون فى هزع الليل على رعيتهم. واذا ملاك الله وقف بهم وقال : " ولد لكم اليوم مخلص, هو المسيح الرب ". - لوقا 2 عدد 8 - 11.
وثمة وقائع تشير ان يسوع ولد نحو بداية شهر تشرين الاول (اكتوبر). حين يكون الرعاة وقطعانهم قادرين بعد على قضاء الليل فى الحقول. اما خلال شهرى كانون الاول (ديسمبر) وكانون الثانى (يناير), فالريف المحيط ببيت لحم يشهد البرد الاشد فى السنة. لذلك لا تترك القطعان فى الحقول اثناء هذه الفترة, بل تؤوى ليلا الى الحظائر اتقاء من البرد.
والسبب الثانى هو ان المناسبة الوحيدة التى اوصى يسوع اتباعه ان يحتفلوا بها هى ذكرى موته, لا ولادته. لوقا 22 عد 19 و 20. واللافت ايضا ان انجيلى مرقص ويوحنا كليهما لا يأتيان على ذكر ولادة يسوع.
اما السبب الثالث فهو عدم وجود اى دليل تاريخى على ان المسيحيين الاولين احتفلوا بولادة المسيح. غير انهم فى الواقع احيوا ذكرى موته. (كورنثوس الاولى 11 من 23 - 26) ولم يكن الا بعد مرور اكثر من 300 سنة على ولادته ان العالم المسيحى بدأ يحتفل رسميا بعيد الميلاد. وتجدر الملاحظة انه فى اواسط القرن السابع عشر اصدر البرلمان فى انكلترا قرارا يحظر الاحتفال بعيد الميلاد, وكذا محكمة ماساتشوستس العامة فى الولايات المتحدة. لماذا ؟ يقول كتاب المعركة من اجل عيد الميلاد : " لا دليل من التاريخ او من الكتاب المقدس يبرر تحديد يوم ولادة يسوع فى 25 كانون الاول (ديسمبر) ". وبضيف الى انه بالنسبة الى المصلحين البيورتانيين, " لم يكن عيد الميلاد سوى احتفال وثنى فى زى مسيحى ".
يأتى بنا ذلك الى السبب الرابع, ألا وهو الجذور البغيضة لهذا العيد. فهى تعود الى روما الوثنية والمراسم الاحتفالية المشتركة التى كانت تقيمها تكريما لاله الزراعة زحل واله الشمس سول انفكتس, او مثرا. كتب عالما الانثروبولوجيا كريستيان راتش وكلوديا ايلينغ اللذان وضعا كتاب عيد الميلاد الوثنى : " على غرار العديد من تقاليد ومعتقدات ما قبل المسيحية, بات الاحتفال القديم بعودة الشمس السنوية مكرسا لميلاد المسيح ".
بناء على ما تقدم هل اتضح لكم لم لا يحتفل المسيحيون الحقيقيون بعيد الميلاد. فاذا سمعتم ان احدا منهم لايحتفل بهذا العيد, فلا تستغربوا.

#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات