أريان بوتاني
الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 07:48
المحور:
القضية الكردية
في عام 1980 عاد كل من طالباني وبارزاني إلى جبال كردستان. ولكن هذه المرة كان على عكس ثورة البرزاني حيث كان هناك قوات بيشمركة مختلفة، والصراع على السلطة كان أمر لا مفر منه بين الطرفين.وهذا ما أدى إلى عدة حروب حزازية حدثت مابين عامي 1976 و 1987. ولكن في عام 1987 اِتحد الحزبين الكرديين الرئيسيين مع فصائل أخرى عديدة واحزاب سياسية، مثل الحزب الإسلامي وحركة الجبهة الديمقراطية الآشورية،و شكلت جبهة الوطني الكردستاني. للمرة الأولى، كانوا أكرادا متحدين تحت مظلة واحدة لمحاربة حزب البعث والنظام في العراق. وكان البيشمركة من كلا الطرفين قد حاز على مكاسب استراتيجية في مقاومتهم خلال فترة وجيزة وعلى عدة جبهات في منطقة سوران السليمانية وكركوك , كذلك جزء من أربيل. تقدمت قوات الاتحاد الوطني الكردستاني في مناسبات قليلة ودخلت الى حقول نفط كركوك أَما الحزب الديمقراطي الكردستاني فلقد تقدم في منطقة بادينان ونتيجة لذلك، حشد صدام جاش القوات الكردية تحت قيادة حزب البعث في شمال العراق مع التنسيق للقوات الجوية والمرابطين تساندهم الدبابات والأسلحة الثقيلة الأخرى.كذلك حَشَرَ النظام العراقي رجال القبائل الكردية للمحاربة نيابة عنهم . حيث أنزل الجاش خسائر كبيرة لقوات البيشمركة بمساندة الجيش العراقي. في ذلك الوقت كانت قوات النظام المسلحة قد زادت من كثافة هجماتها الوحشية ضد المدنيين الأبرياء خلال حملة الأنفال المدمرة. ونتيجة لذلك، زادت البيشمركة عملياتها العسكرية ضد النظام وكان النظام فقد قواته على عدة جبهات. كانت تلك ضربة كبيرة لصدام وبشكل غير متوقع. في مقابل هذا الإذلال استخدمت القوات العراقية الأسلحة الكيميائية ضد البيشمركة والمدنيين. وذلك مما ادى الى تراجع البيشمركة الى الحدود بالقرب من إيران. وزادَ صدام من عزل مناطق على طول الحدود الايرانية ودمر أكثر من 4،000 قرية.وذلك لسبب عدم وجود مقاومة البيشمركة,كذلك أَجرى نظام البعث الحاكم عدد من أحكام الاعدام للمعارضين الأكراد، بما في ذلك لشباب دون سن الرشد ، بقت الحالة على ذلك حتى عام 1991 وحرب الخليج الأولى.
في 6 مارس 1991 بدأت الانتفاضة الكردية في منطقة السليمانية حيث استخدم البيشمركة استراتيجيات كانت قادرة على تعبئة سكان كردستان كلها، بما في ذلك القوة الاحتياطية للنظام والجاش، الذي تحول ضد النظام. وفي غضون أيام إزال البيشمركة الجيش العراقي وأمنه (المخابرات) والقت القبض على آلالأف من أعضاء الجيش العراقي. للمرة الأولى، استطاعت البيشمركة التقدم إلى كركوك وطريق بغداد. بعد ان إزالت قوات التحالف الدولي الجيش العراقي من الكويت. كان لجيش النظام العراقي السابق مقدرة على استئناف بعض المواقع. ولكن البيشمركة كانت قادرة على الابقاء على غالبية الأراضي التي كانت محررة.ثم بعد ذلك فرضت الامم المتحدة منطقة حظر جوي فوق هذه الأراضي بموجب قرار مجلس الأمن 688 ، ونتيجة لذلك، انسحب النظام من كردستان، فيما عدا تلك المناطق المتنازع عليها.
في فترة ما بعد عام 1991، تمكن البيشمركة من حماية أمن كردستان بعد انسحاب أجهزة الدولة الأمنية العراقية لغاية عام 1992. بعد ذلك شًكلت إدارة الجبهة الوطنية لكردستان. وبعد انتخابات عام 1992تَم إنشاء حكومة إقليم كردستان وذلك أدى بان تكون قوات البيشمركة جزء من منظومة دفاع حكومة إقليم كردستان.
أظهرت القيادة الكردية عدم فعالية في الانتخابات لذلك العام, عندما برزت بدون فائز صريح. حيث شكل حزبان سياسيان رئيسيان متنافسان تحالفأَ ,الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني حكومة 50/50. ثم بعد ذلك بدا التضارب مع بعضها البعض، حيث ان هنالك تاريخ من العداء ضد بعضها البعض وقلة الثقة فيما بينهما. وتمسك كل جانب على وجود قواته وجعلها تابعة لسياسات حزبية معينة. ثُم اندلعت الحرب بين الطرفين خلال 1994-1998. في عام 1998 وتحت مراقبة لوزيرة الخارجية الأمريكي الأسبق مادلين أولبرايت، وقع الحزبين على اتفاق السلام.ثُمَ في وقت لاحق أصبحت تلك الأتفاقية استراتيجية السلام الموجودة حتى اليوم .
بعد عام 2003، ولأول مرة تحالف البيشمركة مع قوات الأئتلأف على جبهتين: واحدة ضد النظام العراقي السابق، والآخر في الحرب على الإرهاب فلقد قاتلوا ضد تنظيم أنصارالإسلام التابعة لتنظيم القاعدة. وعندما رفض البرلمان التركي الجيش الأمريكي الفرقة 6 لمهاجمة نظام صدام حسين من شمال العراق، لعبت البيشمركة دورا كبيرا في إزالة قوات النظام من الموصل وكركوك فضلا عن محافظة ديالى . وهكذا، في نهاية المطاف، وبعد أن حل الجيش العراقي من قبل سلطة الائتلاف المؤقتة، لعبت البيشمركة دورا حيويا في العراق لتشكيل جيش عراقي جديد، وثلاثة ألوية رئيسية لتوفير الأمن وفسح مجال بإقامة سلطة مركزية للحكومة ، بما في ذلك حراسة بعض السياسيين العراقيين والمسؤولين الحكوميين في بغداد.
حاليا، يواجه البيشمركة تحديات كثيرة, كذلك لا يزال هنالك حزبان سياسيان رئيسيان , الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني , حيث لَهم نفوذ كبير على البيشمركة، كذلك ناخذ بعين الاعتبار حيث مازالت قوات البيشمركة والأمن غير مندمجة بشكل كامل وهذا يمكن بأن يقوض الأمن في نهاية المطاف لكردستان من خلال وضع القوات المسلحة في هذا الشكل ، وذلك مما يزيد في مستوى الشك.
والتحدي الثاني هو أن الحكومة العراقية المركزية تريد إضعاف دور البيشمركة داخل الجيش. ولقد أزال رئيس الوزراء نوري المالكي العديد من ضباط الجيش العراقي الذين كانوا بيشمركة أو لهم تبعيات مرتبطه مع اقليم كردستان. وصف هذه الجزء في السياسة العراقية ليست بالجديد ، حيث أن الحكومة العراقية كانت دائمأَ تحقق بعض السلام وعلى المدى القصير في الإيماءات بالأخوة للأكراد عندما تكون ضعيفة ويعود بعد ذلك لمشاعره القومية العربية الضيقة. يبدو أن التاريخ العراقي، يتحفظ دائمأَ ليعيد نفسه..
يعتبر الاكراد انَ قوات البيشمركة المتحدة هي عنصر أساسي في حماية (الدولة) اِقليم كردستان وشعبها.
ولكنَ كواقع هنالك قوى دائمأَ تريد اِضعاف دور الأكراد داخل الجيش العراقي، كذلك الحكومة المركزية تريد من حكومة إقليم كردستان للحد من أعداد وموارد البيشمركة, بالرغم من ان الدستور العراقي يقر قانون البيشمركة كحراس لأقليم كردستان, في نفس الوقت تعلل الحكومة العراقية ان 200،000 بيشمركة عدد كبير جدا لتلك المهمة، ولكن في نفس الوقت تحاول الحكومة نفسها بناء جيش تعداده مليون جندي.
لقد أثبت تاريخ البيشمركة بانه قوة دفاع معنوية في إقليم كردستان, وجوده ضروري للمنطقة ولحماية الأمن لمواطنيها من خلال الأهداف الموحدة التي أبداها البيشمركة، ومن منظورأعضاء المجتمع الدولي (البيشمركة قوة شرعية لإقليم كردستان). في هذا السياق، انَ توحيد قوات البيشمركة هو اساس الأمن و بشكل كبير استقلأل كردستان داخليا وخارجيا... يتبع
#أريان_بوتاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟