|
السيد علي السيستاني ومنح الجنسية العراقية
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1139 - 2005 / 3 / 16 - 10:19
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
على البرلمان العراقي الجديد ان يدرس اولاً مطاليب الجماهير الملحة ارجو ان لا يفهم من العنوان انني مستاء من طلب مجلس محافظة النجف الاشرف من البرلمان العراقي الجديد منح السيد على السيستاني وصحبه الجنسية العراقية، بل العكس اذ وجدت ان الرجل كان قد التجأ الى العراق بسبب الاضطهاد والتعسف والارهاب الجسدي والفكري في ايران الشاهنشاهية السابقة او الاسلامية الحالية، كما أنني اممي وانساني النزعة بدون التحفظ على الجنس واللون واستشهد دائما بأننا اقوام وشعوب مختلفة خلقنا لنتعارف فيما بيننا وليس نحارب بعضنا البعض او نستغل بعضنا لمآرب اخرى مهما كانت هذه المآرب. واستطيع القول بكل ثقة لم اشعر يوماً من الايام في العراق او خارجه انني ميال الى التفرقة وانانية الانتماء القومي او الديني او الطائفي او العرقي بل العكس كان ومازال شعوري نحو البشر الآخرين بأنهم اخوة في الجنس على الرغم من جميع الاختلافات بينهم ، ولكن اصدقكم القول ولا أحيد عن الحقيقة عندما تناقلت وكالات الاعلام من صحف وفضائيات منح السيد السيستاني الجنسية العراقية استهجنت وكذبت الخبر مع نفسي وقلت انها دعاية اعلامية خبيثة لدق اسفين بين ابناء شعبنا ولا سيما كنت في السابق قد كذبته في العديد من المرات العديدة عبر نقاشي مع البعض من الاقرباء وغير الاقرباء وحتى بعض الكتاب الذين كانوا يصرحون ان السيد علي السيستاني ايراني الجنسية والانتماء وليس عراقي وكنت اعتمد على بديهية "الا انها كما يبدو قد ظهرت بانها ساذجة " ليس من المعقول ان السيد السيستاني بعد هذا الباع الطويل والبيانات الرنانة والتصريحات على السِنَة الناطقين باسمه والتداخل والتدخل في الشأن العراقي ومصير العراق والعراقيين وهو الايراني الجنسية وكما اشار الشيخ خالد النعماني " من خلال قيادته للجماهير " كان احرص على وحدة العراق والعراقيين من غيرهم.. او الذين كانوا يصرحون انه اب العراقيين جميعهم بدون تميز!! الا ان الخبر انتشر مثلما " تنتشر النار في الهشيم " حتى قرأته مثنى وثلاثة واربعة بطلب من مجلس محافظة النجف الأشرف وعلى لسان الشيخ خالد النعماني نائب رئيس المحافظة " ان المجلس قرر بالاجماع رفع مذكرة للجمعية الوطنية يطالب فيها بمنح السيد علي السيستاني ( ايراني ) والمرجعين بشير النجفي ( باكستاني ) واسحاق الفياض ( افغاني ) الجنسية العراقية ويطالب بأن تكون هذه المسألة من اولى القضايا التي تناقشها الجمعية الوطنية المنتخبة " وكما يقال بدلاً من ان يطلب من المجلس ان يدرس اولاً قضايا اساسية تهم البلاد والعباد ـــ فطز على الاستقرار والوضع الامني والاقتصادي والمعاشي والبطالة والسوق السوداء النفطية والرشاوي والسرقات وتسلل فلول البعثيين الملطخة ايديهم بعذابات شعبنا العراقي الى دوائر الدولة بما فيها المؤسسات الامنية، وطز على الاعمال الارهابية والخطف والقتل والتفجيرات وتفخيخ السيارات وتسلل الارهابين من دول الجوار وغيرها من القضايا التي لا تقبل التأجيل واعتبار منح الجنسية هو الاساس في بناء العراق الجديد!! المشكلة ليس في منح السيد السيستاني ومنح اصحابه الجنسية العراقية او عدم منحه فهناك قرار جديد صدر بعد سقوط النظام الشمولي بمنح الحق للعراقيين في حمل جنسية اخرى الى جانب الجنسية العراقية ، لكن المشكلة ان السيد على السيستاني ليس عراقياً وانما ايراني الجنسية وكي يخضع للقانون الجديد ثم وحسبما أشير انه في العراق منذ حوالي 55 عاماً الا يثير هذا الزمن الطويل العديد من الاستفسارات والاسئلة ـــ كيف بقى هذه المدة الطويلة ولم يخضع للمسآلة القانونية، وهل كانت له امتيازات خاصة اثناء فترة 35 سنة من الحكم الشمولي؟ ـــ ولماذا هنا في العراق وليس في مدينة قم الايرانية مادام هو ايراني الجنسية؟ ـــ وما هو موقفه من الحرب العراقية الايرانية وبخاصة ان نظام القتلة هجر الكثيرين حتى العتالين من فقراء ابناء شعبنا على الرغم من وثائقهم العراقية بحجة التبعية الايرانية؟ ـــ وما هو موقفه من نظام البعثفاشي والطاغية صدام حسين فليس من المعقول انه كان واصحابه معارضين له وابقاهم صدام حسين ضيوفاً عليه؟ ــــ وهل من المعقول ان صدام حسين كان لا يعرف ان السيد على السيستاني ايراني الجنسية وبالضد منه ليتركه لحال سبيله خوفاً من الرأي العراقي والعالمي او الخوف من شيء ما ربما غيبي ؟. وهو القاتل المعروف الذي لا يثنيه اي احد وبدأً من ضميره في ممارسة عمليات القتل الجماعية والفردية وابرز مثال ما حصل للشهيد الصدر الاول واخته الشهيدة الأمرأة والصدر الثاني وعشرات المناضلين الوطنين وفي مقدمتهم عائدة ياسين وصباح الدرة ود. صفاء الحافظ ومدينة الدجيل وخان النص وحلبجة والانفال وابطال الانتفاضة 1991وغيرهم من الشهداء؟ كثير من الاسئلة والاستفسارات تدور حول نفسها دون اي توضيح او معرفة مثلما هي التصريحات التي يطلقها البعض من المقربين الناطقين عن الهوى وفي مقدمتهم ابنه محمد السيستاني الايراني الجنسية ايضاً حسب القانون العراقي بان الولد يتبع والده في حمل الجنسية وليس العكس. المشكلة الاخرى ان القانون او اي جهة رسمية عراقية يمكن ان يدرسا حالة اللجوء او ان اللاجئ قد تقدم بطلب شخصي مكتوب وهذا شيء متعارف عليه.. فهل ان السيد علي السيستاني وصحبه قدموا مثل هكذا طلب لمنحهم الجنسية ؟ وهل كانوا لاجئين في العراق؟ ولماذا لايذهب الباكستاني الى وطنه ويناضل من اجل شعبه وكلنا نعرف باكستان ونظامها الانقلابي المعادي للحريات والديمقراطية، ولماذا لا يذهب الافغاني الى بلده وقد تحرر من طلبان ليساهم في بناء افغاستان الجديدة؟ وما هو موقف السيد على السيستاني من النظام الايراني؟ ولا سيما من قضايا الحريات وحرية الفكر وحقوق الانسان وغيرها ؟ الم اقل لكم هناك عشرات الاسئلة ستبقى اجوبتها غائبة عنا كما غابت المواقف الواضحة قبل واثناء الانتخابات التي جرت في 31 / 1 / 2005.. لكنني أعود لاقول لماذا يتدخل السيد علي السيستاني في الشأن العراقي مثلما تدخل في الانتخابات لصالح فئة دون غيرها وهو الايراني الجنسية ؟ وهل سمح أو يسمح للعراقي ان يتدخل في الانتخابات الايرانية السابقة او القادمة.. ام ننسى كيف عومل اكثرية العراقيين الذين لجأوا الى ايران قبل او في زمن الحرب او بعدها بشكل سيء وبتفرقة لا مثيل لها في الاوردكات الايرانية وغيرها من مناطق ايران. والآن أعود وأقول بشكل صريح انا لا اتفق واعتقد ان معي عشرات الالاف مع ما طرحه مجلس النجف الاشرف الذي اعلنه الشيخ خالد النعماني بان تدرس الجمعية الوطنية وكقضية اولى منح الجنسية العراقية للسيد علي السيستاني وصحبه انما احث جميع العراقيين الذين تهمهم مصلحة العراق ان يطالبوا الجمعية الوطنية : ان تقوم بمهام اكبر واهم من ذلك وهي انتخاب مجلس الرئاسة ورئيس الجمهورية وتشخيص رئيس مجلس الوزراء واقامة الحكومة الجديدة ، وان تدرس الملف الامني والاقتصادي والمعاشي والتحضير الجيد والنزيه للانتخابات القادمة وبعدالانتهاء من كل المهمات المستعجلة من الممكن ان يقدم السيد علي السيستاني وصحبه طلباتهم الى الجهات المسؤولة والمخولة قانونياً للحصول على الجنسية العراقية وعند ذلك لن اكون ولا غيري من سيقف بالضد من طلبهم .
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جائزة نوبل والتحفظ على الاكراد
-
الحكومة العراقية الجديدة ومستلزمات المرحلة الحالية
-
التداخل العذري لهمس النداء
-
في عيدها الـــوردُ يعطرُ نفسه ... 8 آذار الجميل
-
رغيف الخبز الملاحق من قبل وزارة التخطيط ومركز الاصلاح الاقتص
...
-
ثقافــة التحوير ثقافـة شوفينية وايدز عنصري معروف.. هل الكرد
...
-
أسئلة : كيف نفهم اغتيال رفيق الحريري والاتهام الفوري الموجه
...
-
بعيـــداً عنهــــــم
-
على الطريق الفرعي عند حوافي حقل الحنطة
-
عذراً قناة الفيحاء ـ لكذبة - ما كو مهر بس هلشهر -
-
هـــل رفيق الحريري هو آخر القطاف الإرهابي ؟
-
المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات والموقف العادل من التجاو
...
-
فقـــــــــــدان الأثر
-
الـــــدم الينبوع المتواصل منذ 8 شباط / 1963
-
لماذا الخوف من فصل الدولة عن الدين وفصل الدين عن الدولة ...؟
-
الغرفــــة أشجان الزيتــون
-
ثقافتـــان متناقضتـــان
-
التهديد بنار جهنم قبل الانتخابات ــ هل صحيح من لا ينتخب قائم
...
-
كيف حل الحيف باهالي بحزاني وقرقوش وبعشيقة وبرطلة وغيرهم ؟
-
اربعة وعشرون ساعة لكي ننتخب قائمة شغيلة الفكر واليد اتحاد ال
...
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|