|
أي لجنة تنسيق نحتاج
حسيبة عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 1139 - 2005 / 3 / 16 - 10:23
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
جاء الاعتصام الأخير الذي حدد بتاريخ 10/3/ 2005 أمام القصر العدلي بدمشق تحت شعار رفع قانون الطوارئ والأحكام العرفية في ذكرى إعلانها الثانية والأربعين _ 8/3/1963_واطلاق سراح المعتقلين السياسيين ..الخ ليطرح أسئلة عدة ليس من زاوية القوى والفعالية السياسة وغيرها وإنما من زاوية اللجنة المنسقة والتي بدأت عملها فترة الانتفاضة الفلسطينية ومن ثم حرب العراق تطورت فيما بعد إلى نقل التنسيق في قضايا المحيط الإقليمي_العراق، فلسطين_ إلى الداخل السوري حيث توسعت القوى المشاركة لتشمل كافة أطياف المعارضة الوطنية السورية بما فيها الأحزاب الكردية عدا الإسلامية إضافة إلى جمعيات حقوق الإنسان ولجان أحياء المجتمع المدني، وقد دعت لجنة التنسيق إلى أكثر من اعتصام من أجل الحريات العامة وكان أخرها الاعتصام المذكور أعلاه والذي تشابه مع الاعتصامات المنصرمة من حيث القوى والفعاليات المشاركة ومن حيث القصور في التنظيم إن كان لجهة الشعارات التي يجب أن ترفع أو من غياب المكان البديل في حال حوصر المكان من قبل الشرطة أو أجهزة الأمن والذي يحصل دائماً عدا الاعتصام الأخير حيث حاصرتنا "الميليشيا البعثية" المعبئة ضدنا والتي حملت معها الأعلام السورية والهراوات بنفس الوقت وإنما لغاية استشعار اللحظة السياسية المناسبة الذي يتطلب أولاً القراءة السياسية وردة الفعل الشعبية قبل السلطوية للحركة المطلبية في كافة الحقول والمستويات السياسية والحقوقية المحضة . فقد جاء تحديد موعد الاعتصام في الظرف العام والراهن للمنطقة غير صائب سوريا حيث يعيش الشعب السوري انتعاشة للحس الوطني السوري على خلفية أحداث لبنان هذا من جهة ومن جهة ثانية ربط اعتصامنا بالمعارضة اللبنانية التي نختلف معها فلكل منا أجندته الخاصة المتعلقة به ونتفق معها في موضوع خروج القوات السورية من لبنان و أيضاُ لكل من أسبابه وخلفياته وقد أخطأنا عندما انتظرنا تفجير الوضع اللبناني حتى نطلب خروج الجيش السوري من لبنان وكان حرياً بنا أن نطلب ذلك منذ خروج إسرائيل مهزومة من جنوب لبنان . والآن تطرح مشكلة تقديراتنا السياسية التي تتحول إلى مطالب تأتي متأخرة دوماً أو في توقيت خطأ وعلينا تدارك ذلك والخطوة الأولى نحو هو تشكيل لجنة تنسيق سياسية بالدرجة الأولى تمثل الأحزاب السياسية الوطنية العربية والكردية دون نسيان التيار الإسلامي تكون معنية بقراءة اللحظة السياسية واتخاذ القرار السياسي المناسب لأي حدث أو تحرك قادم تستفيد من الأخطاء التي تقع وتتجاوزها على اعتبار أن الحراك السياسي العلني مازال في مرحلة الحبو الأولى بعد غيابه لأكثر من أربعة عقود الأمر الذي يحتاج إلى دقة كي لا يعود الحراك ثانية إلى الوراء وبفعل جماهيري . هذه اللجنة تقوم على وضع برنامج مرحلي للحركة الوطنية السورية المعارضة بشقيه النظري والعملي وفي الشق العملي تستطيع اللجنة أن تنسق مع الجمعيات سواء جمعيات حقوق الإنسان أو لجان المجتمع المدني حول إمكانية الأنشطة المشتركة، أما وأن تترك الأحزاب السياسية وضع خطط التحرك للجمعيات واللجان التي قد لا تقرأ اللحظة السياسية بشكل جيد وبالتالي يفسر التحرك باتجاه قد لا يتفق مع الأهداف التي يأمل أن تتحقق وفي السياق السياسي ذاته لا يمكن نسيان أن للأحزاب السياسية برامجها السياسية المختلفة عن برامج الجمعيات واللجان قد يلتقيان حول بعض المطالب ويختلفان في مطالب أخرى وهذا وضع طبيعي لكل منهم أهدافه المرحلية والاستراتيجية وأدواته النضالية أيضاً وعلينا الفرز بينهما على أسس سياسية ولذا فأنا أقترح لجنة تنسيق سياسية تشمل أطياف المعارضة الوطنية السورية دون استثناء أحد تحدد مهامها وآلية عملها بما يتفق ويتوافق مع الأحزاب المعنية ومن ثم تعمل اللجنة على تحديد آلية عمل ثانية للتنسيق مع الجمعيات واللجان كي لا تخلط الأهداف والأوراق ولا يكون أحد مطية لأحد أو لتنفيذ أغراض غير معلنة بدأت تلوح بالأفق السياسي السوري وعلى وجه التحديد التساوق مع المشاريع الأمريكية المطروحة كوجه آخر لردات الفعل على الاستبداد الداخلي !!
حسيبة عبد الرحمن روائية سورية وسجينة رأي سابقة
#حسيبة_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شهداء حزب العمل الشيوعي في سوريا
-
الاعتداء بالضرب
-
دولاب الزمن الحاضر
-
رياض سيف قربان المشروع الليبرالي
-
بانو راما عن اعتقال النساء
المزيد.....
-
قبّل السيسي رأسه في حفل المولد النبوي.. من هو الدكتور أحمد ع
...
-
مجندات إسرائيليات على حدود مصر بقيادة جنرال أمريكي
-
الكابينيت يضع -إعادة سكان الشمال- ضمن الأهداف الرسمية وهوكشت
...
-
-النظام البدائي للرسائل المشفرة يُبقي السنوار على قيد الحياة
...
-
الحكومة البرازيلية تطلب المساعدة الدولية لمكافحة الحرائق في
...
-
أسباب نزف اللثة
-
دب روسي يعانق مؤثرة سعودية شهيرة في إحدى غابات موسكو (فيديو)
...
-
-سقطت بالتقادم والجاني اعترف-.. جريمة قتل الوسيط الدولي برنا
...
-
جهاز الخدمة السرية الأمريكي يقول إن المشتبه به في محاولة اغت
...
-
أميركا تعتقل روسيًا بتهمة تهريب تقنيات مسيّرات
المزيد.....
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
-
حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2)
/ جوزيف ضاهر
المزيد.....
|