عادل كنيهر حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 01:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا يعوذ الاسلاميون بالله من كلمة العَلمانية ؟ الجزء الأول
في الآونة الأخيرة قرأت عدة موضوعات, وشاهدة اكثر من برنامج مرئي , تدور فيها الأحاديث , عن مفهوم العلمانية . وما لفت انتباهي , هو تأكيد وإصرار الأخوة الكُتاب والمتحدثين الإسلاميين , على ان العَلمانية كفرٌ وإلحاد . وهناك فلم فيديو كليب , فيه اغنية واحدة تبدأ وتنتهي بشتم العلمانية والعلمانيين ولم تترك شيء من القبح , إلا وألبستهُ لمصطلح العَلمانية . في الوقت الذي لم يأتوا نظرائهم من انصار العلمانية , بكلمة واحدة تسيء للدين , على العكس , فقد كانت احاديثهم تحمل جلِْ الاحترام لكل الاديان السماوية . وإذ يرفض الأخوة الاسلاميين , نظام العلمانية , فهم يضعون انفسهم , امام الخيارات التي لم تزكيها الحياة , وهي : 1- نظام دكتاتوري ,مثل انظمة صدام حسين ومعمر القذافي 2- انظمة فاشية ,مثل انظمة , هتلر وموسيليني 3- انظمة شمولية مثل نظام ستالين , او نظام ديني ,مثل انظمة السودان , ونظام طالبان السابق او انظمة ايران والسعودية , ودع عنك نظام ألفساد في بغداد , وهنا لا اعتقد ان هناك انسان غيور على وطنه وأبناء شعبه يرضى بمثل هكذا نماذج من الانظمة , التي سامت مواطنيها أمر العذاب , اما ان يحيلنا احدهم إلى عباب التأريخ لنختار نموذج من الدول الدينية الغابرة , فأنه يريدنا ان نرفض التطور الذي حصل في كل مناحي الطبيعة والمجتمع والعقل البشري , في الثلاثة قرون الأخيرة , والتي تعادل اضعاف ما تطورت البشرية في كل تأريخها . ونعود نجانب الدولة الدينية المسيحية في اوربا, وعصور الظلام , وحرق الناس احياء بأوامر من رجال الدين ,الذين يرئسون محاكم التفتيش , سيئة الصيت , او الدولة الدينية الإسلامية , التي يقتل فيها مئات المسلمين في المناحي البعيدة عن مركز مدينة مكة , لأنهم وزعوا الخمس والزكاة على الفقراء من ابناء بلداتهم , بسبب مشقة الوصول الى مقر الحكومة في وسط مدينة مكة , حيث اعتبروا مرتدين عن الإسلام , وسميت مجزرتهم بحرب {الردة }.او الدولة الأموية وأمير المؤمنين , يزيد ابن معاوية الذي يقتل ابناء علي ابن أبي طالب الخليفة الرابع , ويشيع بين الناس ان الذين قتلهم هم من الخوارج , ويغض الطرف عن قتل الحجاج ابن يوسف الثقفي لما يزيد على 120 ألف مسلم من اهل الكوفة لأنهم يوالون علي ابن ابي طالب وذريتهُ .
او خلفاء الدولة العباسيين الذين هدموا مئات الكنائس ,ومنعوا المسيحيين حتى من ركوب الخيل , وساو قبورهم في الأرض لكي لا تكون متساوية مع قبور المسلمين .
لا اعرف إذا كان المناضلين ضد البديل غير المنحاز إلا للوطن , ما برحوا سادرين في غيهم لتحقيق أحد نماذج الدولة المبجلة التي مرَ ذكرها {ألمعطر} !!
#عادل_كنيهر_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟