أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - وا أسفاه يا سعيد ! .. لقد صدق المستشرقون ولو كذبوا.














المزيد.....

وا أسفاه يا سعيد ! .. لقد صدق المستشرقون ولو كذبوا.


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 14:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


..الأعراب لا يستطيعون تمثيل انفسهم . لأول مرة في تاريخ البشرية يصبح شأن العرب مدار نقاش المفكرين ومثار جدل بين النقاد والدارسين بهذا الاتساع وبتلك الاهمية ، فهم عينة صالحة للدراسة والتحليل ، و اذا اضيف لهم الاسلام بوصفه موضوعا ملازما للعرب فان مصداقية النتائج ستعزز ما قاله عنهم ثلة من المستشرقين الاولين !.
في السياسة وعلومها وفي الفن ونشاطاته و- ايضا - في النقد ومذاهبه ، اصبحنا نماذج عليا وعينات مثلى للبحث والدراسة . لقد ترك نعوم جومسكي نظريته النحوية التحويلية من اجل عيون العرب لينبري في الدفاع عنهم وعن قضاياهم ، فغيّر اختصاصه من علم اللغة الى فن السياسة ، ولقد ترك جورج غالوي شعبه في سكوتلندا الذي يروم الاستقلال عن بريطانيا وهبّ لنجدة العرب ، فيشرح لشبابهم ما لم يكن قد عاصروه من اسباب التقسيم في اتفاقية سايكس- بيكو الاولى ، موضحا بأمثلة مما يجري في عالمهم العربي المعاصر ، ومحذرا اياهم من مخاطر نسخة ثانية من اتفاقية سايكس - بيكو.
ويعقد المفكر الغربي سلافيو زيزك ندوة يحلل فيها – نفسيا واجتماعيا – ( ربيع الثورات العربية ! ) ، مشبّها اياها بمشهد جنسي مشهور في احد الافلام الغربية ، ثم يقتبس هومي بابا لوحة عن معاناة بعض العرب في سجون الحرية ليكون مثالا على الذاكرة المعطوبة في ظل العولمة ، وحتى تيري ايغلتن في بحثه ( موت النقد) قد ضرب مثلا مما يجري في بلاد العرب.
لقد كنا وما زلنا مادة خصبة للدراسة ، فالآخر هو الذي يحتاج الى ان يتعرف علينا ونحن لسنا بحاجة الى فهم الآخر بل لسنا بحاجة الى فهم انفسنا و ثقافتنا . و اذا اردنا ان نعلّم ابناءنا شيئا من تاريخنا وثقافتنا وديننا فما علينا إلا استحضار المناهج والمذاهب الغربية وما قاله الغربيون عنا في مدارسهم ليكونوا شهداء علينا. وأمّا بعض المتفيقهين العرب الذين تعرفوا على ثقافة الغرب عن قرب وعاشوا فيها ، فانهم اذا تكلموا عن انفسهم فلا يحسنون التحدث إلا بلغات الغرب (الفرنسية او الانكليزية أو الاسبانية ) لان الغربيين ليس لديهم استعداد على ان يفهموا لغتك ايها الاعرابي التي عجزت انت عن التحدث بها. وكلما كان العربي بليغا وفصيحا بالانكليزية - وبغض النظر عن لهجته الامريكية أو لهجته الانكليزية التي يتكلم بها الانكليز في جنوب إنكلترا- فهو الذي يعد المفكر والباحث الموضوعي الذي ينصت اليه. وفي هذا السياق يقول احد اللغويين المعاصرين : ( اذا نشأت ولم تتكلم لغتك ، فانك لن تعرف من انت ) ، وبناء على ذلك تكون النتيجة واحدة : ان الأعراب لا يستطيعون تمثيل انفسهم).
لقد صدقوا يا سعيد عندما قالوا : ( في الواقع كانت الحرب لا السلم هي ما يمثل الوضع الطبيعي في المجتمع القبلي العربي ( وهو المصدر الذي خرجت منه القيم العربية ) لان الغزو كان احدى الدعامتين الرئيستين للاقتصاد) .. وها نحن اليوم نرى ثقافة الغزو هي السائدة في مجتمعاتنا الأعرابية بعدما اُلبس مصطلح الغزو ثوبا اسلاميا ليصبح (الجهاد ) عنوانا لكل صراعاتنا المذهبية والطائفية تحت شعار ينادي به كلا الطرفين المتحاربين : ( الله اكبر ) و (سيدنا يزيد قتل سيدنا الحسين) !! وسيدنا (المستر ليفي) بديلا عن سيدنا (المستر لورنس)..
لقد صدقوا في توصيفهم لأحوال الأعراب بعدما اشاعوا ثقافة الصحراء وهللوا وطبلوا لها واعتبروها الثقافة السائدة لهؤلاء القوم الذين يقطنون جزيرة العرب ، لكنهم كذبوا على العرب وأسهموا في محو كل ثقافة عربية مدنية حضرية اصيلة ، فعززوا في النفوس قيم الاسلام الأعرابي الجاهلي وطمسوا كل معالم الاسلام العربي الانساني المدني المتحضر ، فلا غرابة من ان نسمع نابليون يصيح بأعلى صوته : ( نحن المسلمون الحقيقيون ) ليشهد له بعد ذلك المصلح محمد عبده بقوله المعروف عندما زار فرنسا : ( وجدت اسلاما ولم اجد مسلمين) وعندما عاد الى مصر و قال : ( وجدت مسلمين ولم اجد اسلاما).
حقا لم يكن هناك مسلمون ولم يكن عندنا اسلام ، لان الثقافة الأعرابية القت بظلالها على كل قيمة انسانية سامية في الاسلام فحجبته عن الناظرين ، ولكنها لم تستطع طمسه إلا الى حين ..
(ملاحظة الى القارئ الكريم : ربما تجد تداخلا في تسمية الأعراب والعرب في هذا المقال الذي قد يحيل الى سوء الفهم في بعض الاحيان ، لكن المصطلحين يفترقان جذريا عن بعضيهما كما وضحنا في مقالات سابقة)



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطعان الأعراب جريا ..خلف ( يوحنا الدمشقي) ..ومرورا ب (لورنس) ...
- الايديولوجيا وتزييف الوعي : مسلسل وادي الذئاب انموذجا !..


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - وا أسفاه يا سعيد ! .. لقد صدق المستشرقون ولو كذبوا.