احمد داؤود
الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 20:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الف و اربعمائة عام او اربعة عشر قرنا من الزمان منذ ان اعلن النبي محمد دعوته بمكة في القرن السابع
الميلادي .ورغم مضي وقت كثير علي ذلك التاريخ الا ان الاسلام الذي جاء به محمد لم
يضف حتي الان شيئا يذكر للمسلمين الذين ما زالو في الدرك الاسفل مقارنة بالشعوب
الاخري.
وما ان تنظر لاحوال المسلمين في العالم حتي تدرك ذلك .فالاسلام الذي يفترض ان يخرجهم من الظلمات الي
النور ارتد بهم الي حياة الجاهلية الاولي التي سخر منها ووصفها بابشع الصفات.حيث
انتشرت الحروب وانقسمت تلك الامة التي اعلن محمد بانها خير امة اخرجت للناس انقسمت
الي فرق واحزاب متناحرة.كل منها يدعي امتلاك المشروعية بينما يصف الاخر بالكفر
والالحادويعمل بكل قوة علي استئصاله.
واذا ما عددت انجازات المسلمين في كل المجالات منذ القرن السابع الميلادي وحتي الان ستجدها صفر.بل انهم
اصبحوا عالة علي الاخرين .فالماء الذي يشربونه علي سبيل المثال عقم بواسطة ادوات
صنعها الذي يوصف بالذندقة والكفر والضال .كما ان وسائل المواصلات الحديثة كالقاطرات
والطائرات والسيارات ووسائل الاتصال من هاتف وانترنت كلها صنعت بايدي تعتبر في نظر المسلمين كافرة وملحدة .ولو ان الشعوب
الاخري ارتادت الفضاء فان المسلمين مازالوا يهتمون بقضايا اقل ماتوصف بالانصرافية
بل انهم لم يتمكنوا من ابتكار ابسط الادوات الحديثة.
وفيما يشهد العالم تطورا ملحوظا في كافة المجالات فان اسهامات المسلمين في ذلك التطور ضئيلة جدا
مقارنة بما قدمته الشعوب الاخري. وكلما قدمه المسلمين هو ثقافة الحرب والعنف والاستعلاء
الديني والثقافي.
ولكن الازمة الكبري ان بعض المسلمين لايعترف بذلك .ويشير الي ان النهضة التي تشهدها العالم كانت
للمسلمين الدور الاكبر فيها .ويتباهي هؤلاء بامجاد الماضي .ويوردون بعض النماذج
التي مضي عليها زمن طويل. بيد انه اذا مااخذت تلك النماذج علي محمل الجد ستجد بانها
ليست ذات اهمية .بل وتيقن بان حصاد الاربعة عشر قرنا كان عن سرابا.
#احمد_داؤود (هاشتاغ)