أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين جمو - القضية الكردية و أزمة الطرح














المزيد.....


القضية الكردية و أزمة الطرح


حسين جمو

الحوار المتمدن-العدد: 1139 - 2005 / 3 / 16 - 09:31
المحور: القضية الكردية
    


أكثر من عام مضى على أحداث 12آذار في المدن و المناطق الكردية في سوريا . قيل الكثير حولها و كتب الكثير كما أطلقت وعود كثيرة تدعي انها بصدد إيجاد حل للقضية الكردية في سوريا .
ما نحن بصدده الآن هو ضرورة مراجعة الخطاب الذي نتوجه به في سبيل حل القضية الكردية في سوريا .فمشكلة الأكراد مع السلطة ليست خاصة بهم , بمعنى أنها لا تكمن بالدرجة الأولى في عدم وجود آليات حقيقية لحل القضية الكردية , بل في غياب آليات الممارسة الديمقراطية الذي هو المطلب المشترك بين كل أبناء سوريا .فالتحول الديمقراطي هو المخرج الوحيد للكرد و ليست المطالب القومية الصرفة التي تدفع ربما كل الآخرين الذين نشترك معهم في هذا البلد و نتقاسم المعاناة معاً للوقوف ضد كل آليات حل القضية الكردية , وهذا بالطبع ناتج من آراء و خطابات بعض الكتاب و السياسيين الأكراد الذين يقيمون في الخارج و أصيبوا بضعف في الإدراك و الوعي لابتعادهم عن " جغرافية الحدث " و بالتالي تضاءل شعورهم بالخطر ,لذا نجدهم دائماً يشيرون إلى الحدود الجغرافية لمنطقة الأكراد في سوريا كنطقة مؤهلة لتقوم عليها دولة !! دون أن يكون بإمكانهم الاقتناع أن البقاء في إطار حدود مقسمةأصبح وضعاً إيجابياً بالاستناد إلى أن القضية الكردية أصبحت من أهم موضوعات الديمقراطية في الشرق الأوسط , بل تعتبر كبوابة لعبور هذه الدول (تركيا , إيران , العراق , سوريا ) إلى الديمقراطية السياسية . بالإضافة إلى ذلك فإننا نجد أن هذه الخطابات الحادة هي الأكثر قراءة بين الأوساط الجماهيرية ,ذلك لأن السلطة هي التي تروج لمثل هذه الطروحات و أثبتت نجاحها في ذلك ,حيث نجد أن الاتجاه السائد شعبياً هو الوقوف في وجه التغييرالإصلاحي لمجرد أن الأكراد ربما يكونون طرفاً فيها ,وبذلك يتم التضحية بأكثر المطالب الديمقراطية قداسة .
هذا الموقف حول ضرورة أن تكون الديمقراطية أولاً ليس جديداً بطبيعة الحال لكن ما نريد التأكيد عليه أن ذلك ليس موقفاً تكتيكياً و لا استراتيجياً بل هو موقف مبدئي نتفق " به " مع كل شرائح المجتمع السوري المتنوع لمواجهة دعايات السلطة بإطلاق الوعود و شعارات الوحدة الوطنية كلما تفعّل الحركة الديمقراطية نشاطها السياسي. و هي لا يمكنها الاستمرار بهذا الأسلوب إلى الأبد , والتغيير الذي تدعي أنها تقوم به أو بصدد إجرائه يبعث على الملل لأن التغيير الإصلاحي يجب أن يتناسب مع ما يجري في العالم هذا إذا لم ترغب أن تكون من الأنظمة الراكدة .
وكما أن الأنظمة التقليدية تستنفذ كل مبررات استمراريتها بمضمونها التقليدي وكما هي جريئة في قمع الحريات , عليها أن تكون جريئة في القيام بالتغييرات المطلوبة و التي يمكن لها ردم الهوة الواسعة ما بين المواطن و السلطة إذا ما أرادت التخلص من ضغط الرأسمالية عليها من الأعلى و ضغط شعوبها عليها من الأسفل .
لكن من جهة أخرى هناك رهانات تعتمد عليها السلطة في سبيل عرقلة التحول الديمقراطي و أولها كما أشرت هو جعل الطرح الديمقراطي خاصة بمجموعة عرقية معينة و هنا تكمن خطورةالطرح الجزئي للقضية الكردية . و الرهان الآخر هو ترويجها عبر بعض مثقفيها أن الطابع العربي لسوريا سيصبح مهدداً إذا ما تم دفع القضية نحو الحل . هنا ينبغي الوعي لمسألة هي في غاية الأهمية , وهو عدم النظر إلى تحقيق المطالب الحقوقية بمقاييس الربح و الخسارة .لكن ماذا يعني الطابع العربي لسوريا ؟ .
الإجابة بسيطة و يمكن أن تأتي من أي شخص يجيب على السؤال التالي : هل قيام إبراهيم هنانو بثورته و اشتراك الأكراد السوريين في كل الحروب التي خاضتها سوريا كان من أجل الحفاظ على الطابع العربي لسوريا ....؟!
ما يجب الخوف عليه هو أكبر من الطابع العربي أو الكردي أو ....إلخ ,بل الخوف من أن يؤدي بقاء الوضع على ما هو عليه الآن و استمرار انتهاك الحقوق بهذاالشكل المشوِّه إلى نزع الطابع السوري عن الجميع ,من هذا المبدأ نقول إذا كانت السلطة يهمها الطابع السوري فعليها العمل على تلافي حدوث ذلك .و إذا كانت السلطة تريد أن تصف نفسها أنها ديمقراطية فلا أحد يعترض على ذلك إذا ما سلمت هي أيضاً أن عدم المطالبة بالحقوق هو موقف غير ديمقراطي بل انتهاك للقانون أيضاً . كما أن لا أحد يفترض أن لديه هوية ليتفاخر بها أمام محيطه , بل لأنه كذلك تاريخاً و ثقافة ومصلحة اجتماعية .
بقي أن نقول أن الأكراد كجزء من الحركة الوطنية الديمقراطية في سوريا عليهم التأكيد على الهوية كموقف حقوقي ديمقراطي لا كحالة تعصب أو تشنج , فالحركة الديمقراطية أو " الحراك الديمقراطي " في موقع القوة الآن إلى الدرجة التي يمكن أن نقول من خلالها : فات الوقت الذي كانت السلطة تمنحكم الفرص ,الآن يمكنكم أن تمنحوها الفرصة .



#حسين_جمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبهة التركمانية : الإصلاح أو الإفلاس
- تركيا: بين تصاعد إسلامي ويمين أوروبي
- تركيا ...أزمة اقتصاد أم أزمة دولة ؟
- القضية الكردية بين تركيا و الاتحاد الأوروبي


المزيد.....




- تركيا: اعتقال مطلوب دولي بشبهة الانتماء إلى -داعش-
- تحت ضغط أميركي.. سحب -تقرير المجاعة- بشأن غزة
- -سوريا الجديدة-.. كيف توازن بين ضبط الأمن ومخاوف الأقليات؟
- إنفوغرافيك.. اللاجئون السوريون يعودون إلى وطنهم
- ارتفاع وفيات المهاجرين لإسبانيا عبر الأطلسي في 2024
- مصدر أمني: ضبط أجهزة تجسس بين خيام النازحين في غزة
- شاهد.. لماذا يعرقل نتنياهو صفقة تبادل الأسرى مع حماس؟
- من يكون محمّد كنجو الحسن مسؤول عمليات الإعدام في سجن صيدنايا ...
- المرصد: إيقاف المسؤول عن عمليات الإعدام في سجن صيدنايا السور ...
- واشنطن: سعي هونغ كونغ لاعتقال معارضين يهدد السيادة الأميركية ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين جمو - القضية الكردية و أزمة الطرح