|
الجزارين والكلاب المسعورة ( الحلقة المفرغة )
جورج فايق
الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 12:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قطيع شرس من الكلاب المسعورة يمكث أمام محل الجزارة منتظر قطع اللحم منذ أكثر من 80 سنة قضوا هذه المدة الطويلة لا يكلون و لا يملون من الأنتظارأمام محل جزارة الحي يترقبون الجزار و يفكرون في اللحم الذي بين يده ويحلمون بأنه أصبح بين أيديهم هم ومن أجله يحيكوا المؤامرات و يعقدوا الصفقات ليقتربوا منه شيئاً فشيئاً ليستولوا على هذ اللحم بأي طريقة كانت فيتلونون بكل لون و يلعبون على كل الحبال مرة بالتحالف مع بعض الأهالي وأيهامهم أنهم وحدهم الحل لكل مشاكلهم مع الجزار و مرة أخرى بالتحالف مع الجزار ضد الشعب و في كل الأحوال منتظرين أي غفوة من الجزار و الأهالي للوثب على اللحم لكن الكلاب المسعورة لم يجروءوا على ذلك لأنهم كانوا دائما خائفين من سلاح الجزارين واثقين أنهم قادرين على محوهم من الحي و أنهم ما تركهم الا لفائدة منهم بجانب شعبيتهم الغير قليلة بين الأهالي فقد تركهم الجزار ليبثوا داء السعار بينهم فيصيبوا عدد ليس بقليل من الأهالي فيصيروا مسعورين مثلهم وبهذا أصبح من المستحيل أن تفرق بين هؤلاء و الكلاب مما جعل القضاء عليهم مستحيل و لا ينسى الكلاب المسعورة أن الجزارين قاموا بالفعل بقتل بعضهم و أبعدوا وحبسوا البعض الأخر و الجزارين رغم قدرتهم في وقتاً ما على سحق هذه الكلاب المسعورة لكنهم لم يفعلوا ذلكً بغرض أستخدامهم لتخويف أهالي الحي الغير مؤيدين للكلاب المسعورة بهم و تهديدهم من حين لأخر بهم و يخبرونهم دائماً أنه بدونهم و من بعدهم الكلاب االمسعورة ستنهش لحمهم و تسحق عظامهم و للحق لم يكن الأهالي في حاجة لتخويف الجزارين الدائم لهم لأن الخوف كان جزء من تكوين قلوبهم و يكفي تلويح بالسكين من يد أحد الجزارين ليهرب الأهالي و يلوذوا بالفرار بعيداً عن بطش الجزارين و قسوتهم ومع مرور الزمن أزداد فساد الجزارين الواحد تلو الأخر مما جعل اليأس يدب في الأهالي و أصبح لا فرق بين الحياة من الموت عندهم فدفعهم اليأس و تشجيع أولادهم الصغار لهم على الثورة ضد الجزار رغم قسوته و بطشه بل أن أولادهم هم من بدأ الثورة لهم ضد الجزارين موضحين لأهاليهم أنهم كدة كدة ميتين فليموتوا أذن بكرامة لأن اللحم التي في يد الجزارين هي لحم الأهالي و هم أولى بها فتقوى قلوب بعض الأهالي و شاركوا أولادهم الثورة على الجزار الأخير و مع مرور الوقت زاد عد الأهالي المعتصمين أمام محل الجزارة مما شجع بعض الكلاب المسعورة على المشاركة في هذه الثورة على أستحياء ففرح بهم الأهالي لمعرفتهم بقوتهم و تنظميمهم ظناً منهم أنهم قوة للثورة و لم يدركوا أنهم تحالفوا مع من سيسرق ثورتهم و سيحل مكان الجزار في ظلمهم على أي حال تحالف الأهالي مع الكلاب المسعورة و أعتصموا جميعاً أمام دكان الجزار وهتفوا ( أرحل .. أرحل ) أما الجزار لم يستسلم بسهولة بل عاند وهدد و أستخدم قوته و بطشه و بالفعل قتل البعض فلم تحل المشكلة بل تعقدت و أزداد أصرار الأهالي على رحيله فجرب الجزار أستعطاف الأهالي قليلاً فرفضوا ولكن الكلاب المسعورة وافقت على عقد صفقة سرية مع الجزار مع بقاء بعضهم مع الأهالي حتى يلعبوا على الحبلين و و ينضموا للفريف الفائز في النهاية كعادتهم لكن الأهالي رفضوا وأصروا على رحيل حينها وثق الكلاب المسعورة أن الجزار سيرحل لا محالة فبداوا يشاركون بكثافة متخذين شكل زعماء الثورة و الداعين لها و مع أصرار الأهالي و الكلاب المسعورة هرب الجزار من محله تاركاً اللحم فجرى وراءه الأهالي ليمسكوه و يحبسوه على جرائمه و قتله لأولادهم و أثناء ذلك تشاجر الأهالي فيما بينهم على أمور تافهة مخونين ومتهمين بعضهم بعضاً وسريعاً قبل أن يعود الأهالي لرشدهم و وحدتهم قفز الكلاب المسعورة على إدارة محل الجزارة و أستولوا على اللحم حلمهم الأول و الأخير و سبب مشاركتهم الوحيد في هذه الثورة فأطبقوا عليه أسنانهم و بدأوا في تمزيق اللحم و أكله كله بدون الأهالي شركائهم في الثورة بل للحق هم أصحاب الثورة و عندما رجع الأهالي وجدوا اللحم بين أسنان الكلاب ينهشونه و يقطعونه فيما بينهم و و لم يعطوا لهم أي نصيب و عندما أعترض بعض الأهالي على أفعالهم و ظلمهم قاموا بقتلهم متناسين أنهم وحدهم أصحاب الثورة من البداية فهم الذين دعوا و قاموا بالثورة ضد الجزار و عندما وثق الأهالي أن الكلاب المسعورة يستخدمون نفس أساليب الجزار و أدواته بل أنهم تفوقوا عليه في البطش بها فالكلاب المسعورة برعت في القتل و الحبس و التهديد و التخوين و أتهام من يعارضونهم أنهم مع الجزارين ضد الثورة و تناسى هؤلاءالكلاب أن من قام بالثورة من الأساس هم الأهالي وأولادهم و ليس هم سريعاً ما ثار الكثير من الأهالي على حكم الكلاب المسعورة و ارادوا رحيلهم فلجاءوا لتعويذتهم السحرية المجربة مع الجزار و التي أدت لرحيله الا وهي تعويذة الأعتصام مع الهتاف ( أرحل .. أرحل ) ظناً منهم أنها ستجدي مع الكلاب و لكن بالطبع لم و لن تجدي هذه التعويذة مع الكلاب المسعورة المطبقة فكيها على كل قطع اللحم و ما يزيد الأمر صعوبة ان الكثير من الأهالي أصبح في صف الكلاب مما يجعل الكلاب تقول أن غالبية الأهالي هم من يريدونهم لكن الأهالي الثائرين ضد الكلاب المسعورة نسوا أمراً هام الآ وهو الكلاب المسعورة لا تخاف من الكلام و الأعتصامات و لن يجدي هذا معهم وأن الحل الوحيد للخلاص من هؤلاء الكلاب هو السلاح الذي كان في يد الجزارين فهو وحده ما تخافه الكلاب و تهرب منه و بدونه لن تترك اللحمة أو تشرك أحد معها بأي حال من الأحوال و بذلك فأن الحل الوحيد للخلاص من الكلاب المسعورة هو الجزارين و أسلحتهم لكن أعادة الجزارين سيعيد الأهالي مرة أخرى لنقطة البداية ألا و هي ظلم الجزارين و قسوتهم عليهم و كأن الثورة لم تقم وبذلك تضيع دماء الشهداء وعدم الأستعانة بالجزارين يعني الأستسلام لأسنان الكلاب المسعورة التي تنهش لحمهم و تمص دمائهم إلى المنتهى و ذلك ما يجعل الأهالي و أولادهم حائرين متسائلين دون أن يجدوا أجابة هل هناك بديل عن أسلحة الجزارين و أسنان الكلاب المسعورة ؟ و أن لم يكن هناك بديل فايهما يختارون و كلاهما يحمل لهم الذل و الظلم والموت ؟ متى يستطيع الأهالي أن يخرجوا من هذه الحلقة المفرغة؟ متى يخلصون الأهالي من الجزارين و الكلاب المسعورة لأنهم على حد سواء في الظلم و الفساد و القتل و مع ذلك ان حياة الأهالي مع الجزارين كان أسعد حال من حياتهم مع الكلاب المسعورة فهل يتحالف الأهالي مع الجزارين للقضاء على الكلاب المسعورة و أعادة من يتبقى منهم لحظائرهم ؟ أم يتحالف الجزارين مع الكلاب المسعورة ضد الأهالي و يخمدوا ثورتهم للأبد؟ أم سينجح الأهالي في الخلاص من هذه الحلقة المفرغة و يتخلصون من الجزارين و الكلاب ؟
#جورج_فايق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أكتب لمصرشعراً حزيناً مثها
-
الأقباط هم سبب نكسة وفشل الثورة المصرية
-
بابا الفقراء
-
الثورة المصرية و طريقها المسدود
-
تهجيرأقباط العامرية ليس الأول و لن يكون الأخير
-
عدم التهنئة بالعيد أفضل من تفجير الكنائس
-
سانت كلوز بين الشرق و الغرب
-
هل تصحح الثورة المصرية مسارها 3
-
أنتهازية الأحزاب الإسلامية
-
شيلوا الحكم حطوا خروف ...يمكن يحكم بالمعروف
-
سياحة الأرهاب و الأختطاف بديلأ لسياحة الأصنام و العري
-
هل تصحح الثورة المصرية مسارها 2
-
هل تصحح الثورة المصرية مسارها ؟( 1 )
-
بنيامين نتنياهو أول من حذر من سرقة الإسلاميين لثورة مصر
-
مثل الأرثوذكسي و العشار
-
وطنية الأخوان و خيانة الأقباط
-
أخويا مينا مات مقتول
-
أعتداءات أرهابية على الأقباط و ليست فتنة طائفية
-
تحية و شكر لمحافظ أسوان
-
الخليفة الإسلامي رجب طيب أوردغان في زيارة لمصر
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|