ثامر ابراهيم الجهماني
الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 00:42
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
مفهوم الإرهاب في القانون الدولي
الحلقة ( 5) .
تابع ....-....
إن من أخطر الآثار في هذا السياق في عصرنا الحديث أن " المتهمين " بالإرهاب انبروا ينكرونه ويستنكرون ما يفعلون أو كانوا يفعلون . بينما ( الإرهاب ) ، الكلمة والفعل ، حمّال أوجه .
أما استخدام كلمة إرهاب – في عصرنا الحديث – مرة أخرى لأغراض سياسية فقد أحيته " الدولة " الصهيونية ، عندما أطلقتها على حركة المقاومة الفلسطينية ، وبلغ من فعالية هذا الاستخدام أن بعض المتحدثين باسمها يتحدثون عن " القتال " وعن " الإرهاب " باعتبارهما ظاهرتين متمايزتين . وأخذت الولايات المتحدة ، في مستوى الاعلام كما في مستوى السياسة الرسمية ، تروج لهذا الاستخدام وتتوسع فيه ، وكان المستهدف الأول في هذا الترويج الأمريكي هو الفلسطينيين ، ثم توسع ليشمل دولاً عربية ، ثم اضيفت غيران بعد سقوط الشاه – الموالي لأمريكا – ثم دمغت بالإرهاب الطائفة الشيعية بالعموم ومذهبها ذاته ، ثم أصبح الإرهاب "إسلامياً " ، حتى كاد الإسلام يصبح في الذهن الأمريكي العام صنواً للعنف .
وبالمقابل نجد أن إدارة ريجان هي التي ركزت الضوء على معنى " الإرهاب الدولي " – في الاستخدام الغربي المحدد – منذ ان تولت السلطة في عام 1981 . وليس من الصعب إدراك الأسباب وراء ذلك رغم أنه كان – ولا يزال – يتعذر التعبير عن هذه الأسباب في النظام المذهبي .
فقد كانت إدارة ريجان ملتزمة بثلاث سياسات مرتبطة ببعضها البعض ن وكلها تحققت بقدر كبير من النجاح وهي :
1- نقل الموارد من الفقراء إلى الغنياء .
2- تحقيق زيادة ضخمة في القطاع الحكومي من الاقتصاد بالطريقة الأمريكية التقليدية ، من خلال نظام البنتاجون ( وزارة الدفاع الأمريكية ) ، وهو وسيلة لإجبار الشعب على تحويل صناعات التكنولوجيا رفيعة المستوى عن طريق قيام الحكومة بضمان سوق لمنتجات نفايات التكنولوجيا ، وبالتالي الإسهام في برنامج الدعم الحكومي والربح الخاص ، الذي يسمى " المشروع الحر " .
3- إنجاز زيادة كبيرة في التدخلات الأمريكية في شءون الدول الأخرى والتخريب والإرهاب الدولي ( بالمعنى الحقيقي للكلمة ) . إن مثل هذه السياسات لايمكن أن تنطبق إلا إذا تم تخويف الشعب بصورة صحيحة من وحوش يتعين أن يحمي نفسه منها ، والتي يسميها الرئيس" المؤامرة المتكتلة التي لاترحم " .
بناءً على ما تقدم أصبح الإرهاب تهمة إجرامية تطلقها الإمبريالية وحلفاؤها على حركات التحرر الوطني ، لتبرر سلوكها الإجرامي – اي الامبريالية – ضد قوى التحرر العالمية .
يتبع ....-.....
#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟