أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم عرفات - قلب الأم والمسيح














المزيد.....

قلب الأم والمسيح


إبراهيم عرفات

الحوار المتمدن-العدد: 3940 - 2012 / 12 / 13 - 01:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعقوب ويوحنا رجعوا البيت يقضوا لهم كام من يوم وأمهم سألتهم عاملين إيه فـ ردوا: تمام قوي يا ماما، قد إيه نبقى مع يسوع وقد إيه هو معلم شديد وأستاذ قدير. هو بيحبنا جدًا وبيظهر مودة خاصة ناحية يوحنا، ومين عارف.. ممكن يخليه خليفة له ولا حاجة. تعرفي يا ماما.. مرة خدنا احنا الاتنين على جبل وأظهر لينا سرّ احنا مش مسموح لنا نقوله لأي حد. الأم اتبسطت بالجواب بس في نفس الوقت كانت حاسة إن الولاد مخبيين عنها حاجة وفيه حاجة حايشينها عنها. مع إلحاح الأم الأولاد يردوا على أمهم إنهم كانوا يتمنوا لو الموضوع يبقى واضح ليهم أكتر من كدة ويعرفوا إيه دورهم بالتحديد في الخدمة.
(ساعات احنا كمان بنقول إن دورنا مش واضح وعايزين نعرف بوضوح احنا مين.. هل لينا وجود ولا احنا كدة حاياللى مثلاً. احنا مين ودورنا إيه).
ومع استجواب الأم وهي عايزة تجيب قرار الموضوع الأبناء يشرحوا إن الموضوع وما فيه ساعات بطرس بتبقى ليه الأولوية ويقدمه في حاجات وساعات يوحنا. الأم تطمئن أولادها: سيبوا الموضوع ده عليّ يا ولاد. تلقائيا يعقوب ويوحنا بيكشوا ويعترضوا وهايوروا وشهم للمعلم إزاي بس.. لكن الأم تجمد قلبها وتصر على أنه يتم معاد بينها وبين المعلم. الأبناء يرضخوا أمام رغبتها وهي من ناحيتها تجهز لها خطاب طويل عريض قعدت تجهزه وتقول وتعيد فيه وتغير كلمة وتحط كلمة تانية.. خلاص.. هاتقول له: أنت أستاذ وسيد عظيم وطيب وبتحب ولادي الاتنين وهما كمان بيحبوك. وبالتدريج هاتعرفه إنه أولادها يستحقوا منصب تكريم. وقالت في سرها: لو سمعني ولبى طلبي هاشكره ولو قال لا من حقي أعرف الولاد غلطانين في إيه والغلط يتصلح برضو.
(لما احنا ما بناخدش الوظيفة اللي احنا عايزينها أو نطول اللي في بالنا بنبتدي نتساءل: ياترى غلطنا في إيه؟ وإيه اللي كان ممكن أعمله صح؟ وبيكون صعب أننا نقتنع أن المهمة دي اللي أوكلت لشخص آخر مالهاش دعوة بينا وهل احنا صح أو غلطنا في حاجة وأننا ما غلطناش في حاجة خالص).
ولما الأم تقابل يسوع تنسى الخطبة الطويلة العريضة وتبتدي تتلجلج في الكلام وتخش دغري في الموضوع: دول ولادي الاتنين. أعط أوامر ليهم إنهم يجلسوا واحد عن يمينك والتاني عن شمالك، في ملكوتك).
تدخلها بيمشي غلط خالص وبيفكرنا بكلمات مرثا في بيت عنيا: أؤمر أختي إنها تساعدني بقة.
الست محتارة ومرتبكة بخصوص ولادها وده بيخليها تظهر في موقف مش كويس.
لكن كيف تصرف المسيح؟ كان ممكن يقول لها بشكل مباشر أن ده مش ممكن يتم وأن الأولية قد أوكلت لبطرس وأن الأباء والأمهات مش من حقهم يتدخلوا في شئون الخدمة وتنظيمها.
لكن المسيح قال تعليق حاد بحيث إنه ما يغلّطش الأم: أنت لا تعرفين ماذا تطلبين. دي كلمات تُعلِم الشخص من غير ما تجرحه. هو فهم بالتأكيد قد إيه هي بتحب أولادها ويعاملها بلباقة ويحاول يشرح ليها إن اللي هي بتطلبه مش بالضرورة أحسن شيء بالنسبة لهم. ثم يضيف: هل أنتما مستعدان أن تشربا الكأس؟ على طول الأولاد جاوبوا: أيوة نقدر نشربها. هذا لا يرضي المسيح واللي كان يتمنى إنهم يسألوه الأول: ما هي الكأس؟ وقصدك إيه نشربها؟
لذلك يواصل المسيح: سوف تشربان الكأس. لم يقل "بإرادتكما" لأنه كان عارف أن الرسل مش هايدخلوا مباشرة في رؤيته للإيمان.. الموضوع هاياخد وقت شوية.. هايكون فيه وقت يرفضوا الكأس الأول وبعدين هاييجي وقت تاني وهايشربوا الكأس. يعقوب في الحقيقة وبالفعل بيشرب كأس الإستشهاد.

فقال لهما المسيح: أما كأسي فسوف تشربانها، وأما الجلوس عن يميني وعن شمالي، فليس لي أن أمنحه، بل هو للذين أعده لهم أبي.

هنا يبين المسيح أن المكان أو الموضع ليس له أهمية. عايز يقول لهم: أنا نفسي مش شاغل نفسي به. أترك هذا للآب فيقرر كما يرغب بما أن كل المهم هو عمل مشيئته. ويأتي بعد ذلك كلام المسيح عن أن السلطة ليست تسلط وإنما هي خدمة وإن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم وإنما ليخدم ويفدي بنفسه جماعة الناس.

هل احنا بنهتم بدورنا في الخدمة وإنه يكون لنا مكان لامع مرموق في الخدمة؟ أهم شيء هو أن ربنا شغال ويعمل فينا احنا وهو يتمم عمله من خلالنا. في الوقت المناسب ربنا سيتمم عمل عظيم من خلالنا. بطرس ويعقوب جاءوا من أورشليم إلى أوروبا بالمسيحية، ودورهم كان عظيم جدًا في نشر المسيحية.



#إبراهيم_عرفات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظاهرات المسلمين واهتزازات عرش الرحمن: فائدة النقد
- عطشت نفسي إلى الصفاء، إليك يا إلهي
- أطير من نفسيّ إليك يا ربيّ
- في محراب الحب ناجيتك ربيّ
- الإسلام.. المسيحية: أيهما أولى بالعقل من الآخر؟
- واقعنا العربي المنكوب وسبل التعافي
- الكتاب المقدس رفيق رحلتي من الإسلام للمسيحية
- ما معنى قول المسيحي للمسلم إن المسيح ابن الله؟
- مفهوم التنزيل الإلهي والعبور من الإسلام إلى المسيحية
- شهادة الحب من المسيحيين للمسلمين- الفقرة الأولى
- تاء العورة والانتكاسة الحضارية في مواجهة الرقي الإنساني
- ما الهدف وراء أن يصبح المسلم مسيحيًا؟
- اللهم أعز الإسلام والمسلمين!
- ما معنى قول المسيحي للمسلم إن الله يحبك؟
- تنزيه الله أم عزلته؟
- محورية الإنسان في المسيحية
- هل تصلح اللا دينية كمنهج في الدفاع عن المسيحية؟
- أخلاق المسلمين أم أخلاق الكفار؟ وأيهما أولى بالأخلاق من سواه ...
- من يسيء إلى الإسلام؟ ومن هو المجرم الحقيقي؟
- ولَمَاْ تَثَلّثَ مَحْبُوْبِيّ فِيْ أقانيمِه- وقفةٌ مع دين ال ...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم عرفات - قلب الأم والمسيح