أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لميس كاظم - مجزرة حلبجة شذرة في البرلمان العراقي














المزيد.....

مجزرة حلبجة شذرة في البرلمان العراقي


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1139 - 2005 / 3 / 16 - 09:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



قررت الأحزاب العراقية الدخول الى قمة البرلمان العراقي ، بعد إنتظار دام أكثر من شهر ونصف، فستعقد الجلسة الأولى يوم الأربعاء في 16.03.2005 ، وهي الذكرى السابعة عشر لقيام النظام البائد بقصف مدينة حلبجة الكردية بالسلاح الكيماوي والغازات السامة والتي راح ضحيتها أكثر من 5000 من المواطنين الكرد الأبرياء ، الذين لم يحسوا بتلك الجريمة النكراء سوى أن الموت داهمهم بدون مقاومة وهم في بيوتهم ..على موائد الطعام .. في اسرة النوم ...الأطفال في الطرقات . دخل الموت الى الحارات الكردية وأنتشر في الطرقات والشوراع وفي سطوح المنازل نفذ من الشبابيك و الأبوب الرئيسية .
إعتاد الأكراد في شهر اذارعلى تلك النسمات الربيعية الجبلية العذبة لكنها هذه المرة كانت النسمات باردة قاسية وغير مألوفة ورائحتها كريهة وأستنشاقها ثقيلاً وعبقها ساماً ، لم يستذوقها الكبار والصغار ، إستنشقها الكرد الأبرياء وهم لم يعرفو ان هذه هي الجرعات الأخيرة من الهواء السام الذي دخل أجسادهم الطاهرة سينقلهم ، وبدون ذنب أو جرم يذكر سوا أنهم أكراد بسطاء أمنين يريدون العيش بسلام، الى عالم الخلد.

مات الطفل وهو لم يكمل رضعته من ثدي أمه التي احست أن فم ابنها توقف عن شقط حليبها وتوقعت أنه غفى على صدرها وهمت بالوقوف لتضعه في سرير نومه فلم تستطع أن تتحرك وماتت هي الأخرى والطفل يعض حلمتها معتقدا ان حليبها مسوم ، لكنه لم يعرف أن كل إخوانه وعائلته وقريته قد تسمموا بغاز الخردل الذي اكرمهم المجرم صدام بمناسبة عيد نوروز ،العيد القومي للشعب الكردي، يوم تتحول كل السهول الكردستانية الى قوس قزح لكثرة تلاوين الملابس الكردية وتهتز الجبال من قوة الدبكة الكردية .

مات الأب وهو يُلفلف إبنه بملابسه مدركاً انه سيحمه من قصف الطيران اليومي الذين أعتادوعليه لكنه لم يدرك أن الموت قد دخل رئته قبل إبنه وان الشهيق العميق الذي سحبه من الهواء السام اسقطهُ ارضاً على ابنه ليموتو متحاضنين ومتشابكين وترتفع ارواحهم الطاهرة سويتاً الى السماء.

مات الأطفال وهم لم يكملوا لعبة كرة القدم في ملعب الحارة، ضرب أحد الأطفال الكرة فسقط على الأرض ، ضحك الأطفال من كلا الفريقين لأنه لم يصب الكرة، لم يعو ان تلك الضحكة كانت هي الأخيرة في حياتهم فسقط الواحد يلي الأخر في ساحة ملعب الحارة ، ووقفت الكرة مندهشة لتلك الاستراحة المفاجئة التي لم يتفق عليها الأطفال فأنتظرت نهوضهم لتكملة اللعب وحين رأت أن الحكم سقط أيضا وقفت الكرة دقيقة حداد على أرواحهم.

مات شيخ القرية وهو جالس القرفصاء في باحة الدار ولم يكمل سيكارته، سحب النفس الأول من السكارة فسعل سعلة شديدة احس أن رئته سُتخلع من مكانها ، سحب النفس الثاني وهو يتحدث لزوجته عن الألم الشديد من هذا الدخان اللعين وهو قرر أن يترك التدخين أعتباراً من يوم غذ ، لم يعرف انه يحتضر، فلم تجبة زوجته وحالما التفت اليها وهزها مستفسرا لم لا لم تعلق ،سقطت الزوجه على الأرض فهّم لمساعدتها وللاعتذار منها لكنه لم يلحق فسقط هو الأخر على زوجته.

حدثُ لم يألفه الأكراد يومها ولم يعرفوا كيف ينجون منه ، هرب القسم الأكبر منهم الى سفح الجبل معتقدا ان الهواء النقي سيكون في القمة فمات الكثير منهم في الطريق ، ، أُصيب الكثير منهم بالعمى الموقت ، والقسم الأخر وضع كمادة بيضاء مبللة على فمه ومنخاره لعله يساعده على منع السموم من الدخول الى رئته فلم يفلحوا بذلك واستوطنت الغازات السامة في أجسادهم ففتكت بهم على مر السنيين الواحد يلي الأخر.

ان السلاح الكيماوي لم يتسرب الى قرية حلبجة فقط ، بل سمم الكثير من القري الكردية الأخرى، والتي كانت مواقع محصنة لفصائل الأنصار العراقية( البيشمركة) المعارضة للنظام البائد من الكرد والعرب والأقليات والتي لم يستطع النظام البائد أن يقتحمها طوال العشرة سنوات التي تواجدو هناك ، رغم ترسانته العسكرية الهائلة ، فقرر إجتثاثها عن بكرة ابيها ، فإستخدم السلاح الكيماوي المحرم دولياً، متهما وقتذاك بأن إيران هي التي أبادت الشعب الكردي وكما هو معروف ان النظام البائد هو أفضل بكثير من مخرجي هوليود في أخراج القصص الكاذبة.

أنه ليوم تأريخي أن تفتتح أول جلسات الجمعية العمومية للبرلمان العراقي في ذكرى 17 لمجزرة حلبجة الكردية ، سيقف الساسة العراقيون دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء حلبجة الأبرار وباقي شهداء الأنفال والمقابر الجماعية التي نفذها النظام البائد ضد كل أبناء العراق بعربة وأكراده وأقلياته.

هذا اليوم سيُذكر الساسة العراقيين بأن الذي جمعهم هو نضالهم المشترك ، ضد النظام البائد الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق كل الأديان والطوائف والقوميات والأقليات العراقية بدون تمييز، من اجل عراق موحد حر متعدد فيدرالي.
كان أملي أن يكون يوم صدور الحكم بالأعدام على المجرم صدام حسين وكل زمرته الحاكمة في يوم تأريخي أيضاً من أيام جرائمة البشعة التي أرتكبها بحق شعبه.



#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السلمية تحت قبة البرلمان
- المرأة العراقية بين الدستور الديني والعلماني
- موقف الجامعة العربية من الزلزال الديمقراطي
- الجامعة العربية المفتوحة طريق نحو التكامل العلمي
- مباركة حسني مبارك
- ثقافة الدستور العراقي الجديد
- نتائج الإنتخابات بين الواقع والطموح
- فالنتاين ...عيد الحب عيد بغداد


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - لميس كاظم - مجزرة حلبجة شذرة في البرلمان العراقي