أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الجمال من عوامل التقدم والتقبل















المزيد.....

الجمال من عوامل التقدم والتقبل


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 21:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في يوم من عام 1977 كنت في مكتبة جامعة القاهرة أقرأ كتب رفاعة الطهطاوي وطه حسين واحمد لطفي السيد وقاسم أمين بينما كنت اعد لرسالة الدكتوراه عن وضع غير المسلمين في مصر (يمكنكم طلبها من هنا http://www.amazon.fr/Non-musulmans-pays-dIslam-cas-lEgypte/dp/1481060228/ref=sr_1_1?ie=UTF8&qid=1355579958&sr=8-1). وفجأة رأيت منظراً لم اره من قبل. رأيت شابة (أو شبح سيدة) منقبة تبعد عني بضعة أمتار ولم يكن يظهر من وجهها إلا عينيها وهي تبحلق بي. فاستحوذ علي خوف لم أشعر به من قبل. ظننت أنها تجسيدا لساحرة كانت جدتي العجوز تقص علينا قصتها عندما كنت صغيراً. فغيرت مكاني حتى لا أراها. وحتى يومنا هذا عندما أرى منقبة في الشارع أو في الباص أغير طريقي أو أدير ظهري لها تشاؤما منها كمن يرى قطاً أسود أو يسمع نعيق غراب في الصباح. ولولا الملامة والخوف من البوليس لالتقطت أول حجر أجده لأرجمها به حتى تولي هاربة من أمامي.

كنت يوما في محطة قطار في مدينة ليون ورغبت في شراء كتاب من مكتبة وإذا بي أمام سيدة مغطاة من رأسها إلى قدميها لا تعرف وجهها من مؤخرتها لولا أنها رفعت عن وجهها غطاء دون أن تريه وأخذت محفظة الدراهم حتى تنظر فيها من تحت الغطاء قبل أن تناولها للبائعة الفرنسية التي كانت مكشوفة الرأس والذراعين. فهرولت هاربا من المكان مرددا: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". لقد تعكر كل يومي بسبب هذا المنظر الفظيع وبقيت في حيرة من نفسي طوال الوقت أفكر ماذا جرى لتلك السيدة حتى تضع نفسها في كيس قمامة أسود وتعطي نظرة سيئة للجميع عنا نحن العرب في الغرب؟ كيف يمكن لشخص فيه ذرة عقل أن يلبس مثل تلك الملابس المخزية والمشوهة للإنسانية؟ ما هو هذا الدين الذي حول بعض النساء إلى خيام متنقلة كما يسميها الرئيس أنور السادات والذي تم اغتياله ليس بسبب توقيعه على معاهدة السلام مع إسرائيل بل لانتقاده ملابس المرآة كما يريدها الأخواث المتأسلمون.

ورأيت يوما شريطا على الأنترنيت تظهر فيه سيدات منقبات وهن يأكلن المعكرونة. كانت هذه السيدات ترفع الحجاب وتدخل الشوكة من تحته أو من فوقه مليئة بالمعكرونة لتوصلها إلى فمها. بالله عليكم ما هذا المسخ؟ أليس هذا أفضل دعاية ضد العرب والمسلمين يمكن أن يقدمها المسلمون؟ أليس هذا المنظر أكثر تشويها ألف مرة للإسلام من الفيلم المسيء للنبي محمد؟ أنظر بالله عليك هذا المنظر الفظيع الذي يدل على غباء مجتمعنا http://www.youtube.com/watch?v=-ITyRwAB1Ts

تصور نفسك ذاهب إلى مطعم فتجد مائدتين. مائدة عليها باقة ورد جميلة وأخرى عليها كيس قمامة. يا ترى أي مكان سوف تختار؟ صحيح أنك لن تأكل باقة الورد ولا كيس القمامة، ولكن من المؤكد أنك سوف تختار المائدة التي عليها باقة الورد وتدير ظهرك إلى المائدة التي عليها كيس قمامة... إلا اللهم إذا كنت مريضاً عقليا أو ليس معك فلوس وتريد أن تبحث في كيس القمامة عن بعض الطعام المرمي. وفي كلا الحالتين لا ملامة عليك. فللجنون أحكام كما للفقر أحكام. وعندما أرى رجلا سائرا مع امرأه في كيس قمامة أحاول أن اجد بعض المعاذير. فقد تكون المرآة بشعة إلى درجة أنها قد تخيف العيال أو تثير شفقة المارين على زوجها إن أظهرت وجهها، أو أنها عاهرة لا تريد أن يتعرف عليها المارة فتصاحب رجلا إلى مكان ليزني بها متذرعة بأنها زوجته. وقد أخبرني أحد معارفي بأنه في اليمن يقوم الرجال بالتخفي تحت النقاب لكي يذهبوا إلى خليلاتهم فلا يشك بهم أحد فيعملوا السبعة وذمتها. وهناك أيضا أخبار عن إرهابيين وحارمية يلبسون النقاب لكي يقوموا بما يرغبون به من عمليات إرهابية وسرقات دون أن يتعرف عليهم الشرطة والمارة.

هذا ما يثير ضغينتي كلما أرى امرأه منقبة. ولكن ما يزيدني غضبا هو أثر هذا التصرف الأرعن على تقدم مجتمعنا. كيف يمكن لمجتمع يضع نصف أعضائه في أكياس قمامة أن يتقدم؟ يتناقل أهل قريتي الفلسطينية قصة ظريفة عن شخص اسمه حنا الأهبل. عندما كان صاحبنا يزور القدس كان يقترب من الشابات الجميلات ويقرصهن في ذراعهن بصورة مازحة. مما كان يخجل مرافقيه فيعاتبوه على ما كان يفعل. فيجيبهم حنا الأهبل: لولا البنات الحلوات لكان الرجال بقوا يمشوا على أربعة مثل الحيوانات. لقد كان حنا الأهبل حكيما بكل معنى الكلمة. تصور نفسك ذاهبا إلى عملك أو مدرستك فترى في طريقك وجها مبتسما وتدخل مكتبك أو مدرستك فترى الرفاق فيه مبتسمين رجالا ونساءً. أليس هذا أفضل مشجع لك لكي تقوم بعملك ودرسك بأفضل ما يمكن. والآن تصور نفسك ذاهبا إلى عملك أو مدرستك فترى في طريقك وجها مكشرا أو امرأة في كيس قمامة. ثم تصل مكتبك أو مدرستك فترى أمامك رفاق مكشرين ونساء في أكياس قمامة. يا ترى ألا يعكر عليك هذا المنظر نهارك ويجعلك تنتظر نهاية النهار بفارغ الصبر حتى تتخلص من هذه المناظر التعيسة؟ ألا تصرف الشركات مبالغ طائلة حتى تزين مكاتبها بالورود والصور الجميلة حتى تبعث على التفاؤل؟ ليست هي الورود أو الصور التي سوف تقوم بالعمل بدلا من الموظفين، ولكن تلك الورود والصور تبعث في نفس الموظفين الرغبة في العمل وتخفف عنهم وطأته. أرى من الضرورة أن يقوم علماء النفس في البحث عن سبب التأخر في عالمنا العربي والإسلامي لمعرفة ما إذا كان فقدان الجمال هو أحد أسباب تأخر هذه الدول.

بجانب اهتمامي بالقرآن وبالختان وبما يجرى في مصر حاليا من جدل حول الدستور اهتم بوضع القبائل (البربر) في الجزائر الذين اجبروا على التحول إلى الإسلام. وكل مرة ارتدوا عنه تم إرجاعهم للإسلام بحد السيف. وفي السنين الأخيرة بعد ما عانته الجزائر من سفك للدماء بسبب الإسلاميين بدأ كثير من أفراد القبائل في ترك الديانة الإسلامية إما للإلحاد أو لاعتناق المسيحية. ولا عجب في ذلك. فوالدة القديس أوغسطينوس الشهير والتي تدعى القديسة مونيكا كانت قبائلية. وقد أعطت القبائل للكنيسة أثنين من بابواتها. وما زالت الرموز المسيحية بارزة في حليهم وملابسهم التقليدية. وتلك الملابس والحلي التي تلبسها النساء القبائلية غاية في الروعة وتكشف عن تحرر النساء القبائليات بخلاف الملابس التي يريد فرضها المتأسلمون على ذاك المجتمع والتي تعبر عن القهر والكبت والتخلف العقلي. ويطلق على القبائل إسم الأمازيغ وهي كلمة تعني الرجال الأحرار. ولغتهم تسمى اللغة الأمازيغية أي لغة الرجال الأحرار. ومن وقت لآخر أنشر على صفحتي في الفيسبوك فتيات قبائلية بملابسهن وحليهن التقليدية. مما يثير تساؤل بعض الزملاء: شو قصتك يا سامي في عمرك المتقدم؟ هل تركض وراء البنات؟ وكان جوابي: أنا أدافع عن إخوتنا البربر أقرباء القديس أوغسطينوس وأولاد مونيكا ضد همجية اتباع محمد... ولا أرى أفضل من نشر الجمال مقابل أكياس القمامة. أليس هذا هو أفضل سبيل للدفاع عنهم؟

--------------
حملوا كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول: http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تتدخل يا سامي في التصويت على الدستور المصري؟
- ارفضوا الدستور المصري ولكن صوتوا بلا
- دستور مصري همجي
- موش مشكلة إخوان مشكلة تعليم ديني
- شرع الله أم شرع الحاخام؟
- مسلسل جريمة الختان 98 : عقدة أوديب وعقدة الخصي
- مسلسل جريمة الختان 97 : الختان كمرحلة تدريب وامتحان
- خبرتي مع الناشرين
- مسلسل جريمة الختان 96 : الختان كعلامة طهارة وتعالي
- مسلسل جريمة الختان 95 : كعلامة إنتماء وتمييز وتعارف وتضامن
- مسلسل جريمة الختان 94 : الختان والانجاب
- مسلسل جريمة الختان 93 : علاقة الختان بالزواج
- يسوع مجنون الناصرة
- إنا انزلنا إليك كشكولا
- مسلسل جريمة الختان 92 : ختان الإناث كعملية تجميل
- مسلسل جريمة الختان 91 : الختان كعمليّة تجميليّة جاذبة جنسيّا ...
- دين خفيف على المعدة
- هل يحق لنا انتقاد الأنبياء؟
- الأفكار العبقرية لله
- الصينيون ينسفون مكة بقنبلة نووية


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الجمال من عوامل التقدم والتقبل