شاهر أحمد نصر
الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 22:33
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
(في ذكرى انطلاقة الحوار المتمدن)
ظاهرة الكتابة على صفحات الانترنت ظاهرة إنسانية متحضرة، ستترك آثارها على تطور المجتمعات والأفراد... يرى البعض فيها نافذة يطل منها على العالم ليفيد ويستفيد، ويرى آخرون أنها ساحة للصراع وفرض الرأي، وإن لم يستطع أو لم يعجبه الرأي الآخر يستل سلاح الشتائم منتصراً مجندلاً الآخر، كما يزعم... ومثل هذا الأسلوب لن يطور صاحبه، ولا أعتقد أنّه سيترك أثراً ملموساً على الآخر، وهو، مع عدم جدواه، يسيء إلى صاحبه بالدرجة الأولى، ويعبر عن ضعف حجته؛ فالشتائم أكبر دليل على ضعف الحجة. والنهي عن الشتيمة أمر تقره الشرائع، فالسيد المسيح يقول: من فضلة القلب يتكلم اللسان... وجاء في رسالة بولس الأولى إلى كرونثوس ( الشتامون لا يرثون ملكوت الله)، وجاء في القرآن الكريم في سورة لقمان: "وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ"، وفي رواية وردت في كتاب نهج البلاغة أن علي بن أبي طالب عندما سمع قوماً من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين، قال: "كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين"
وتقاس قيمة الكتابة ليس برضى الأنصار والمؤيدين لرأي صاحبها، بل بمدى عمق، وصدى الأسئلة التي تحرضها بحثاً عن الحقيقة، مع درجة إقناع الآخر النقيض وليس المؤيد فحسب. ومن المنابر الإلكترونية العلمانية المحجوبة في أغلب البلدان العربية، التي سارت على النهج الرصين بعيداً عن الشتائم، موقع "الحوار المتمدن" الذي يحتفل في هذه الأيام بذكرى انطلاقته، وفي هذه المناسبة نتمنى أن يستمر على نهجه المتزن الرصين، المقترن باسمه العلماني المتمدن...
ونتمنى أن نقرأ على شبكة الانترنت ما هو قيم ومفيد، بعيداً عن الشتائم التي هي نوع من أنواع الفساد والتلوث، فأذهاننا ليست بحاجة إلى مزيد من التلوث.
طرطوس 17/12/2012
#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟