جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 13:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نعم ان ربط الاسلام بالعربية مسألة خطيرة حقا لانه يربط الدين باللغة حاملة الفكر البشري و يرفع اللغة العربية الى مقام لغة مقدسة و يضمن لها هيمنتها على لغات جميع الشعوب المسلمة لتقضي على هويتها او على الاقل تغيرها بمرور الزمن كما حصل لجميع لغات الشعوب المسلمة من غير العرب اي ان هذه الشعوب تحولت بمحض ارادتها او لنقول بعد تخديرها بالاسلام الى العوبة بيد العربية.
تغيرت ثقافات الشعوب المسلمة من غير العربية بسبب تلوينها بلغة عربية اسلامية تعتقد الناس انها الهية. نعم يترجم القرآن الى لغات كثيرة اليوم بعدما كانت الترجمة ممنوعة رغم ان العرب لم تتردد و لا ثانية واحدة في ترجمة مفاهيم و افكار اللغات الاجنبية كاليونانية و اللاتينية سابقا و الفرنسية و الانجليزية اليوم و لكن ما فائدة ترجمات القرآن اذا كانت التلاوات و الصلاة و غيرها من الشعائر الدينية التي تكرر يوميا - اكرر و اقول - التي تكرر يوميا لا تزال تطبق و تمارس بالعربية دون الاخذ بنظر الاعتبار الاختلافات الثقافية و اللغوية المتعددة لهذه الشعوب المنكوبة؟ يا ترى متى تصحى هذه الشعوب من نومها العميق و تنتبه لهذا الخطر؟ هل تم تخدريرها بمادة تخديرية اسلامية و فقدت ارادتها من زمان؟
لاحظ ماذا يحصل عندما يعتنق شخص ما الاسلام اليوم: اولا يتغير اسمه من Wiliam او Anne الى محمد او على او عائشة او فاطمة ثم تتغير الملابس و حلاقة الوجه و لا يبدأ المسكين بتعلم العربية فقط بل يتعصب لها لدرجة انه يبدأ بنبذ لغته و هويته و يتقمص شخصية اسلامية عربية. كل شخص غير عربي يعتنق الاسلام تفرض عليه حالا هوية عربية لحد ما. اليس هذا استعباد من الدرجة الاولى؟
هنا يتبين خطورة هذه المسألة و سبب اهتمامنا بهذا الموضوع لان الاديان الاخرى لا تتدخل بهذه الدرجة السافرة لذا فانها لا تغير الهويات و الثقافات بل بالعكس تعرض نفسها للتغير الثقافي اما الاسلام فانه يحافظ على هويته العربية على حساب تغير هويات و ثقافات الشعوب التي تعتنقه لذا يجب اتخاذ الحذر و الابتعاد عنه بقدرالامكان. لاحظ الفرق الشاسع: تغير ثقافات الشعوب الاديان - يغير الاسلام ثقافات الشعوب.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟