أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريف سردست - الستالينية من البعث الى الولي الفقيه














المزيد.....

الستالينية من البعث الى الولي الفقيه


طريف سردست

الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 23:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في احدى حواراتي مع سعوديين، كانوا يتهمون، على الخصوص نظام ستالين، بالعديد من الاتهامات، مثل تحويل الشيوعية الى عقيدة رسمية ومنع حرية الاعتقاد والاستيلاء على السلطة ومنع المعارضة وتصفيتها وإقامة الوصاية السياسية الديكتاتورية، ومنع النشاط السياسي المخالف وتجريمه إنطلاقا من إمتلاك الحقيقة المطلقة ومحاربة التعددية القومية سعيا لخلق أمة سوفيتية، والتمييز في المواطنة على اساس الانتماء السياسي والعقائدي وتصدير الثورة والارهاب السياسي وتحفيز عبادة الفرد والاشخاص وتعليق حقوق الانسان او تشويهها .

عندما تصدر مثل هذه الاتهامات، بهذه الصيغة الدقيقة، من اشخاص يدينون بالولاء لنظام دولة الشريعة في مملكة آل سعود، يحفز ذلك، آلياً، على المقارنة. اليس من المُدهش ان نفس هذه الاتهامات الفظيعة يمكن توجيهها الى نظام دولة الشريعة الوهابية؟

مع القليل من التمعن نجد ان هذه المواصفات تنطبق ليس فقط على السعودية وحدها، وانما ايضا على نظام البعث في العراق وسوريا، ونظام القذافي في ليبيا، ونظام البشير في السودان، بل وحتى نظام الولي الفقيه في ايران. كيف يحدث ان مواصفات النظام الستاليني، العلماني، ينطبق على انظمة علمانية عربية ( وغير عربية) وانظمة دينية اسلامية، في نفس الوقت؟

الستالينية نمط حكم ونظام ايديولوجي، عموده الفقري المركزية الشديدة و حكم الفرد، الى حد العبادة، وإمتلاك أيديولوجية " الحقيقة المطلقة والوحيدة" مصدرها " الاب القائد" بصلاحية الوصي، وإلغاء الفرد وحقه في تقرير مصيره لصالح الجماعة بقيادة الوصي الضرورة، والتمييز على اساس العقيدة، وتشويه حقوق الانسان والوصاية على المؤسسة الحقوقية والتشريعية والتنفيذية. كافة الطقوس الاخرى التي تحاول اضفاء الشرعية على الحاكم الفرد، الوصي، القائد الضرورة او الولي الفقيه والمرشد، هي مجرد مظاهر تهدف الى ذر الرماد في العيون، وأخفاء الطبيعة الفردية والفئوية للوصاية. يظهر سطوة ذلك في ان جميع الشخصيات حول " الوصي الاعلى"" يختفون ويتبدلون من فترة الى اخرى عدا الوصي الاعلى، الذي يبقى في منصبه مدى الحياة، لايغيره الا الموت وحده، وان اي قرار لايمكن ان يكون فعال الا بعد ان يحظى بموافقة ورضى " الولي الاكبر". هذه المواصفات تنطبق على ستالين كما تنطبق على الولي الفقيه الايراني او السعودي وعلى صدام حسين وبشار الاسد أو القذافي بنفس المقدار تقريباً.

الاخوان المسلمون، في مصر، يبدو انهم سيقدمون لنا نموذجا جديدا عن الستالينية، حيث الحاكم مُرشد، وظيفة جماعية ضمن الجماعة، وليست فردا بذاته، لتصبح نوع من ديكتاتورية عقائدية، لربما اقرب لنمط ديكتاتورية البروليتاريا على النمط اللينيني. هنا يجوز للشعب اختيار مُرشده، لتنفيذ شريعة الاسلام، حسب مقتضى رؤيتهم لها في الجماعة الاسلامية، وليس شريعة السكان حسب خيارهم لها كمواطنين.

في ذلك يبدو ان الهبة الجماهيرية، التي هدفت، في الخمسينات، الوصول الى مجتمع " الشرعية الثورية " قد انتجت اليوم مجتمعا ثيوقراطيا، في جوهره مجتمع ستاليني. وجود قبول جماهيري غير معلن بدولة الحاكم " القوي"، الذي يكون كالاب، تدلل على ضعف الوعي كموروث عن فترة الحركات الجماهيرية ذات الطابع الثوري، في اطر ستالينية، يدعمها موروث ثقافي ابوي واسلامي، قائم على مفاهيم العصور البدوية التي يجري احياءها اليوم.

لقد استغلت رأسمالية النفط، بالتواطئ مع الرأسمالية المحلية النامية، الموروث الثوري والتراثي على السواء، لخطف قيادة المجتمع والسعي لبناء المشروع الرأسمالي على اسس دينية- ستالينية، تحميهم من الانفجارات الاجتماعية والعمالية وتحول هموم المجتمع من العلاقة بين العامل ورب العمل الى العلاقة بين الانسان وربه، متخلصة بذلك من جميع شجون الرأسمال والحقوق المترتبة عليه لنمو عاصف.. من هنا نشاط قطر لقيادة عملية توحيد السوق الاسلامية، فتكون الستالينية قد قدمت لهم ايضا خدمة لاتعوض الى جانب خدمات التراث الاسلامي والبدوي.



#طريف_سردست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستالين وإبادة مندوبي الاجتماع الموسع للجنة المركزية -4
- ستالين وتطهير الجيش من قادته-3
- ستالين ومسرحية محاكمات موسكو - 2
- ستالين، وتفاصيل إرهابه الكبير -1
- ستالين وجريمة تهجير شعوب القرم
- ستالين ومآساة الشيشان والانغوش
- ستالين والتهجير القسري للاقلية الالمانية
- ستالين والتهجير الاجباري للاقلية الكورية
- ستالين والعقوبات الجماعية ضد الاقليات القومية - الفنلنديين - ...
- خطاب خروتشوف السري وإدانة الستالينية
- موت ستالين ام التخلص من ديكتاتور؟
- ستالين ومسؤوليته عن نشوء اسرائيل
- ستالين واليهود السوفييت
- ستالين وتقاسم اوروبا
- ستالين وجوكوف وجزاء سنمار
- ستالين والحرب الوطنية العظمى
- ستالين والتحالف مع هتلر
- ستالين وسياسة إرهاب الدولة
- ستالين وتصفية رفاق الحزب
- ستالين والاستيلاء على قيادة الحزب


المزيد.....




- هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية ...
- المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله ...
- الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي- ...
- أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ ...
- -حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي ...
- شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل ...
- -المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طريف سردست - الستالينية من البعث الى الولي الفقيه