مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 3943 - 2012 / 12 / 16 - 14:45
المحور:
سيرة ذاتية
يوميات .. ومحطات استراحة ؟
لقد وضعت الحياة أمامي مصاعب جمة وكثيرة , لقد واجهتها بقوة وصمت وهدوء . 1975 دمشق
**
أعتبر وقوف زوجي العزيز معي في المطبخ ومساعدتي في كثير من الأحيان وخاصة أيام تهيئة المؤونة كا ( الزيتون , المكدوس , سلق القمح وسطح العنب ووو غيره ) , هو نوع من المشاركة العملية والإنسانية , من زوج لزوجته في أعمال المنزل , ورعاية الأطفال والشعور معها للتخفيف من جهدها وتعبها .... وإن إسهامه في العمل وإسهام أفراد عائلتي أيضاً شباباً وفتيات ليس سلباً لمملكتي , ولا انتقاصاً من قدرهم , بل هو تعبير منهم عن حبهم واحترامهم للعمل وقيمته وحبهم لأمهم والمشاركة في إنجاز عمل البيت سويًا , والمشاركة الجماعية والتعاون العائلي لأنهاء أثقل وأكبر الأعمال والمهمات , فكلنا شركاء في هذا البيت التي يضمنا ونسكن فيه معاً كأسرة واحدة متعاونة في السراء والضراء والتعب والراحة والمناقشة والحوار حول الطاولة بعد انتهاء الأعمال .. كانت جدا ساعات رائعة معهم ..
لا أدري ما قمت به تجاههم هل هو نعمة تخدمهم للمستقبل بنظرتهم للعمل وتقديسه واحترامه ومشاركة زوجاتهم وأزواجهم مستقبلاُ للمشاركة في إتمام أعمال البيت ؟؟
إذاً , فعلينا نحن والعائلة ككل مهمة تنظيفه والمحافظة على نظامه وهدوئه وإنجاز الأعمال اليومية من جلي وغسيل ومسح وحدائق وتسويق الخ ...
وهذا لا ينتقص من شخصيتهم ويعيبهم كما كان التقليد القديم في التربية ضمن الأسرة في مجتمعاتنا العربية والشرقية , بل تغيير عادات ونمط حياة سلبي وتمييزي وخلق أسلوب جديد للتعاون والمساواة والنظرة للمرأة واحترام قيمة العمل ,, لقد كسّرنا النمط البالي المتوارث مبكراً حينما وعينا وتمردنا على الكثير من التراث الفكري البالي ( أن هناك أعمال للمرأة وأعمال للرجل ) , وأن أعمال البيت محصورة للمرأة أو للفتاة فقط ومن إختصاصها حتى شرب كأس الماء يجب أن يحضّر من قبل المرأة ..!
إن العمل والمشاركة بالأعمال المنزلية يزيدهم إحتراماً لأنفسهم ولأفراد أسرتهم , وتكبر وتغتني خبراتهم ومعرفتهم بأمور البيت وقيمة الوقت والجهد في إنهاء الأعمال اليومية المرهقة , والأهم من كل ذلك تعلموا بأن لا يخجل المرء من أن يشتغل ويعمل أي عمل مفيد ومنتج , تعلم التواضع والتضامن وقيمة وأهمية العمل الجماعي والشعور بالفرح الذي يغمرهم بعد الإنتهاء والإتمام من واجباتهم البيتية !...... .... دمشق 1968
***
بقدر ما كنت طيّبة ومُحبة جداً , بقدر ما كنت لئيمة ومتحدّية إذا اعتدى أحد عليّ معنوياً أوكلامياً - طبعاً دون وجه حق سواء قريباً أو بعيداً - -- وقد كنت صلبة جداً وأحياناً عنيدة . إن في المرأة أشياء كثيرة ثمينة يجب أن تحافظ عليها . ولدى المرأة الواعية شموخ وكبرياء وشخصية عنفوانية , وكثير من العصامية ونبضات تستطيع أن تحميها لا أن تضيعها أو تدمّرها , إذا عرفت كيف تحافظ عليها وتنمّيها .
كان قلبي ناراً , وأحياناً جليداً . رياح الشتاء بعد استراحتها تضاعف من عنفها ..! ..... دمشق – 1975
***
كان طويل القامة أسمر اللون , مكافحاً إبن فلاح يعمل في الحقول و يحمل الأثقال والأكياس الكبيرة الحجم دون تأوه أو ضعف ويساعد الجميع وهو شاب , ثم سائقاً , ثم صاحب سيارة شاحنة على خط الداخل السوري والخارج العربي , حتى لقب ب ( الحلبي ) أي الشاب القوي ولديه نخوة وهمّة أي " قبضاي " –
عيونه كبيرة بنية و عسلية اللون , وجهه ضحوكاً , وقلبه طيباً وبريئاً ومحباً , واليدين سخيتين كريمتين ,, ذات يوم .. ونحن في الغربة , وقلبه يغلي بالشوق عليّ وعلى أختي التي سافرت هي أيضاً , وفقدان والدتي التي قبل خروجنا من الوطن , والوحدة ..... رحل بهدوء .. ودون وداع .....كان أبي !
علمت أسرتي الحنونة والمُحبة , وأخفت عني الخبر , بعد أيام من التمهيد والتقديم العاطفي والعائلي أخبرتني ..
في ذكرى وفاة والدي .......... 1982
**
إن تهجير المسيحيين من سوريا , هي سياسة ممنهجة سرية صامتة وناعمة –
ظاهرة تهجير وهجرة العائلات واحدة بعد الأخرى , كانت تسير بخطى وئيدة , فقد لاحظتها وأدركتها منذ زمن طويل قبل مغادرتنا الوطن منذ 1980 وماقبل , لشتى الأسباب والإغراءات المختلفة والمدبّرة ّ بذكاء صهيوني وشبكات عالمية - محلية – وليست نتيجة طبيعية ذاتية , وخاصة من مدينة حلب ودمشق ومنطقة الجزيرة السورية , أي تفريغ هذه المنطقة الشمالية خاصة من المسيحيين , والأكراد في الدرجة الثانية , أعتقد وراءها شبكات إسرائيلية تركية ومافيات سورية وراء ذلك !! وبما لنا من علاقات في نسيج المجتمع السوري ومعايشة يومية بين أوساط الناس الشعبية ويهمني سبر متغيراته وظواهره الجديدة وأحداثه اليومية في دمشق والمدن الأخرى في حمص وحماه والجزيرة وغيرها فقد عشت وسط المجتمع الشعبي , ولست بعيدة عنه فكنت أدرس كل ظاهرة منذ ولادتها الأولى .. كانت هذه الملاحظات تثير انتباهي دون أن أجد أسبابها – 1976 – دمشق
أما اليوم فأقول : فالتهجير ليس جديداً , بل هو امتداد - فقد ربطت مايجري اليوم في سوريا لشعبنا من تهجير على قدم وساق وقتل مبرمج وإبادة جماعية , فهو امتداد لسياسة خبيثة ضد مكونات شعبنا وتجذره في أرضه !؟
**
26 يناير 1991 خرّبت مرة ثانية إسرائيل ( السكود ) .
22 فبراير أحرق الجيش العراقي اّبار النفط قبل الإنسحاب .
24 فبراير بدأ الهجوم البرّي لقوات التحالف ضد العراق !؟
ألغام زائد خنادق نفط أشعلها العراقيون قبل خروجهم من دولة الكويت ,
لقد أصبح الجو حتى في سماء العراق وخاصة بغداد أسوداً , وضباب الغازات يخنق الأنفاس !
***
أصبح العراق من أول يوم الحرب بلا كهرباء , بلا ماء , بلا هواتف , ولا وقود !؟
كل يوم 2000 ألفي غارة جوية . مئات الغارات في الدقيقة الأولى
الشعور لا يوصف أنذاك ... حرب مصيرية , والشعب لا ناقة فيها ولا جمل " !؟
بغداد – 1990
***
يحزّ في نفسي أن تقيم إبنتنا الفنانة سمر المعرض تلو المعرض في العاصمة باريس وبقية المدن الأوربية , ولم نستطع أن نشاهد أو نتواجد معها في أي معرض ..! ... 1990
***
في منطقة ( زاكريوف ) بولونيا - في كنيسة ضخمة جداً , تقام صلاة إحتفال جماهيري واسع بمناسبة اّخر الشهر المريمي - عيد القديسة مريم العذراء . إحتفالات حكومية رسمية وكنسية وشعبية , تشترك فيها من كل الفعاليات والشرائح الإجتماعية والمناطق البولونية , لقد حضرنا مع أسرتي هذا الإحتفال الضخم الجميل الرائع ------- 1997
**
- تراجعت بيع الصحف في فرنسا –
:
- مخرجون عرب في الدول الأوربية سويسرا وفرنسا وغيرها .. يبدعون أكثر من الأوربين لأن مواضيعهم غنية – يعيشون الصراعات في بلادهم والتناقضات والمعاناة السياسية والإجتماعية اليومية . فهي تجارب كثيرة ومتنوعة وغنية مثل ( مانو خليل – محمد السوداني – سمير العراقي ) فهي إثراء للسينما السويسرية والأوربية بشكل عام لها رؤية , لها جذور ثقافية , وقضية , والموضوع الساخن المعاش .
ولا ننسى حركة التأليف والترجمة والفنون العربية النشيطة في الغرب والشرق نساء ورجالاً روايات وقصص وشعر وسياسة وفكر, إغناء للمكتبة الثقافية العالمية والتبادل الثقافي الإبداعي ..
**
هجمة عالمية شرسة على كل شئ إسمه ثورة وثوار وتحرّر وحرية وديمقراطية لشعوبنا ورفضها رفضاً نهائياً بتشويهها أو تغيير مسارها أو السيطرة عليها , وهي امتداد لما كان قبل الثورات بتسليط الأنظمة الديكتاتورية والإستبدادية وسحق كل نبتنة جديدة أو معارضة وحركة وطنية تهز عروشهم ..!
**
تراجع الدورة الإقتصادية في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية . .
**
إيطاليا – روسيا – اليونان – ألمانيا ودول كثيرة أوربية رفضت أوجلان كلاجئ سياسي عندها !؟
بكيت اليوم على سماع نبأ إعتقال عبدالله أوجلان –
إعتقال القائد الكردي أمين عام حزب العمال الكردستاني PKK في تركيا مكبلاً بالأغلال في ( نيروبي ) كينيا من داخل السفارة اليونانية هناك بعدما اقتيد من بلدان أوربا بتاّمر الدول الغربية وإسرائيل وتركيا ومخابرات C I E ) ) الأميركية وسلّم منذ مساء الإثنين الماضي الى السلطات التركية وقد أعلنت تركيا رسمياً عن اعتقال عبدالله اوجلان – وهو موجود في قاعدة عسكرية على البحر الأسود وسيقدم للمحاكمة قريباً وتحت حراسة كبيرة –
ما العمل ؟
كلنا معتقلون في سجون كبيرة , وصغيرة مفتوحة , أو مغلقة !؟ ..... 15 - 16 – فبراير , شباط 1999 – بولونيا –
أما اليوم فقد تغيّرت الأمور والمواقف !؟
مريم نجمه
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟