لينا سعيد موللا
الحوار المتمدن-العدد: 3941 - 2012 / 12 / 14 - 09:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما تنفض روسيا يديها من بشار الأسد وتقول عبر نائب وزير خارجيتها غينادي غاتيلوف بأن الأسد يمكن أن يسقط نتيجة خساراته المتتالية لمواقعه، وأن خطة إجلاء الروس المقيمين في روسيا باتت جاهزة، أن يقولها بعد دعم غير محدود وتعنت غير مفهوم، بعد 21 شهراً من عمر الثورة التي ذهب ضحيتها عدد غير معروف بوجه الدقة من السوريين، فهذا خرق كبير .
وإذا كان الكثير من الأصدقاء والمتتبعين وأنا منهم، قد تنباً بأن لحظة انس
حاب الروس قادمة، مهما راوغت موسكو، ومهما حابت بشار الأسد وعادت الشعب السوري .
فإننا اليوم نهنئ الروس على خسارتهم سوريا كدولة حليفة أو حتى صديقة، فما فعلوه طوال تلك الفترة لن ننساه لهم أبداً . وعليهم أن يدفعوا ثمن البراطيل التي تقاضوها، وأن يتعلموا درساً مكلفاً أن جميع البطش الذي أوعزوا به، والقنابل والأسلحة التي مدوه بها، لا يمكنها أن تقف في وجه شعب أبي أراد الحرية .
الأسد جاد اليوم في تقديم عرض لتسليم السلطة ومغادرة البلاد، وهو عرض يفترض به السرية، لأن أعوانه لن يقبلوا بمغادرته وتركهم لمصير مشؤوم،و هم الذين دافعوا عن النظام بكل وحشية وارتكبوا لأجل استمراره الأهوال .
ولجميع بطانة النظام أقول لهم وبصراحة متناهية ودون أن يهتز لنا جفن :
إن أجمل الأماني لدى أغلب السوريين في هذه اللحظة، هي سماع جملة النطق بحكم الاعدام على بشار الأسد وكل من قتل أو تسبب بقتل نفس سورية بريئة، فرحة لا يمكن أن تعادلها أخرى سوى منظرهم وهم متدلون من على حبال، وقد شربوا في النهاية من الكأس الذي أشبعونا منه طوال خمسة عقود من الزمن .
نحن نتحين الفرصة ، لا لنرفع معاً إشارة النصر، ولا أعلام الثورة فوق قبة البرلمان، بل لأن نوجه كلمة عرفان وتقدير لجميع من رحلوا بعد أن كانوا في الصفوف الأولى للثورة، إلى كل من ضحوا لكي نصل إلى تلك اللحظة الغالية.
إننا اليوم بتنا نملك ماء الوجه للمضي في توجيه كلمة تعزية لأهالي كل الذين استشهدوا وفقدهم المشهد السوري الجديد .
لنقول أنه اليوم فقط يحق لنا الافصاح ، عن أن أرواحهم الطاهرة تسبح في محيطنا وهي لم ولن تغادرنا لحظة واحدة، وهي ستبقى محرضة ودافعة لأن نكمل مسيرة الديمقراطية والعدالة والحرية في سوريا، سوريا المتعطشة للكرامة الحقيقية إلى زمن الصدق والوفاء، إلى زمن الأخلاق دون أي رياء .
وإننا سنكون مخلصون لكل الأبطال ولأهلهم، لأننا بتنا نتوق للإخلاص والمحبة، إلى أن نعود إلى خصالنا الحقيقية، خصال أتت عليها رمال القحط، ونحن كنسناها .
قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية
#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟