أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - معقل زهور عدي - لبنان من الدولة الى الثورة














المزيد.....

لبنان من الدولة الى الثورة


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1139 - 2005 / 3 / 16 - 09:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



يوم أمس خرج لبنان من الدولة ، الدولة التي بنتها الأجهزة الأمنية بكثير من الدهاء والصبر وبعيدا عن الأعين حين كان لبنان مايزال مثخنا بجراح الحرب الأهلية مدمرا ومتعبا لايقوى على التذمر أو الاعتراض .
خرج لبنان من تلك الدولة بصورة لارجعة فيها . لم يكن الوجود العسكري السوري سوى غطاء لحقيقة تلك الدولة وحين بدأ الغطاء ينكشف أدرك لبنان أن ساعة الحسم قد دقت وأن الاحتلال الحقيقي ليس هو الجيش السوري ولكنها الدولة الأمنية التي تحتل لبنان ، وما لم يتحرر لبنان من تلك الدولة فلن يكون قد أنجز شيئا، هكذا خرج لبنان من الدولة الى الثورة .
لايمكن وصف الحشد الهائل أمس بالمظاهرة أو الاعتصام ، وكل تسمية كتلك هي غباء سياسي قبل ان تكون انتفاصا من الحدث الزلزلال.
انها ثورة حقيقية ، فالثورة لم تعد عنفا ودماء تسال ورصاصا وميليشيات ، لقد أصبح ذلك كله وراء التاريخ وأصبح تكراره مهزلة وليس دراما ، الثورة الحقيقية اليوم هي انبعاث الشعوب بأشكال تعبير سلمية – ديمقراطية ، لقد قالها لبنان وعلى الشعوب العربية أن تسمعها : هذا هو طريق التغيير.
في ساحة الشهداء ثورة على الطائفية ، والاستبداد ، وحكم المخابرات ، ثورة على الخوف والصمت ، وثورة أيضا على الوحشية والعنف والفساد .
انه الشعب هذه المرة هو الذي يضع في فم المعارضة أهدافه وآماله ، ليست المعارضة من يسيره ولكنه هو من يسيرها ، وبكثير من الرأفة ينتظرها كي تلحق به بعد ان يسبقها .
يوم أمس كان فاصلا ، انتهت المظاهرات والاعتصامات وانطلقت الثورة ، انطلقت ليس من البنادق ، ولكن من أغاني الأطفال ، وهتاف الشباب والصبايا ، ورفرفة الأعلام .
كانت هيبة الملايين المحتشدة تطارد هيبة الدولة المحطمة والهاربة . بعد اليوم أصبح شعب لبنان المنتفض هو الشرعية الوحيدة ، وهو المرجع لاعادة بناء الدولة على أسس جديدة . أما الدولة الأمنية الراهنة فقد سقطت بكل مؤسساتها ولم يبق لها من الشرعية سوى شرعية قوتها الخائرة المترنحة.
دون نقطة دم ، ودون مواجهات، ودون تدمير وأعمال عنف ، يصنع لبنان ثورته العظمى ، وهي ان كانت الثورة البرتقالية الأولى في بلادنا العربية فلن تكون الأخيرة.
بالأمس استطاع لبنان وحده من بين كل الدول العربية ذات الجيوش الجرارة أن يحرر جنوبه المحتل بكرامة ودون صفقات مهينة ، واليوم استطاع لبنان وحده من بين كل الشعوب العربية الجاثمة تحت كابوس الاستبداد والمستسلمة لمصيرها البائس أن يحطم قيوده ويخرج من الدولة الى الثورة .
امام الشعب المحتشد المتوهج يصغر الخارج ويكبر الداخل ، تصغر المؤامرات والفتن ويكبر الوطن ، تصغر الطوائف ويصغر التعصب ، بل تصغر الجغرافيا ويكبر التاريخ ، ويمتد لبنان .
حين سئل المسيح عليه السلام أأنت القادم ام ننتظر آخر أجاب انظروا بأعينكم فالموتى يقومون والمرضى يشفون وهاهو لبنان يقول للعالم انظر بعيونك هل بعد تلك الملايين من شك. العميان وحدهم هم الذين لايرون مايحدث . لقد انطلقت قاطرة الثورة.
لبنان يا لبنان لماذا تركتنا ؟ .



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لميزان القوى في لبنان مابعد الانسحاب السوري
- الثابت والمتحول في المعارضة اللبنانية
- وداعا للسلاح
- نحو مقاربة هادئة للوضع المتفجر في لبنان
- سيوم براون- وهم التحكم - القوة والسياسة الخارجية في القرن ال ...
- سيوم براون - ( وهم التحكم- القوة والسياسة الخارجية في القرن ...
- نحو برنامج سياسي مشترك للقوى الوطنية الديمقراطية في سورية ول ...
- العولمة وأفول الدولة القطرية
- تداعيات الانسحاب السوري من لبنان
- مغزى الانتخابات الفلسطينية في الضفة والقطاع
- سياسة المقاومة ومقاومة السياسة
- التحول الديمقراطي في سورية والموقف الراهن
- سورية ولبنان واستحقاق الشعوب
- معضلة الديمقراطية في التجربة الاشتراكية السوفييتية
- اية ديمقراطية نريد؟
- نعوم تشومسكي-الهيمنة أم البقاء
- نحو بديل عقلاني في مواجهة العولمة
- الليبرالية الجديدة والمسألة الديمقراطية
- جدار الفصل العنصري-علامة مميزة في تاريخ الصراع العربي الصهيو ...
- الاحتلال وأزمة المقاومة في العراق


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - معقل زهور عدي - لبنان من الدولة الى الثورة