غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 3943 - 2012 / 12 / 16 - 19:32
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ردا على تساؤلات بعض الرفاق والأصدقاء
حول ما يجري في سوريا
اشعر بقلق جدي على مستقبل الدولة السورية من احتمالات تفككها الجغرافي والمجتمعي او انهيارها بطريقة قد تكون اسوأ مما جرى في ليبيا.خاصة وان تقييمي لما يسمى بالجيش "الحر" و ما يسمى المجلس في الخارج لا يتجاوز كونهم عملاء صغار في خدمة مخطط رهيب ضد الدولة السورية وضد مستقبل قضيتنا الفلسطينية بمساهمة الاخوان المسلمين وعملاء الخليج والسعودية وبرعا
ية النظام الرأسمالي العالمي والامبريالية الامريكية....وللاسف المحزن جدا ان النظام الحاكم في سوريا لم يحترم مطالب قوى المعارضة السلمية الديمقراطية في الداخل ولم يسعى الى تغيير سياساته القمعية ..ويبدو ان السبب كما اراه يعود الى وجود شرائح طبقية وبيروقراطية عسكرية ومدنية راكمت ثروات هائلة ( داخل النظام وخارجه ) ليس لها مصلحة في تنازلات ديمقراطية لقوى المعارضة في الداخل لتشكيل هيئة تأسيسية تقوم بصياغة دستور مدني يلغي احادية حكم الحزب الواحد ويلغي التوريث والامتيازات وكل اساليب البطش والاستبداد والاستغلال ويعلن قيام الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية...لكن يبدو ان الوقت قد فات على اي خطوة اصلاحية جذرية من النظام ...كما يبدو لي ان الثقة باتت شبه معدومة بينه وبين معظم شرائح الشعب السوري ..من هنا قلقي على مصير الدولة وليس النظام ...بالطبع ومنذ البداية اواخر 2010 كتبت اننا لسنا امام ثورات حقيقية وانما امام حالة ثورية تسعى الجماهير الفقيرة والمضطهدة من خلالها الى تحقيق اهداف الكرامة والحرية ولقمة العيش والديمقراطية.. لكن سرعان ما تم اقتناص هذه الحالة الثورية من قوى الاسلام السياسي وقوى اليمين الليبرالي المستسلمة .. بدعم مباشر وغير مباشر من عملاء السعودية وقطر والخليج بايعاز من سيدهم الامريكي ...اشعر بكثير من الحزن والقلق والارق الذي دفعني للكتابة ردا على تساؤلات بعض الاصدقاء...لكنني رغم ذلك اشعر بالتفاؤل اعتمادا على دور الشباب والقوى الوطنية الثورية التي تناضل في داخل سوريا ضد الاستبداد ومن اجل الكرامة والحريات العامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتناضل في نفس الوقت ضد التدخل الامريكي وكل اشكال التدخل الخارجي من اجل حماية الدولة السورية حفاظا على دورها الوطني والقومي الديمقراطي والانساني....عاشت سوريا قلب العروبة النابض..العار للعملاء والخونة والمرتدين ...المجد والخلود للشهداء...عاشت الثورة الديمقراطية في سوريا وكل ارجاء الوطن العربي.
#غازي_الصوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟