أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ألقاب أشبه بالقبعات















المزيد.....

ألقاب أشبه بالقبعات


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3939 - 2012 / 12 / 12 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألقاب أشبه بالقبعات
كتب مروان صباح / هي ألقاب أشبه بالقبعات يتوارى خلفها أصحابها وقد تشمل جميع الشرائح وفئات المجتمع لدرجة لم تترك مساحة إلاّ أصابتها بهذا المرض اللعين ، يُصيب مستخدمه بِدمور بطيء قبل الآخرين ونراها بشكل جليّ خلف البذلة العسكرية أو حقيبة يحملها سائق خلف وزير أو عمامة عريضة أو طربوش طويلة ولم تنتهي الظاهرة عند هذا الحد بل اتسعت بين القواعد الشعبية لتأخذ منحن أعمق كونها تتأثر بالطبقة المخملية التى تنعكس تماماً كالعادة بشكل مبالغ لشح الإمكانيات حيث تضطر تلك الفئة للتطرف في إظهار الأشياء بشكل مضاعف يترتب عليه ايضاً بعض الفوائد من الربى كون الحرمان استطاع نخر ما هو عميق فأنتج تشوهات لا بد من معالجتها اولاً .
باستثناء العراق لم تخضّ الدول العربية أي حروب منذ هزيمة حزيران خصوصاً تلك الدول التى اطلقت على ذاتها بدول الطوق والمواجهة إلا أنها رغم هذا التحنط ، يقّتسم الجانب العسكري ومستودعاته التى ضربها الصدأ من الموازنة العامة نصيب الأسد تاركاً للتعليم وثقافة والصحة وغيرها من حلقات وعلى رأسها مراكز التنمية والبحث العلمي لمعادلة نصيب الغزال الذي يكتفى بباقة عشب كي يحافظ على رشاقته ، لكنها تأتي جميعها تحت ذرائع باتت مفضوحة لا تليق بطفل أن يصدقها كونها أصبحت قناة من قنوات الفساد المنظم لما توفر للقائمين عليه مصادر مالية تتدفق من ورواءها ابرام صفقات بالإضافة لاحتياجات اللوجستية من مساحات شاسعة كمتطلبات أمنية تُحرم المدنيين من الاقتراب منها أو التوسع حولها بينما ينتهي الأمر بها بين التلف أو يعاد تسويقها في مناطق أخرى لاستفادة منها بالقدر الممكن كأنها مفروضة على من يحكم شرائها كرشوة في بقاءه أمناً في الحكم أو على الأقل لما نشاهده من سقوط لديكتاتورين أن يطيلوا حكمهم للزمن المستطاع .
هؤلاء الأشاوس يحرصون ضمن التقاليد المنقولة وحفاظاً على الهيبة المبتورة بترصيع صدورهم بنياشين أو أُوسمة كأن صدر الواحد منهم لائحة ريموت كنترول مما يوهم نفسه قبل الآخرين بأنه قد فَّرغ للتو من صدّ هجوم حيث أجبرَّ العدو على التقهقر من حيث توغل وان حياته مليئة بالحروب التى تفوق شعر رؤوس من يشاهد نياشينه المعلقة بل تصل احياناً عندما يتجلى بسرده ألليلي مشاركاته إلى معركة اجنادين لكن الواقع بعيد عن هذه التطريز التى لا قيمة لها عند المستمعين بل في حقيقتها أقل قيمة من أغطية الزجاجات المرمية بجانب الرصيف ، إلا أن مفارقة المفارقات حين تتأمل لحالهم ينتابك حالة من الضحك المدمي ليتحول إلى ضحك مفرط وهم يرفعون أحزمتهم لحد صدورهم كي يواروا كروشهم المتدلية ناهيك عن القُصر القامة الذي من المستحيل للجيوش النظامية التى تتمتع بمعايير قياسية أن يتوفر لهم فرصة الانتساب ، فحقيقة هؤلاء ليس لديهم شغل باستثناء أن يلهثوا وراء الوقود وتقاسم الامتيازات وعندما تواتي اللحظة التاريخية لدفع الاستحقاق المؤجل في الدفاع عن الأوطان والشعوب والمقدسات يتسللون بخفة تاركين أسلحتهم وينزعون ثيابهم العسكرية كي يفروا من الحقيقة إلى الكذبة التى أدمنوا عليها وحين تصادفهم في خضم لهفتهم في اللجوء إلى مأوى أمن خوفاً من الحاضر الغير متوقع تماماً والمنزوع من ثقافة التحدي ، يوزعون على الفور ابتسامات خارجةُ من عرق المنصب للفاجعة والمملوءة بشفقة السائلة حتى الركبتين في محاولة مسح تاريخ من الاستعلاء الفارغ الذي مارسه طيلة الفترة السابقة التى أثقلت كاهل المواطنين من عبء المضايقات وكثير من الأحيان القمع ، فيما كانت الشعوب تتحمل كل ما يصدر من سلوكيات عرجاء لمجرد أنها تعتقد بهؤلاء بعض الخير عند اللحظة الأصعب حيث يقدمون ارواحهم دفاعاً عن جغرافيتهم ، فجميع ما يحملون في داخلهم من نبرات استعلائية أمام من يعيش حولهم ، هو استعلاء ناجم عن شعور فارغ وكاذب لأنه سرعان ما يتحول صوتهم الجهوري عند المواقف الحاسمة إلى انثوي كي يشحذ الرحمة ممن كان لا يطيق النظر إليهم مقابل نظرات ستبقى إلى يوم قيامته تلاحقه بصمت لا تحمل اطلاقاً أي شماتة لكنها هي اشبه بالّتعرية تماماً لمن تخفى بأدوات النصب والاحتيال والروايات الملفقة التى اراد أن تسعفه بالتفوق في مجالس جالسيه .
سواء كان هذا العالم الغامض الممتد بلا نهاية أو كان المجتمع الصغير الذي يعيش فيه الفرد في ضنك كما وصفه خالقه عز وجل يضطر احياناً إلى مضاعفة ساعات القراءة والتأمل بكل الوسائل كي يقف تلك العمليات المستمرة منذ بداية التقاطه لأول شهيق ، والتى تهدف جميعها أن تلوى أعناق الحقائق كي يلبي صاحبها أوهامه الضيقة ، مما يتطلب منه البحث في كل مرة عن أقنعة تساهم في إنجاز المهمة ، لهذا نرى التسابق والذوبان حتى الاحتراق بين المتصارعين على منصب وزير أو ما شابه لمثل هذه المواقع الرنانة الذي يرى أنها تُلبسه قناع تحصيني من أي مسائلات لما يمكن أن تطرأ في الطريق ، فيتحول بقدرة قادر إلى شخصية فولاذية مستحدثة متناسي الأيام السابقة من الكدح والتعتير مما يدفعه الواقع الجديد أن يبدأ من النقطة الجديدة نزولاً وإلحاحاً لأفراد عائلته الصغيرة باختلاق قصص مفتعلة لا أصل لها باستثناء خيال راويها ، ليتسارع المتدخلون في استنهاض جميع الهمم التى من امكانها توفير رجال آمن للحماية المنزل من أي تسلل ممكن ويصبح المشهد انقلابي بشكل تدريجي بتحويل هذه النقاط الأمنية التى من واجباتها حماية موظفين كبار الدولة إلى خدماتيين حسب متطلبات أصغر فرد بالعائلة ، فتارةً يغسلون السيارات وأخرى يخوضون عراكً نيابةً لصالح أولاد المسئول ومن حين لأخر يستعان بهم كي ينوبوا عن دور الخادمات بل تتجاوز المسألة تلك الحدود ليصبح للوزير شريك أساسي في قرار الوزارة المكلف بإدارتها حيث تنشطر إلى قسمين ، فعنصر المرأة يتحول بسلاسة إلى مربع الزوجة ليبدأ عصر جديد من الرياء الاجتماعي والنفاق الوظيفي وتتدافع الأقدام نحو عتبة منزل معالي الوزير الجديد التى انسحبت للتو من عتبة مواطي الوزير المغادر كي تتزاحم في تقديم المشورات ونقل ما يدور في مبنى الوزارة وأروقتها من تجاوزات ممزوجة بنصائح تصل إلى أدق تفاصيل الخاصة والعامة ودق الأسافين وتناول بعضهم البعض تحت عناوين التعرية ، لكن ما يلفت الانتباه لدرجة قد يُصاب المرء بالدهشة عندما ترحل حكومة وتُكلف أخرى بأشخاص جدد ، ينتهي كل شيء ويبدأ عهد جديد بجدران بيوت جديدة لكنها لذات الوزارة والموظفين الذين يمتهنون مع كل تجديد لأدوات النصب والابتزاز ، وما يغيب عن الذهن الأكثرية لما يدور في الجانب الأخر هو سقوط القُبعّات لمن رحل تارك وراءه أحلامه التى لم تحقق ليعود إلى ما كان عليه في السابق من وضع لم يبتعد كثيراً ، لكن مع تعاظم الحالة لأنها باتت أكثر سواءً حيث تعوّد لبعض الوقت على أنماط لم يفقدها بقرار اختياري بل قسري مجبر بكل ما تعنيه الكلمة ، تماماً لعكس الاندفاع عند انسلاخه من ماضيه في حين سنحت له الفرصة بتمسك بمرحلة كانت تعرف بأنها قصيرة وفي أحياناً كثيرة بالعابرة لكنه أراد بكل قوة يجعلها بديل حقيقي دون أن يحسب لمثل هذا اليوم .
لقد كثرت الألقاب وهذا ما يفسره انتقال العدوى إلى مناطق لا تحمل في ادبياتها ومنزهة تاريخياً عن هذه القبعات ولم يكن لها أن تصل إلى حدودها وتنخرط لولا أن هناك خلل أصاب التركيبة البنيوية ، فالإسلام لم يؤسس منذ البداية ولا في القرون الثلاث الأولى على ألقاب هي في حقيقتها لا تزيد أو تنقص من حقيقة المرء لأن الإنتاج كان هو الشغل الشاغل والّهم الأول لدى مؤسسيه ورجاله من التابعين .
في وقت لا يعترف بالمسميات أصبحت اليوم ظاهرة تتعامل معها البشرية دون أن تعي لما تتناول من مسميات يختفي وراءها أصحابها كما هو باتت متداول عند الرجال الدين التى حولتهم قبعاتهم داخل مربع القُدسية التى تمنع الآخرين من انتقادهم حتى لو ارتكبوا أخطاء ، فالأصل أن العلاقة بين الخالق والمخلوق لا تحتاج إلى وسيط بل تحتاج إلى معلم يربي وينقل العلم ويُحفز على الاجتهاد باستخدام العقل ، لكن الغريزة الاحتكارية لدى الإنسان اضافت لهذه الدائرة ألقاب أراد ممنّ داخلها تعظيم مكانته ليخترع من باب ، ليس هناك أحد أفضل من الأخر ، ألقاب تجاوزت محيطه بمراحل ، بدايةً بحجة الإسلام وصولاً إلى أية الله العظمى وتقديس الروح فيما تبقى جميعها قبعات لحين تعرضه إلى نقد جذري ليتكشف أنه لا يقوى على مواجهتها .
إذا ما نشاهده ونسمعه من الألقاب يدفعنا للتفكير عن مرحلة كانت بالغة الأهمية بل لا يُشبهها أي مرحلة لحقت بها وقد استطاع رجالها تغيير العالم أجمع حتى يومنا هذا رغم تواضع الإمكانيات التى لا تتجاوز الجمل والخيمة والسيف لكنه الفكر الذي لا يعرف تضاريس وحدود تمكّن من اقتلاع وهدم المفاهيم من العقول واستبدالها ، فماذا يتوجب علينا أن نطلق من ألقاب على أبو بكر وعمر وعليّ رضوان الله عليهم كي تهدأ عظامهم في قبورهم .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كابوس حرمهم الابتسامة
- أحبب هوناً وأبغض هوناً
- واقع ناقص لا بد من استكماله
- زلازل فكرية
- صمود يؤسس لاحقاً إلى انتصار
- استمراء ناعم
- الردح المتبادل
- ارتخاء سيؤدي إلى إهتراء
- ملفات تراكمت عليها الغبار
- اخراج الجميع منتصر ومهزوم
- نعظم العقول لا القبور
- أمَّة اقرأ لا تقرأ
- مسرحية شهودها عميان
- تونس وهي
- فياض ... لا بد من نقلة أخرى نوعية
- على خطاك يا فرعون
- الضغوط تواجه بمزيج من الشجاعة والحكمة
- ثنائية القوة والضعف
- العربي بين حكم الديكتاتور أو ديمقراطية تفتت القائم
- ثراء يصعب فهمه أو هضمه


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ألقاب أشبه بالقبعات