أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - تفجير الحلة مؤامرة اردنية عمرها اكثر من عام














المزيد.....

تفجير الحلة مؤامرة اردنية عمرها اكثر من عام


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1139 - 2005 / 3 / 16 - 09:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل اكثر من عام, عاد صديق اردني من زيارة اهله. وفي اول لقاء لنا حدثني بقلق عما يجري في بلاده قائلا ان موجة غريبة من معادات الشيعة واتهامهم بالكفر تغطي الاعلام الاردني وخاصة الجوامع: "لقد نسوا اسرائيل واميركا وفلسطين, وصار كل حديثهم عن "الشيعة الكفرة". لقد صار اصدقائي واقاربي يعرفون جميعا الفروق بين الشيعة والسنة, ولم يكن لهم يوما اهتمام بالاطلاع حتى على الاسلام وتفاصيله".

اضاف صاحبي قائلا: "..وفي الاردن يا صاحبي لا ينطق امام جامع بكلمة لاتمر من خلال المخابرات الاردنية, لذا فليس لدي اي شك ان هذه الموجة بموافقة ومباركة ولعلها على الاغلب من تخطيط المخابرات الاردنية".

سألته: "وما تأريخ علاقة السنة بالشيعة عندكم؟"
فقال: " ليس هناك اي تأريخ يذكر, فلا اذكر يوما ان تحدث امام جامع عن الفرق بين شيعة وسنة, دع عنك تكفيرهم والدعوة الى محاربتهم وقتلهم. فالشيعة في الاردن اقليه صغيرة جدا لا احد يحس بوجودها. لذا فان ما اخشاه ان تكونوا انتم المقصودون بالمؤامرة"

اصر صاحبي كما قال على مقابلة الامام وقتها, وبعد انتظار طويل, قال له صاحبي: ان ما قاله خطير وسأله الا يعد ذلك فتنة بين المسلمين؟ فغضب الامام وراح يرغي ويزبد ويلعن الشيعة الخارجين عن الاسلام.

اليوم اقرأ ان جريمة التفجير البشعة في الحلة كانت من عمل شاب اردني, وان اهله كانوا يتلقون التهاني لقيام ابنهم بجريمته, واتذكر ما قاله صاحبي قبل اكثر من سنة, واربط الحادثين معا. ويجرني المنطق الى ان هذه الجريمة ليست الا نتيجة منطقية مخططة لسياسة تقوم بها الحكومة الاردنية. وبما ان الحكومة الاردنية تتبع حرفيا اوامر اسرائيل واميركا, وان تلك الحملة جاءت بعد احتلال الامريكان للعراق, فان اصابع الاتهام تشير الى ارباب نعمة الملك البريطاني – الاردني. فأن اضفنا الى ذلك "الخطأ" الامريكي المفضوح و"الغريب" بترك الحدود العراقية مفتوحة امام الارهابيين من الخارج, ثم "الاخطاء" "الغريبة" الاخرى المتعلقة بترك مخازن الاسلحة عرضة للسرقة, والاختيار "الغريب" لنيكروبونتي, المتخصص بانشاء المنظمات الارهابية في اميركا الوسطى لسفارة العراق, بدلا من متخصص ببناء البلدان والاقتصاد, ان تذكرنا كل ذلك تصبح الصورة واضحة ومحددة.

اميركا تريد الارهاب في العراق بأي ثمن, من جثث العراقيين طبعا, ولابأس طبعا ببعض جثث جنود امريكان للتغطية, خاصة ان كان معظمهم ممن لم يحصل على الجنسية الامريكية بعد. وهي لا تريده لسبب غريب مستعص على الفهم, بل لانه ببساطة المبرر الوحيد لوجودها العسكري, اضافة الى حفنة فوائد اخرى كأن يركز العراقيون على الخوف والامن ويتركوا للامريكان و"جماعتهم" مسألة النفط. فعندما يكون الامن هو الثيمة الاساسية للانتخابات, لن يقرأ الناس موقف حزب او مرشح من الاقتصاد او غيره بل يبحث عمن يؤمن له حياته. ومعروف في كل العالم الديمقراطي ان "الامن" ثيمة كاسبة لليمين, ومتى كان هاجس الامن والخوف مسيطرا في بلد ما, انحاز الناخبون بعيدا عمن يحدثونهم بالارقام والاقتصاد الى الواعدين باعادة الامن بقبضة من حديد, وهم اليمين دائما.

لقد كذبت الناطقة الرسمية الاردنية اسمي خضر عندما قالت ان الحادث فردي وبرأت الموقف الرسمي الاردني منه, بل انه موقف رسمي مخطط من قمة السلطة الاردنية, بل ومن فوق تلك السلطة, وهو مستمر في التنفيذ وتتحمل حكومة الاردن مسؤوليته كاملة. ان الشيعة مطالبون باليقضة والوعي لتلك المؤامرة, والسنة مطالبون باكثر من ذلك, والشعب الاردني مطالب بكشف خطط حكومته والتصدي لها, وعدم السماح لاعداء الشعب العربي بزرع الفتنة بين اجزائه.

اما موقف "حكومتنا" فلايكفينا ان يستنكر رئيس وزرائنا اياد علاوي الحادث مثل اي شخص غريب, بل ان من واجبه الطبيعي ان يطالب الحكومة الاردنية بالتحقيق في الحادث وخلفياته, وان يشارك جانب عراقي في لجنة التحقيق, يختار تحديدا من الشيعة, وان يقوموا بزيارة المساجد ومراجعة خطب الجمعة السابقة على مدى اكثر من عام وتلك التي قبلها, وكلها موجودة بلا شك لدى الامن الاردني, والتحقق فيما اذا كان هناك اتجاه رسمي لتشجيع العنف ضد الشيعة ام لا.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان يكتشف دواء للسرطان
- ايكاروس: مضطهدي الشعوب يدرسونها, لكنها لا تدرسهم
- الاقناع المعكوس: حول قائمة الائتلاف والجلبي والقرارات العشوا ...
- اسئلة قبل نتائج الانتخابات
- نظرية الخونة الابطال لاسحق رابين واشرف عبد الفتاح
- ليس من السهل على ابو مازن ان يكون في شجاعة السادات
- رهان الديمقراطية الخطير
- سياسيون مصابون بنقص الحضارة المزمن: حول الشغب السياسي العراق ...
- من قررت ان تنتخب؟
- خطوط على وجوه المدن العظيمة: اثار الجيش الامريكي في بابل
- صراع بين المتضامنين مع الشعب الكردي
- طائر الشمال الجميل يسحب استقالته!
- استقالتك مرفوضة ايها الطائر الجميل
- خير الامور ليس دائما اوسطها: في العلاقة العربية الكردية في ا ...
- الاعلام والحملات الانتخابية -4 – نظرية التوازن النفسي وتأثير ...
- الحملات الانتخابية والاعلام -3- الخط الايديولوجي
- تحية تقدير للمبادرات السياسية الذكية واصحابها
- ملاحظات حول مشروع الدستور الدائم للدكتور منذر الفضل
- الحملات الانتخابية والاعلام 2- حلزون الصمت
- الحملات الانتخابية والاعلام-1- الرسالة الاعلامية والمتلقي


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - تفجير الحلة مؤامرة اردنية عمرها اكثر من عام