ثامر ابراهيم الجهماني
الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 23:45
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
الحلقة ..(( 4))
إن كلمة الرهبة (TERREUR) اصبحت وسيلة حكم يقوم على الترهيب . لذلك قدّم ( روبسيبير ROBESPIERRE) عام 1793 تقريراً عن مبادئ الحكومة الثورية ، فقال : (( ليس علينا أن نزرع الرهبة في قلوب المواطنين والتعساء ، بل في مخابئ المجرمين الغرباء ، حيث يتقاسمون الأشلاء ، وحيث يشربون دماء الشعب الفرنسي )) .
ويؤكد "جان توشار " بأن روبسيبير الذي لايفسَد يتجلى بتقديس الفضيلة ، فلا سياسة بدون أخلاق ، ولاتمييز بين الأخلاق العامة والأخلاق الخاصة ، والأخلاق العامة هي التي تفتح الفضائل الخاصة . من هنا ذلك المزيج من المثالية والإرهاب : حيث أن الإرهاب يصدر عن الفضيلة .
يتضح إذن أن الرهبة (TERREUR) قد تجاوزت في هذه المرحلة حدود كونها ردة فعل تلقائية تقوم بها الجماهير بدافع من الحماس الوطني المتزمت ، وأصبحت وسيلة حكم يقوم على الترهيب ، والذي انتهى بسقوط ( روبسيبير ) الذي حوكم وأعدم في ساحة الثورة باعتباره إرهابيا ً ، فكان أول استعمال للمصطلح في اللغة الفرنسية .
لكن في بداية القرن التاسع عشر تبدل مفهوم الإرهاب على أيدي الفوضويين الذين كانوا يرفضون جميع اشكال السلطة ، أشخاصاً ومؤسسات ، ويتضح ذلك من برنامج المنظمة الإرهابية العدمية التي أطلقت على نفسها ( إدارة الشعب ) حيث يمكننا الاطلاع على دور الإرهاب في عملها السياسي : > .إلا أن المفهوم قد تطور بفعل تطور المجتمع الدولي ، حيث اشارت إلى ذلك الكثير من الوثائق الرسمية ذات الصفة الدولية أو الإقليمية .
وبعد إنتصار الثورة الاشتراكية 17 تشرين الأول - أكتوبر 1917 ، اطلقت الراسمالية على الثورة الفتية ( صفة الإرهاب ) ، في حين كانت الرأسمالية – والحاكمة للدول الغربية – تنكل بالقوى العاملة ، وتزيد من اضطهاد ةإحكام سيطرتها عليها ، مستخدمة التطور التكنولوجي ، ووسائل القمع الحديثة ، واصفة اي تحرك جماهيري بالإرهاب . فظهر ما يسمى هناك ( بالإرهاب الأبيض Wihte terror-La Terrreur Blanche) حسب الدكتور عبد الوهاب الكيالي ، الذي مردّه بالأصل إلى مرحلتين من تاريخ فرنسا الحديث "الأولى في عام 1795 ، وفي بعض مناطق جنوب فرنسا ، عندما لاحقت جماعات من أنصار الملكية ( اليعقوبيين ) فقتلت بعضهم رداً على إرهاب الأخيرين ( الأحمر ) الذي اتبعوه في السنوات السابقة . والثانية في أواخر 1815 عندما اتخذ شكل ردة الفعل الملكية على حكم المائة يوم . ويتابع الكيالي قائلا : " فقامت من جهة حركات شعبية عفوية بسجن وتعذيب وحتى قتل بعض أنصار الإمبراطور مثل الماريشال ( برون ) والجنرال ( راميل ) في جنوب فرنسا ، ونفذت الحكومة من جهة اخرى ، عقوبات بحق اشخاص اعتبروا مسؤولين لمساعد تهم نابليون كالماريشال ( ني ) الذي أعدم في 7 كانون الأول - ديسمبر 1815 " .
يتبع ...-.....
#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟