أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - جمال الهنداوي - القانون فوق الجميع..القانون للجميع














المزيد.....

القانون فوق الجميع..القانون للجميع


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 19:38
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


ابتداءً, يجب الاقرار بالمسؤولية الجماعية للدولة والشعب في احترام القانون،وتساوي جميع الاطراف في عملية ادامة التدافع المنضبط ضمن السياقات التي تتيح للمنظومة المجتمعية النمو والتقدم والازدهار, ولكن تساوي الخضوع للقانون لا يمنع تراتبية المسؤولية حسب الموقع الذي يحتله الفرد ضمن الجهة التنفيذية, فالمسؤولية بالضرورة تكون اكبر على من أوكلت له مهمة تنفيذه، وتتضاعف على من يتحصل على سلطة الرقابة على التنفيذ، وهي ثقيلة ايضا على السلطة القضائية التي تتصدى لمهمة ردع المخالفين والتأكد من تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة عنها. فلا يمكن ان نتوقع من المبالغة في تأخير إصدار الاحكام وتعطيل تنفيذها الا ان تكون سببا من اسباب الارتباك الذي تعيشه اي منظومة لا تحترم قوانينها..
القانون فوق الجميع ويطبق على الكل على حد سواء ودون تمييز, هذا ما تناقلته الادبيات منذ كتبت واشبعت قولا ونقلا حتى غدت لازمة تتساقط من ثنايا اية مقاربة للوضع القانوني والرقابي في البلد..ولكن هذه القناعة تصطدم احيانا-بل قد يكون غالبا-بان القانون لا يطبق على الجميع بنفس الدرجة والشدة رغم الاتفاق على التأثيرات الماحقة لكسر هيبة القانون على المجتمع لكونها تقويضا مدمرا للأسس التي يقوم عليها البنيان السليم للدولة ومتطلبات الحكم الرشيد..
والاخطر هو في ان يكون العبث في تطبيق القانون اوتجاوزه او التعامل مع نصوصه بانتقائية ومزاجية مؤطرا ومحميا بمبررات سياسية او فئوية او ان يكون الانفلات القانوني هو نتيجة تصرفات وممارسات من يفترض ان تكون مهمة تطبيق القانون من صميم واجباته,ومكمن الخطورة هي في تحصل هذه الفئات على سلطات وصلاحيات واسعة لوضع القانون موضع التنفيذ مما يزيد من الاضرار الناجمة عن الانحراف عن التنفيذ السليم..
وهذه الدوائر قد لا تقتصر-كما يريد له ان يبدو-على رجل الامن او الشرطي الذي قد يخفق في استخدامه لتقنيات التواصل مع المواطن او الذي يقيده التراث الطويل السلبي من العلاقة المقلقة ما بين الفرد والجهات الامنية,ولكنها قد تتمدد الى سلطات أخرى منحها الدستور سلطة وضع ومراقبة تطبيق القوانين كالسلطة التشريعية،او الجهات التي تتصدى للمهمة المقدسة في حماية حقوق ومصالح الفرد والمجتمع والتي توكل لها مهمة التحقق من نفاذ وتطبيق القوانين على الجميع وسلامة التنفيذ،كالسلطة القضائية,فهذه المؤسسات وغيرها تستدعي التناسق والتكامل في تنفيذ المساحات الموكلة اليها في الدستور لضمان سلامة وديمومة الحراك الاجتماعي السليم,واي خلل او عبث او تجاوز في الصلاحيات او فشل في الممارسة فسيكون المثابة التي تنطلق منها-او تتكئ عليها- كل الممارسات التي تؤسس لثقافة الخراب التي تختلس الخير والنور والنماء من الوطن والانسان .
ان تشريع القوانين دون متابعة تنفيذها يحيلها الى نوع من العبث المكلف وقتا وجهدا او مجرد ترويج اعلامي للجهة المشرعة اكثر من كونه ناتجا عن حاجة مجتمعية تستهدف تنظيم العلاقة بين افراد ومؤسسات المجتمع,وافتقاد السلطة التشريعية للجهد الرقابي اللازم لتنظيم حسن سير وتنفيذ القوانين قد يكون المنزلق الذي تلج فيه المجتمعات نحو الفوضى والانفلات.
كما إن الجهات التي تتولى اصدار القوانين تسيء للمجتمع كثيرا وتتحمل الوزر الاكبر لانشغالها بالنزاعات السياسية على حساب التشريع والرقابة. فدولة القانون لاتقوم الا باستقلالية السلطات وفصلها وتعاونها. وإذا ما انغمس جل اعضاء هذه السلطة بالانشغالات السياسية الضيقة وفقدوا الحيادية والحرية اللازمة لممارسة سلطاتهم، فإن تفعيل القانون وتنظيم العلاقة بين أفراد المجتمع ومؤسساته سيكون اقرب الى الخيال منه الى الممارسة الواقعية الفاعلة,وسيكون الحلم بدولة المواطنة والقانون يتمثل كسراب بقيعة في افق الحراك المجتمعي ..ولن يكون الا مرثية على اطلال الوطن,والانسان,وتاريخنا بالذات,يحفل بالكثير من العبر لكن ما اكثر العبر واقل الاعتبار..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطباء الغاوون
- نحو قراءة جديدة للتاريخ
- الرئيس الفقيه
- الله لن يضيع مصر..او هكذا نأمل
- لا وقت للحياة في غزة
- ثقافة خارج الذاكرة
- خيبة واحدة وخمسة جبهات
- فضيلة المفتي و-الشيخة-دينا
- ماذا لو مر بنا..(ساندي)
- علاج الزعماء العرب خارج الاوطان..
- اخوان مسلمون..أم خونة بغاة؟؟
- السحت الاعلامي
- الاصلاح وفوبيا التغيير
- مبادرة الشيخ حمد..دعوة الى الوهم
- ثقافة الاستقالة
- اوطان وهويات
- شرق هائج وغرب متضجر
- السلفيون والاخوان المسلمين..في مفترق الشريط المسيء
- هل هناك من مؤامرة؟؟
- شريط مسيء..شوارع محترقة


المزيد.....




- جنوب إفريقيا: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية خطوة نحو تحقيق ...
- ماذا قالت حماس عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو.. كندا: عل ...
- مدعي المحكمة الجنائية الدولية: نعول على تعاون الأطراف بشأن م ...
- شاهد.. دول اوروبية تعلن امتثالها لحكم الجنائية الدولية باعتق ...
- أول تعليق لكريم خان بعد مذكرة اعتقال نتانياهو
- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - جمال الهنداوي - القانون فوق الجميع..القانون للجميع