أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مهند السماوي - المغترب المخالف














المزيد.....

المغترب المخالف


مهند السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 19:13
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


المغترب المخالف:

استطاعت الامم المتقدمة ان تحرز الصدارة من خلال قبولها لمختلف التيارات الفكرية ضمن حدودها وبذلك نزعت عنها صفة العنف والتطرف والسرية من جهة ثم الاستفادة المادية والمعنوية من البنية المنهجية الجديدة التي تدعو اليها،وضربت بذلك مثلا طيبا في قبول الاخر ودمج مختلف الثقافات والقيم ضمن مجتمع واحد يخضع لقانون ثابت.

اصبحت تلك البلاد بعد ذلك الحلم الكبير والامل المنشود لاغلب المهاجرين واللاجئين اليها للخلاص من المعاناة التي يحيونها لمختلف الاسباب ومن بينهم من يحمل عقائد وافكار تعارض وبصورة جذرية اساسا بيئة الاغتراب بطريقة تثير الانتباه والحيرة وتدعو الى التساؤل وفق منهج النقد الذاتي!.

بعد شيوع حالة الاضطهاد لمختلف التيارات والمعتقدات في العالم العربي التي تخالف السلطة او المجتمع،نزح الى دول الغرب في البداية عدد كبير من الشيوعيون العرب اذا استثنينا حالة الليبراليين القريبين من الناحية الايديولوجيات السائدة في الغرب ثم تبعهم القوميون واخيرا الاسلاميون بمختلف اتجاهاتهم المتعارضة احيانا!.

لم يختار المهاجرون واللاجئون في الغالب،الدول التي ينتمون اليها فكريا وروحيا او يؤيدون خطها السياسي بطريقة او بأخرى وقد يكون العامل الاقتصادي هو الاكثر تأثيرا في الاختيار،ولكن الاغرب من ذلك هو استمرارية حالة التأييد بوتيرة اعلى من السابق بالرغم من ان الابتعاد عن تلك البلاد اخذ احيانا شكل الطرد او الابعاد القسري وهو امر مثير من حالة شاملة تستحق المراجعة بغية الاستدراك والتصحيح!.

الاغلبية الساحقة منهم هاجرت الى دول بعيدة في الفكر والسلوك عن مكونات المحمول الذاتي،فالشيوعيون العرب على سبيل المثال لم يختاروا الهجرة بعد الاضطهاد الذي واجهوه في بلادهم او بعد انهيار الكتلة الشيوعية الى دول شيوعية صارمة في تطبيقها للفكر الماركسي في الغالب،من قبيل كوريا الشمالية وكوبا وفيتنام او دول الكتلة السوفيتية السابقة.

صحيح ان بعض هؤلاء ونتيجة لتأثيرات البيئة والزمن وسقوط المنظومة الشيوعية قد تحول بطريقة جذرية او نسبية نحو فكر ومنهج آخر،وهي حالة طبيعية تستدعيها حالة الدراسة والبحث والشك والتنقيب بغية الوصول الى اسلم وادق المناهج الفكرية التي تلائم الحياة الانسانية المعاصرة،ولكن القسم الاخر بقي صامدا بوجه التغييرات الفكرية والسياسية في العالم وقد يكون بعضهم على اقتناع بصواب النظرية وفشل التطبيقات الناتجة منها او يكون العناد الشخصي والتعصب الاعمى جزءا كبيرا من تقرير المصير وتحديد الهدف!...وليس من غريب ان نرى البعض يتجاهل الخروقات المروعة لحقوق الانسان التي وصلت الى درجة الابادة الجماعية لشعوب بأكملها وايضا الفشل الاقتصادي الذي رافق مختلف التجارب السابقة وضمن بيئات مختلفة بينما ينعم بحالة حماية حقوق الانسان والرفاه الاجتماعي من النظام الاخر!.

والوضع مشابهة للقوميون العرب الذين رفضوا العيش ضمن دول عربية تدعي انها نظم قومية تقدمية وفضلوا الهجرة الى بلاد الاستعمار حسب وصف الادبيات الكلاسيكية لهم! ورغم حالة الفشل الذريع الذي صادف تجاربهم السياسية الا ان المراجعة في المهجر لم تكن كافية او ذات اهمية بالغة لاستعادة المبادرة على الاقل،والحال اكثر استغرابا مع الاسلاميون المتطرفون اذا استثنينا جانب المعتدلون ودعاة التعايش السلمي!..فهؤلاء لم يتركوا خيار الهجرة الى البلاد التي يؤيدونها او يوالون خطها الفكري فحسب بل ان بعضهم تركها هاربا من المعاناة الجديدة التي اضافت ابعادا جديدة من النفي والاضطهاد القسري الشامل والمتجدد!.

هذا الامر لا يقتصر على اتباع مذهب دون اخر،بل حتى الطائفيون المتعصبون واصحاب الثقافات المنغلقة لم يجدوا في البلاد التي يميلون اليها من ناحية الفكر والعقيدة،اي رغبة في العيش هناك حتى في حالة اذا سمحت الظروف لهم،وان كانت عوامل النفي والطرد بقيت موجودة عند تلك البلاد!.

هذا يعني ان تجاهل حالة الاختلاف مع طبيعة المجتمعات الغربية هو امر شائع لدى الاغلبية ممن يحملون افكارا ومبادئ وقيم قد تتناقض الى حد الرغبة في تدمير الاخر والقضاء عليه بشتى الطرق!.

قبول الاخر والتعايش معه بعد ان اثبتت التجارب نجاحه كان من المفروض ان يكون رأس حربة التغيير في المعتقدات الفكرية والسياسية،ولو تمت عملية الاضافة بالشكل الطبيعي لكانت عملية اعادة البناء الفكري وتقويمه قد اثمرت بشكل رائع واعطت لنا اضافات فكرية جديدة سوف تساعد البلاد الطاردة لابنائها في اعادة بناء ذاتها وفق احدث المتغيرات الدولية.

الاسباب الذاتية لكل فرد هي طاغية في منعه او منحه حالة التغيير واعادة التقييم، والتكوين الثقافي ومن ضمنه الخلفية الدينية والمذهبية والبيئة الاجتماعية عوامل رئيسية في التحكم بالمصير الشخصي،والقدرة على التحكم لن يكون بمقدور اي شخص ان يحصل عليه بسهولة ولكن في نفس الوقت ليس صعبا خاصة في ظل توفر الارادة الحرة والشجاعة الادبية.

المراجعة الذاتية واعادة تقييم التجارب السابقة سواء الفردية او الجماعية لم تكن بالمستوى المطلوب في حالة المغتربون لاسباب عقائدية،ولو كانت قد جرت بالشكل الطبيعي لتغيرت مساحات التأييد والرفض السائدتين وحلت محلهما ثقافة النقد والتحليل المنهجي وفق مستحدثات المكان والزمان...!



#مهند_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سياحة الكتب 16
- تجارب بلا عبر
- مذكرات من بيت الاغتراب 15
- في ذكرى مذبحة
- في سياحة الكتب 15
- مصر الحرة من جديد!
- مذكرات من بيت الاغتراب 14
- في سياحة الكتب 14
- الموتى يحكمون الاحياء!
- في سياحة الكتب 13
- في سبيل عالم جديد
- صبغة العصر!
- المفكرة الثقافية 2
- المفكرة الثقافية 1
- السقوط الحتمي!
- المالتوسية الجديدة بين الواقعية والخيال
- مذكرات من بيت الاغتراب 13
- من اسفار المكتبة:السفر السادس
- مذكرات من بيت الاغتراب 12
- حصاد الزمن:2011


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مهند السماوي - المغترب المخالف