|
حول التحديات والمهام الفلسطينية الراهنة
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 14:06
المحور:
القضية الفلسطينية
بعد الانتصار التكتيكي الكبير ، الذي حققته المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الأخير على قطاع غزة ، وبعد الانجاز الذي تحقق في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، بقبول فلسطين " دولة غير عضو" بالضد من الإرادتين الإسرائيلية والأمريكية ، ينبغي المراكمة ، على هذين المتغيرين وتثميرهما إن على صعيد استعادة الوحدة الوطنية ، أوعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي. و كان لافتاً عقد اجتماع موسع للقيادة الفلسطينية ، بحضور ممثلين عن كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي ، لبحث التوجهات المطلوبة في مواجهة الغطرسة الاستيطانية ، التي تمثلت في مصادقة رئيس وزراء العدو على مشروع بناء (3000 ) وحدة استيطانية في منطقة ( E1) الفاصلة بين مستعمرة " معاليه أدوميم " وبين القدس الشرقية ، وبحجز أموال الضرائب الفلسطينية ، كرد على قبول فلسطين دولة " غير عضو " في الأمم المتحدة. وكان لافتاً مشاركة وفد من حركة فتح في احتفال حماس في الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاقتها ، لكن التطور الأبرز ، هو سماح السلطة الفلسطينية في رام الله وأجهزتها الأمنية لحركة حماس ، بإحياء ذكرى انطلاقتها لأول مرة منذ عام 2007 في مختلف مدن الضفة الغربية ، وكذلك سماح الحكومة في غزة لحركة فتح بإحياء ذكرى انطلاقتها في الأول من يناير / كانون ثاني القادم . وترافق ذلك كله مع تصريحات إيجابية ، صادرة عن مسؤولين في الحركتين ، بأن الأجواء باتت ملائمة ، لطي صفحة الخلاف والانقسام ولترتيب البيت الوطني الفلسطيني . وما تقدم شكل مؤشرات إيجابية ، باتجاه الاتفاق على المهام السياسية المطلوبة في هذه المرحلة ، والتي يفترض أن تكون محل إجماع من مختلف الفصائل وأبرزها : أولاً : العمل على إنجاز ، برنامج القواسم الوطنية المشتركة المستند إلى الثوابت الوطنية ، وعلى رأسها حق العودة ، وفق اعتماد استراتيجية المقاومة بكافة أشكالها ، والكف عن حصر المقاومة ، بالمقاومة الشعبية على أهميتها ، وذلك بعد أن برهنت المقاومة المسلحة ، على قدرتها على إلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني ، في الحرب الأخيرة . ثانياَ: متابعة تقديم الطلب لمجلس الأمن ، من أجل إسصدار قرار ملزم بوقف البناء الاستيطاني الجديد ، والتأكيد على قرارات السابقة وهي ( 425 ، 446 ، 466 ) ، التي تعتبر الاستيطان في القدس الشرقية وفي عموم الأراضي المحتلة ، غير شرعي ويجب إزالته . إن أي تأخير في استثمار اللحظة السياسية الراهنة ، يفقد القضية أهميتها إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ، ردة فعل الدول الأوروبية القوية – لأول مرة – على قرار العدو الاستيطاني الجديد ، والذي تمثل باستدعاء ثماني دول أوروبية ، وكذلك استراليا ، لسفراء إسرائيل ، لإبلاغهم باحتجاجها على الخطوة الاستيطانية ، وتسريب أنباء بشأن التهديد بتحجيم علاقاتها الاقتصادية معها. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار ، الموقف الأمريكي المنافق ، الذي رفع من وتيرة انتقاده للقرار الإسرائيلي ، لدرجة وصف فيها كبير موظفي البيت الأبيض السابق ، ورئيس بلدية شيكاغو حالياً رام عمانوئيل ، بأن " نتنياهو خان أوباما " في قضية الاستيطان . ثالثاَ: المباشرة في تحضير الأوراق القانونية اللازمة ، للانضمام لاتفاقية روما ولمحكمة الجنايات الدولية ، بغية العمل على تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين لمحكمة الجنايات الدولية . رابعاً: اتخاذ الإجراءات اللازمة ، للتوقيع على اتفاقات جنيف لتثمير الوضع الناشئ ، وهو أن فلسطين دولة خاضعة ، لاحتلال دولة أخرى ما ينبغي توفير الحماية الدولية لشعبها ، وتوفير المعاملة القانونية للمعتقلين الفلسطينيين ، بوصفهم أسرى حرب ومناضلين ، من أجل الحرية يجب إطلاق سراحهم . خامساَ: مطالبة الأمم المتحدة – في ضوء الوضع القانوني الجديد لفلسطين – بتطبيق كافة القرارات ، التي تؤكد على حق تقرير المصير والعودة والانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وكذلك العمل على تفعيل قرار محكمة العدل الدولية ، الذي قضى بإزالة جدار الضم والتهجير العنصري ، وتعويض الفلسطينيين عما لحق بهم من أضرار جراء بنائه . سادساً : تشكيل وفد فلسطيني من كافة الفصائل ، لزيارة الدول الأوروبية لتفعيل موقفها حيال قضية الاستيطان ، وبغية إحكام العزلة على الكيان الصهيوني ، وكذلك التواصل مع كافة الدول ، التي لم ترضخ للإملاءات الأمريكية ، بشأن عدم التصويت ، لصالح مشروع قرار قبول فلسطين " دولة غير عضو " ، في الجمعية العامة للأم المتحدة . إن إنجاز المهام سالفة الذكر يقتضي أيضا وبالضرورة إنجاز المهام التالية: أولاً : تثمير القرار الأممي الخاص " بقبول فلسطين دولة غير عضو " عبر التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة ، كخطوة باتجاه إعادة ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ، على قاعدة مغادرة اتفاقات أوسلو ومسار المفاوضات العبثي ، والتمسك بخيار المقاومة ، ضد العدو الصهيوني بكل أشكالها ، بوصفها الإستراتيجية الكفيلة ، بتثمير العمل السياسي والدبلوماسي لدحر الاحتلال . ثانياً: ضرورة وشرط إنجاز المصالحة الوطنية ، كونها الرافعة الحقيقية لإنجاز المهام سالفة الذكر ، خاصةً بعد أن توحد الشعب الفلسطيني في الميدان خلف المقاومة ، وبعد أن توحد الشعب الفلسطيني والفصائل في دعم خطوة الذهاب للجمعية العامة للأمم المتحدة ، ما يقتضي تطبيق اتفاق القاهرة في مايو / أيار 2011 ، الخاص بالمصالحة وفي كافة الملفات وإعطاء الأولوية للملفات ، التي توفر المناخ الصحي والملائم لإجراء الانتحابات الخاصة ، بالمجلسين التشريعي والوطني ، وعلى رأسها ملفي الحريات والمصالحة المجتمعية " . ثالثاً: إلغاء التنسيق الأمني مع دوائر الاحتلال الصهيوني. رابعاً: التوقف عن طرح " حل الدولتين " المجاني والتركيز على الدولة الفلسطينية ، وعاصمتها القدس ، في السياق المرحلي المرتبط باستراتيجية التحرير الشامل لكامل الوطن الفلسطيني. [email protected]
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسطين - دولة غير عضو - إنجاز كبير ..ولكن ؟
-
اتفاق القاهرة لوقف إطلاق النار في الميزان
-
صواريخ المقاومة تصنع ملحمة النصر وتاريخاً جديداً للشعب الفلس
...
-
الجبهة الشعبية تعيد الاعتبار للفعل المقاوم ضد الاحتلال
-
ذكرى بلفور مناسبة لاستخلاص الدروس وليس لممارسة طقوس كربلائية
-
مرسي يصدم مصر والأمة العربية برسالته الحميمية إلى بيريز
-
المحرقة في مدارس الأونروا مجدداً !
-
رسائل طائرة حزب الله للعدو الصهيوني ولكل من يهمه الأمر
-
فوز شافيز : هزيمة للنيوليبرالية وانتصار للشعوب ضد جلاديها
-
قراءة أولية في التصعيد الإسرائيلي ضد إيران واحتمالات الحرب
-
مؤامرة صهيو - أمريكية لشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين
-
أوسلو وأخواتها : خسائر صافية للقضية الفلسطينية
-
أسئلة على هامش الحراك الفلسطيني في مواجهة الغلاء
-
قمة عدم الانحياز ومحاولة استعادة روحية باندونغ
-
حراك سياسي وشعبي مصري مناهض للاقتراض من صندوق النقد الدولي
-
قرار الرئيس مرسي خطوة في الاتجاه الصحيح ... ولكن ؟
-
مقال : تهويد القدس والأقصى في إعلانات ومعطيات الكيان الصهيون
...
-
السباق الأميركي لكسب ود تل أبيب
-
نظاما السادات ومبارك عدوان لدودان لثورة 23 يوليو ومبادئها
-
جولة كلينتون في المنطقة اسرائيلية بامتياز
المزيد.....
-
بعد أن فرضتها أمريكا على الصين وكندا والمكسيك.. ما هي الرسوم
...
-
بسبب بطة.. رجل يتعرض لموقف مرعب بينما كان يحاول اللحاق بكلبه
...
-
ظهور الشرع في -سدايا- للاطلاع على أهم الجهود ضمن -رؤية السعو
...
-
الرئيس الألماني يزور الشرق الأوسط لبحث الوضع في سوريا
-
قائد عربي جديد ينضم إلى قائمة مهنئي الشرع بتنصيبه رئيسا لسور
...
-
ستارمر يضغط لإحلال السلام في فلسطين بصيغة السلام في إيرلندا
...
-
أمريكا.. مظاهرات ضد خطط الترحيل الجماعي (فيديو)
-
إصابة عشرات الأشخاص على الأرض في حادث طائرة فيلادلفيا
-
قمة للاتحاد الأوروبي والناتو وبريطانيا حول الإنفاق الدفاعي ي
...
-
قلق صالات الـ-جيم-.. لماذا يخشى البعض الذهاب إلى النادي الري
...
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|